بعد أن أثار حفل افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية فى سوتشى إعجابا واسعا، فضلا عن نجاحه فى استعراض نفوذ موسكو السياسى عبر التاريخ وحتى الآن، إلا أنه أثار فى الوقت نفسه حفيظة واشنطن، حيث انتقد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشكل مبطن نظيره الروسى فلاديمير بوتين، وقال متهكما إن الولاياتالمتحدة ليست فى حاجة إلى إنفاق 50 مليار دولار لتنظيم دورة أوليمبية كما فعلت روسيا. وأكد أوباما فى لقاء مع شبكة «إن بى سي» الإخبارية معارضته للمطالبين بعدم تنظيم أمريكا لمثل هذه الاحتفالات العالمية فى المستقبل لأسباب اقتصادية ، واستدرك قائلا : "لست واثقا من أن إنفاق 50 مليار دولار ضرورى للنجاح فى تنظيم الأوليمبياد ، نظرا لأن جزءا منه يرجع إلى أن البنى التحتية الأمريكية يفترض أن تتيح لنا تنظيمها بأرخص بقليل من ذلك". وتزامنت تصريحات أوباما مع إصدار الولاياتالمتحدة تحذيرا جديدا للأمريكيين من السفر إلى منتجع سوتشى خلال دورة الألعاب الأوليمبية ، منبهة إلى تهديدات تتعلق بالأمن الإليكترونى وحذرت من افتقار شبكات الاتصال الروسية للخصوصية. وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان لها أنه "يجب على المسافرين الأمريكيين إدراك التهديدات المتعلقة بالأمن الإليكترونى ، والحذر من عدم توفر الخصوصية اللازمة عند تبادل معلومات حساسة أو شخصية باستخدام شبكات الاتصال الإليكترونى الروسية". ويأتى هذا التحذير فى إطار جولة جديدة من الصراع الروسى - الأمريكى حول أوكرانيا ، فقد حملت واشنطن الجانب الروسى مسئولية تسريب مكالمة هاتفية لفيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأمريكى مع جيفرى بايات سفير بلادها فى كييف ونشرها فى الفضاء الإليكترونى، حيث تضمنت المكالمة مناقشتهما لتشكيل حكومى محتمل لأوكرانيا فى المستقبل. وأعربت نولاند خلال هذا التسجيل الصوتى عن اعتقادها بأن فيتالى كليتشكو بطل المصارعة السابق، الذى يعتبر أحد زعماء المعارضة الرئيسيين ، يجب أن يكون فى الحكومة الجديدة. وكان التسجيل قد تضمن إهانة نولاند للاتحاد الأوروبى الأمر الذى أثار حرجا أمريكيا بالغا، حيث وجهت لهم ألفاظا نابية. وحاول بعض المسئولين الأمريكيين السابقين تبرير العبارات التى تفوهت بها نولاند بالإشارة إلى أنها تستخدم كثيرا فى المحادثات الخاصة فى واشنطن، بل وقد تكون موضع مديح ، لكن بثها على يوتيوب يحرج وزارة الخارجية ويثير تساؤلات بشأن الإجراءات الأمنية. ولم تشكك المصادر الأمريكية فى مصداقية التسجيل الذى أغضب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حتى أن المتحدثة باسمها وصفته بأنه غير مقبول البتة. وتضمن التحذير الأمنى الأمريكى التنبيه إلى أن رجال الشرطة الروسية لديهم سلطة سلطة اعتقال أى شخص وطلب هويتهم ووثائق السفر فى أى وقت وبلا سبب. وحث البيان الأمريكيين فى سوتشى بقوة على حمل جوازات سفرهم والتأشيرات الروسية والوثائق المهمة الأخرى معهم طوال الوقت. وتزامنت هذه المخاوف الأمنية مع حظر إدارة أمن وسائل النقل الأمريكى بشكل مؤقت حمل السوائل والأيروسول والجل والمساحيق على الرحلات الجوية بين روسياوالولاياتالمتحدة. وأكدت وزارة الخارجية أن الأمريكيين الذين يحضرون الأوليمبياد يجب أن يظلوا متنبهين لأمنهم الشخصى طوال الوقت وأن مثل هذه المناسبات تمثل "هدفا جاذبا للإرهابيين. ويبدو أن بوتين اغتنم فرصة المشاركة السياسية الواسعة فى دورة سوتشى على أكمل وجه ، حيث أكد يورى أوشاكوف مستشار الرئيس الروسى للسياسة الخارجية اجتماع بوتين مع نظيره الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش فى سوتشى أمس فى يوم افتتاح دورة الألعاب الشتوية، حيث بحثا تطورات الأوضاع الراهنة فى بلاده على ضوء استمرار مظاهرات المعارضة ونتائج لقاءاته مع مبعوثى الاتحاد الأوروبى وعدد من الدول الغربية. وعلى صعيد واقعة اختطاف طائرة تركيا متجهة من أوكرانيا إلى سوتشى، أكدت كييف أن المواطن الأوكرانى المتورط فى محاولة الاختطاف كان ثملا لدى محاولته اقتحام قمرة قيادة الطائرة. وأكد أحد عملاء المخابرات الأوكرانية أن الرجل راح يصيح : "نحن مسافرون إلى سوتشي". وكانت الشرطة التركية ألقت القبض على الرجل بعد هبوط الطائرة على الأراضى التركية، وبدأت على الفور التحقيق معه.