الآن.. وقد انتهت الانتخابات البرلمانية وأصبح للتيار الاسلامي بشقيه الإخوان والسلفيون الاغلبية في مجلس الشعب واصبحت السلطة التشريعية( البرلمان) هي الوحيدة المنتخبة الأن, وتستطيع ان تعبر عما يريده الناس وتنفذ تطلعاتهم بحكم اختيارهم له. لكن تبقي معضلةه اخري.. هي ان الشباب والتجمعات التي دعت للثورة والتظاهر قبل25 يناير ليس لها تمثيل حقيقي داخل البرلمان باستثناء بعض المقاعد التي تعد علي أصابع اليد الواحدة وهذا في حد ذاته يشكل أزمة لأن هؤلاء الشباب السبب الرئيسي للثورة. كما أن هناك تيارا إسلاميا لم يكن مؤيدا للثورة في البداية حاز عددا كبيرا من المقاعد ويقصد الشباب التيار السلفي ويعتقدون ان التيار الاسلامي الآخر المتحالف معهم أثناء الثورة( الإخوان) قد باعهم بعده مقاعد في مجلس الشعب وتخلي عنهم وتركهم وحدهم في مواجهة المجلس العسكري ويعتقدون أن أغلب المطالب والمكاسب التي تحققت بعد سقوط مبارك من محاكمات له ولرموز نظامه, وحل مجلس الشعب والشوري السابقين وحل الحزب الوطني وامن الدوله.. حتي المطلب الاخير وهو تحديد الفتره الزمنية لتنحي ا لمجلس العسكري وانتخابات الرئاسة2012/6/30 انما جاء من جهودهم ومليونياتهم.. وإن كانت تبقي بعض المطالب لم تتحقق مثل الفصل في قضايا الشهداء ويعتقدون ان الشرعية ستأتي دائما من الميدان( التحرير) ويرد عليهم الطرف الآخر( الاسلاميون) بقولهم ان الثورة وان كان الداعي لها مجموعه من الشباب النشطاء الا انها لم تكن وليدة اللحظة. بل كانت نتيجه تراكمات كثيره وقاسيه تحمل فيها التيار الإسلامي النصيب الأكبر من ظلم النظام من سجن وقتل وتشريد وسلب أموال وان الاخوان تحديدا نا زلوا النظام سياسيا بدخول الانتخابات في النقابات والمحليات ومجلس الشعب متحملين تبعا ت ذلك وكان لهذه المشاركه اكبر الأثر في كشف الاعيب النظام وتجاوزاته في حق الأمة من التزوير الفاضح خاصة انتخابات2010 والتي سدت كل الابواب للمشاركه والتعبير عما يجول بخاطر الناس حتي ولو علي سبيل التنفيس, مما ساهم في اتساع مساحه ا لغضب والحنق والذي أدي إلي الانفجار( الثورة). يقولون كذلك ان الثورة لم تكن حكرا علي مجموعة بعينها ولكن اشترك فيها كل طوائف الشعب فليس من حق احد الاستئثار بها والتحدث منفردا باسمها ويردون ايضا ان كثره الدعوة للمليو نيات يفقدها قوتها وتأثيرها وزخمها, فعدم المشاركه لا يستدعي التخوين. ايضا الدعوه للصدام مع الجيش والشرطه يفتح المجال للقوي المتربصه للثورة بالهاب الموقف!!. والتوفيق بين الرأيين ليس صعبا فتكون الصورة المثالية للقضاء علي هذه الازدواجية( شرعية البرلمان) الناتج عن انتخابات حرةه نزيهة(.. ام شرعية الميدان) الشرعية الثوريه المطالبه بانتخابات حرة ونزيهة والتوفيق يمكن أن يتم بالدمج بين الشرعيتين لان.. شرعية الميدان( الشرعية الثوريه) أوجدت ويسرت إجراء انتخابات حرة ونزيهه اعطت الشرعية لبرلمان حقيقي منتخب.. وهذا الدمج يكون بتكوين مجلس أو هيئة تضم كل فصائل الثوار تكون علي اتصال مباشر بلجنة خاصة من مجلس الشعب للتشاور حول المطالب المشروعة للثورة وكيفية تحقيقها وبذلك نستطيع استيعاب هؤلاء الشباب ودمجهم في الحياة السياسية دون اقصاء أو تهميش( ولذا أنا أؤيد اقتراح المجلس الاستشاري بتعيين30 شابا من شباب الثورة لمدة انتخابية واحدة في مجلس الشعب) لأن هذا الشباب الذي دعا الي الثورة وتحمل المخاطر في وجه نظام با طش وجبار في القهر والاستعباد هذا الشباب يحتاج منا رد الجميل وتقديم الشكر له لانه بجسارته وأفكاره المبتكرة ساهم في إعطائنانا الحريه ورفع عنا عوار الذل والامتهان مع الأخذ في الاعتبار خطورة المرحلة الحالية التي تتطلب الهدوء والتريث دون إثارة قلاقل جديدة. ولذا لا أجد معني للدعوه ا لي تسليم السلطة في25 يناير القادم( لمن؟) خاصة بعد تحديد تاريخ تسليم السلطة2012/6/30 لرئيس منتخب واذا كنا نريد ان نحتفل بالثورة فلنجعلها احتفالية جميلةه نستعيد فيها روح الميدان.! الشعب يريد روح الميدان. باحث في التيارات الاسلامية [email protected]