بينما تخيل البعض ان مشكلة التلاعب في سن الناشئين لاسيما في افريقيا باتت شيئا من الماضي في ظل الاختبارات المستحدثة, الا ان هذه الازمة عادت لتطل برأسها من جديد علي الساحة الكروية , وهو ما يعد انذارا للمنتخبات المصرية علي مستوي نفس الاعمار قبل الاقدام علي خوض المنافسات المقبلة في تصفيات القارة المؤهلة لنهائيات كأس العالم. الحديث عن هذا التزوير الافريقي تصدر وسائل الاعلام العالمية خلال الايام الماضية من خلال قصة اللاعب الكاميروني جوزيف مينالا المنضم حديثا الي صفوف لاتسيو الايطالي , فقد دارت الشبهات حول انه يبلغ من العمر 41 عاما بينما مسئولو النادي الايطالي يؤكدون انه لم يتجاوز 17 عاما وان شهادة ميلاده صحيحة. وتكشف محطة «بي بي سي» ان قضايا التزوير في افريقيا لم تعد سرا لان بعض منتخبات الشباب في دول القارة متورطة في ذلك مثل نيجيريا وغانا وكينيا , وقالت أن فضيحة اللاعب النيجيري السابق جوناثان اكوبوري (45 عاما) وتلاعبه في عمره تمثل اكبر أزمة واجهت اللعب في القارة السمراء , واضافت انه في ابريل من العام الماضي جري استبعاد تسعة لاعبين من منتخبات الكونغو برازفيل وكوت ديفوار ونيجيريا من بطولة افريقيا تحت 17 سنة في المغرب بعد ان اثبتت الفحوص تخطيهم السن القانونية. واشارت «بي بي سي» الي ان المنتخب الصومالي جري استبعاده من تصفيات كأس الامم لنفس السبب , كما دفعت نسور نيجيريا ثمن عدم التزامها في نهائيات مونديال تحت 17 سنة في اكتوبر الماضي بخسارة عدد من عناصره الاساسية التي تخطت السن المسموح بها . ويعترف مهاجم نيجيريا السابق ووكيل اللاعبين الحالي جوناثان اكوبوري بأنه يعرف الكثير من اللاعبين الذين يكذبون بشأن اعمارهم في افريقيا, وان بعضهم يلعب تحت سن 17 سنة ثم بعد عدة سنوات قليلة يعلنون اعتزالهم ولا يستكملون مشوارهم , وان هذا الامر يمثل ولا يزال مشكلة كبيرة. ويشير النجم النيجيري السابق الي انه بالنظر الي نجوم منتخب اسبانيا الحاليين من امثال انيستا وتشافي يمكن تتبع مسيرتهم في مراحل الشباب حتي وصولهما الي المنتخب الاول, في حين ان العكس للاعبي افريقيا فبمجرد انتهاء مرحلة الناشئين فان اغلبهم يعلن اعتزاله بعد ذلك بفترة قصيرة لان سنهم في الاساس كبيرة. ويضيف اكوبوري ان هذه المشكلة ربما تكون منتشرة في قارات اخري مثل امريكا الجنوبية , ولكنها في افريقيا متأصلة وادت الي معاقبة العديد من المنتخبات مثل بلاده التي استبعدها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من جميع المنافسات الدولية لمدة عامين بعد اكتشافه عدم مطابقة شهادات ميلاد ثلاثة من اللاعبين الذين شاركوا في اوليمبياد 1988 لنفس الشهادات التي شاركوا بها في دورات سابقة. ويكشف اكوبوري عن ان الامر في بعض الدول الاخري يبدو اصعب في حين يمكن للاعبين في افريقيا الافلات به لانه من السهل القيام بالتلاعب, وان كانت صور الاشعة الجديدة قللت من الامر , وهو ما يؤكد ان ادارة لاتسيو قامت بذلك علي اللاعب الكاميروني. وحول رأيه في هذه الظاهرة يقول جونيور بنيام المدير المسئول عن الاعلام في الاتحاد الافريقي لكرة القدم (الكاف) ان الضغوط العصبية والرغبة في الاحتراف الخارجي تدعو بعض اللاعبين الي التلاعب في اعمارهم, لاسيما ان استخراج شهادات الميلاد وتحديد تاريخها مسألة ليست بالدقيقة في القارة السمراء. واضاف مسئول الكاف انه في بعض الحالات تجد اكثر من شهادة ميلاد للاعب , وان الاخير يلجأ الي تغيير البيانات حتي تتطابق مع المرحلة التي يريد المشاركة فيها, وان هذه الفوضي ترجع الي عدة عوامل منها نقص الوثائق القانونية وانه لا يعرف اذا ما كان يمكن وصف ذلك بالغش العبقري ام لا, خاصة ان الفحص بالاشعة لرسخ اللاعب الايسر ربما لم تكن مجدية في بعض الحالات , وان كان الاتحاد قرر تطبيق هذا الامر ليتشمل تصفيات تحت 20 سنة.