رغم كل المصاعب التى تعيشها مصر على مدى أكثر من 3 سنوات فإن المزاج العام مازال ينتصر لأن تكون هذه الحالة مدخلا لفرصة تلوح فى الأفق باتجاه الأفضل والأحسن بدلا من الاستسلام لدعاوى اليأس والإحباط . ولا شك فى أن يوم 30 يونيو كان نقطة فاصلة فى ترجيح خيار فرصة الأمل وإجهاض لعبة الاستسلام للأمر الواقع تحت حكم الجماعة بعد أن أعلنت المؤسسة العسكرية بقيادة المشير السيسى يوم 3 يوليو انحيازها لفرصة الأمل التى لاحت بشائرها فى مليونيات كاسحة غطت شوارع وميادين مصر كلها، وهى معبأة بآمال عريضة وطموحات مشروعة وتطلعات تدور فى حدود الممكن والمتاح فالتقطها السيسى ورفاقه فى ذات اللحظة، ولعل ذلك ما يعزز الدعوة لإنشاء حزب العبور لضمان استمرارية زخم اللحظة الثورية فى خدمة المرحلة المقبلة وتحدياتها! لم يكن أحد يوم 30 يونيو يفكر فى الخطوة التالية، وإنما كان لسان حال الجميع هو التكاتف من أجل إنقاذ ووقف عمليات اختراق وتفكيك الدولة المصرية لكى تصبح الجماعة فوق راية الوطن... ومن ثم فإن الذين يتحدثون عن نية مسبقة للمشير السيسى فى السعى لحكم مصر أمر يخالف كل الوقائع والشواهد فى تلك الأيام العصيبة التى كانت بمثابة اختبار صعب لقوة التلاحم الوطنى فى مواجهة الجماعة وحلفائها الذين رفضوا القبول برغبة الشارع فى الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة وراهنوا على جهات أجنبية أجروا معها اتصالات طلبا للدعم، ولكن الوقت لم يسعف كليهما لأن سرعة الحوادث فاقت كل التوقعات! واليوم أستطيع أن أجزم بالقول بأن غباء الجماعة وغرورها الزائد مع حلفائها لم يجعل الخروج يوم 30 يونيو أمرا حتميا فحسب وإنما كان لهذا الغباء المقترن بالجهل والعناد فى التعامل مع قرارات 3 يوليو دور كبير فى بروز نجم المشير السيسى كزعيم لثورة غير مسبوقة ليس فيها شبهة المؤامرات، أو المغامرات التى ترتبط بالانقلابات، وهكذا ولدت شرعية 30 يونيو وولدت معها بدايات الصعود لشخصية وطنية كان الكل يفتش عنها ليمنحها شرعية جديدة وثقة متجددة ..ومن ثم كان محتما على السيسى أن ينحنى لإرادة غالبية الشعب الذين يتحتم عليهم اليوم أن يسارعوا بتدشين حزب العبور المعبر عن أهداف ثورة 30 يونيو. خير الكلام: هناك معجزات وهناك أسرار تعجز الحروف عن كتابتها! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله