تامر أمين يوجه التحية على الهواء للنائب العام بعد هذا القرار    «من لا يشكر الناس لا يشكر الله».. وزير التجارة السعودي: مصر هي من علمتنا    الناتو: روسيا لم تقم بأي تحركات نووية تستدعي الرد    مادلين طبر تعزي الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي في وفاة والدته    «35 كيلو فضة».. محامي أحمد فتوح يكشف كواليس طلب تقدير الدية الشرعية من المفتي (فيديو)    بدء إجراءات الكشف الطبي للطلاب الجدد بكلية تربية جامعة الأقصر    محامي فتوح: تم إطلاق سراحه وسيذهب لتعزية أسرة الضحية    رحلته بدأت في بنفيكا".. الاتحاد يتعاقد مع البرتغالي فيليبي ناسيمنتو رسميًا    أدريان رابيو يوضح سبب موافقته على عرض مارسيليا    الخطيب: رفضنا استكمال كأس مصر خوفا على لاعبي الأهلي    أحزاب تشيد بدور «المتحدة» في قيادة حوار مجتمعي عن قانون الإجراءات الجنائية    القبض على 3 متهمين في قضية "جثة المقابر" بالفيوم    الجمهور يشيد بأداء إيمان العاصي في "برغم القانون".. وانطلاقة قوية للمسلسل    «أمرها متروك لله».. شيخ الأزهر: لا يجوز المفاضلة بين الأنبياء أو الرسالات الإلهية (فيديو)    دار الإفتاء: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به محرم شرعا    حصر نواقص الأدوية والمستلزمات الطبية بمستشفى أبوتشت المركزي بقنا لتوفيرها    هيئة الدواء: ضخ 133 مليون عبوة دواء في الصيدليات    المشاط: الشراكات متعددة الأطراف عنصر أساسي للتغلب على كورونا وإعادة بناء الاستقرار الاقتصادي    محافظ قنا يشهد فاعليات اختبارات الموسم الثالث لمشروع كابيتانو مصر    فصائل عراقية تستهدف موقعا إسرائيليا في غور الأردن بالأراضي المحتلة    تعرف على فقرات حفل افتتاح بطولة العالم لكرة اليد للكراسى المتحركة    أول تعليق من فينيسيوس بعد تسلم جائزة أفضل لاعب في دوري الابطال    مدرب شتوتجارت: مواجهة ريال مدريد فى أبطال أوروبا أكبر تحدى لنا    استمرار عمليات الإجلاء في وسط أوروبا بسبب العاصفة "بوريس"    ما عقوبات جرائم خيانة الأمانة والاحتيال للاستيلاء على ثروات الغير؟    سهرة شاذة وتعذيب حتى الموت.. أسرار مقتل مسن داخل كمبوند بحدائق أكتوبر    وحدة الرسالة الإلهية.. شيخ الأزهر يؤكد عدم جواز المفاضلة بين الأنبياء    «المياه بدأت توصل السد العالي».. عباس شراقى يكشف آخر تفاصيل الملء الخامس لسد النهضة (فيديو)    وزير الري: ما حدث بمدينة درنة الليبية درسًا قاسيًا لتأثير التغيرات المناخية    محافظ الدقهلية يفتتح تجديدات مدرسة عمر بن عبدالعزيز بالمنصورة بتكلفة 2.5 مليون جنيه    ترتيب الدوري السعودي الإلكتروني للسيدات للعبة ببجي موبايل    حي شرق مدينة نصر يعلن عن صرف تعويضات المواطنين المتأثرين بأعمال إعادة التخطيط    صلاة الخسوف.. موعدها وحكمها وكيفية أدائها كما ورد في السنة النبوية    تقي من السكري- 7 فواكه تناولها يوميًا    زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين- طبيب يوضح السبب    طعنه 25 مرة ثم أطلق عليه الرصاص.. المؤبد لعامل قتل زميله في أسيوط    أبرز مجازر الاحتلال في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر    إلغاء رد جهات الولاية من شهادة البيانات وإتاحة التصالح على الجراجات وقيود الارتفاع    مواعيد القطارات المكيفة القاهرة والإسكندرية .. اليوم الاثنين    مروان يونس ل "الفجر الفني": مفيش طرف معين بإيده يخلي الجوازة تبقى توكسيك    توقيع الكشف الطبي على 1200 مواطن خلال قافلة طبية مجانية بالبحيرة    رئيس جهاز شئون البيئة: وضع استراتيجية متكاملة لإدارة جودة الهواء فى مصر    أحد الحضور يقاطع كلمة السيسي خلال احتفالية المولد النبوى (فيديو)    رئيس جامعة المنيا يترأس الجمعية العمومية لصندوق التأمين على أعضاء هيئة التدريس    التعليم العالي: 38053 طالبًا وطالبة استفادوا من الأنشطة الثقافية    كيف يغير بيان مدريد موازين القوى.. جهود الحكومة المصرية في حشد الدعم الدولي لحل النزاع الفلسطيني    حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره جراء الغارة الإسرائيلية على بلدة حولا جنوبي لبنان    لافروف ل"القاهرة الإخبارية": نثمن جهود مصر لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة    مؤتمر صحفى لمهرجان الموسيقى العربية 32 بالأوبرا الأربعاء المقبل    فيلم أهل الكهف في المركز الأخير بدور العرض.. حقق 1490 جنيها خلال يوم    وزير التعليم العالي: حصول «معهد الإلكترونيات» على شهادتي الأيزو يعزز مكانة مصر    كوكتيل مخدرات.. التحقيق مع إمبراطور الكيف في القاهرة    المشدد 6 سنوات لشقيقين لاتجارهما في الهيروين والحشيش بكفر شكر    «بيوت الحارة» قصة قصيرة للكاتب محمد كسبه    الأوبرا تحتفى ب«جمال سلامة» ليلة كاملة العدد ل«ملك الألحان»    إصابة 3 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة ربع نقل ببنى سويف    موعد عرض الحلقة الثالثة من مسلسل «برغم القانون» لإيمان العاصي    «مفرقش معايا».. شريف إكرامي: بيراميدز عاقبني بسبب الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاهرام » تفتح ملف التحقيق لليوم الثانى (2 2)
اعترافات مثيرة للمتهمين فى قضية التخابر لصالح إسرائيل
نشر في الأهرام اليومي يوم 15 - 02 - 2014

أمس ، نشر «الأهرام» مقتطفات من ملف التحقيق الذى أجرته المخابرات العامة، والحربية، والأمن القومي، مع المتهمين فى قضية التخابر لمصلحة إسرائيل وهما «عودة طلب إبراهيم،
وسلامة فرحان»، اللذان كشفا فى التحقيقات عن كيفية تجنيدهما، والمهام المكلفين بها ضد الأمن القومى المصرى وزعزعة أمن سيناء.
واليوم، ينشر «الأهرام» الاعترافات الكاملة للمتهمين أمام النيابة، كما جاءت بمحاضر التحقيق، والتى أكدت قبولهما هذه المهمة الخسيسة بنقل معلومات عن الانفلات الأمنى بسيناء، ومواقع انتشار القوات المصرية على الحدود، ونقاط تمركزها فى مقابل مزايا مالية وعينية رخيصة لخيانة الوطن لمصلحة العدو الإسرائيلي.
والى نص الاعترافات..

أدلى المتهم عودة طلب إبراهيم باعترافات مثيرة فى القضية رقم 177 لسنة 2013 حصر أمن الدولة العليا والمتهم فيها بالسعى والتخابر لدى دولة أجنبية «إسرائيل»، ومايترتب على ذلك من اضرار بموقف مصر الحربى والسياسى والدبلوماسى والاقتصادي، والمفاجأة أن المتهم لم ينكر ماهو منسوب إليه.
وكشف المتهم أمام شادى البرقوقى وكيل النيابة فى التحقيقات أن جسده يخلو من أى إصابات وتوالت الاعترافات .
وأوضح المتهم ان زواجه قد تم منذ 7 سنوات وهو يتيقن ان والد زوجته يعمل مع المخابرات الإسرائيلية.
البداية شريحة محمول
البداية كانت فى عام 2009 عندما هداه تفكيره لأن يشترى شريحة تليفون محمول تابعة لشركة أورانج الإسرائيلية لتسهل له اتصالاته بالفلسطينيين الذين لديهم «شغل فى ورشة الحدادة»، ورغم تيقنه فى اعترافاته أنه يعلم جيدا أن هذه الشركة تتجسس على المكالمات إلا أنه حصل على هذه الشريحة من شخص فلسطينى يدعى مشهور دعيش دون مقابل ومنذ هذا التوقيت أصبح لديه خط أورانج.
واستطرد المتهم فى بداية التحقيقات أنه منذ صباه له صديق يدعى سلامه حامد أبو جراد مقيم بالماسورة برفح ويعمل حدادا وكان هناك أعمال مشتركة بينهما، لكن الأخير له إقارب يقيمون داخل إسرائيل وحصلوا على الجنسية الإسرائيلية وأن الأخير كان على صلة بهم وقد تبين أن أحد أقاربه واسمه عمر حرب أبو جراد مقيم بجوار والد زوجة المتهم عودة لكنه علم من صديقه سلامة أنه قد تسلل إلى إسرائيل وأقام بها لمدة ثمان أشهر وعاد للبلاد مرة أخري.
ماهى أخبار الحكومة المصرية؟
بعد مرور أسبوعين تقريبا تلقى عودة مكالمة تليفونية من والد زوجته الذى أكد له أنه اتفق مع شخص فى إسرائيل على العمل معه ومضت نصف ساعة واتصل به أحد الأشخاص يتحدث اللغة العربية وأول سؤال وجهه له ماهى أخبار الحكومة المصرية وهنا ادرك المتهم أن فرصة العمل التى سيحصل عليها هي«التجسس» وطلب منه الشخص الذى يتحدث عبر الهاتف والذى ادرك أنه إسرائيلى معلومات عن الفلسطينيين المتسللين عبر الأنفاق إلى رفح المصرية والموجودين فى سيناء ومن يقيمون بالقرب من الحدود الإسرائيلية وأن الشخص الإسرائيلى طلب منه أيضا معرفة كاملة عن المهربين بصفة عامة واخبره المتهم أنه سوف يخبره بكل صغيرة وكبيرة على معرفة بها.
توقف المتهم لدقيقة ثم استطرد اعترافاته أنه فكر فى أن يتوجه إلى المخابرات المصرية حتى يكون عميلا مزدوجا بمعنى ان يكون شغله مع الإسرائيليين على علم به أجهزة المخابرات المصرية ومن حقى يكون على حد قوله»ظهره متأمن».
وفى عام 2012 احضر المتهم شريحة اورانج أخرى واتصل بوالد زوجته وابلغه الأخير أن بجواره شخص إسرائيلى يدعى أبو منير ومفهوم طبعا أنه من المخابرات الإسرائيلية وسأله عن أخبار الشريط الحدودى بين مصر وإسرائيل وعن الفلسطينيين المتسللين وابلغه المتهم انه سوف يوافيه بالتفاصيل تباعا.
سلامة أبو جراد وأبو منير الإسرائيلي
وقد اعترف المتهم إنه فى شهر أبريل عام 2012اتصل به أبو منير من الجانب الإسرائيلى وطلب منه المتهم مبالغ مالية من أجل فتح ورشة حدادة فطلب منه الإسرائيلى أن يتوجه الى إسرائيل من أجل الحصول على المال الذى يريده وعرض المتهم عليه أن يتوجه الى اسرائيل بصحبة صديق له وهو المدعو سلامة حامد وفوجئ المتهم أن أبومنير الإسرائيلى على معرفة بسلامة أبوجراد، وهنا أيقن أن صديقه يعمل مع الموساد الإسرائيلى.
وعقب هذه المكالمة التقى بصديقه سلامة وصارحه بأنه يعمل مع أبومنير الإسرائيلى وعرض عليه فكرة التسلل الى إسرائيل، وأوضح له صديقه أنه كان يعمل مع شخص إسرائيلى آخر يدعى أبوسالم، لكنه توقف عن العمل بعد أن قطع الأخير الأموال التى كان يرسلها إليه.
وقام أبومنير بتسهيل مأمورية السفر للمتهمين من خلال مهرب بينهم موجود فى إسرائيل اسمه أبوعبدالله وأعطاه رقم تليفون المتهم وأبلغه أبوعبدالله أن شخصا يدعى أبوأحمد سيقوم باتمام عملية التسلل الى إسرائيل بعد أن اتفقوا جميعا على اللقاء بمنطقة أم قطاف، وبالفعل تم تهريبهما الى إسرائيل وكان ذلك يوم 10 مايو 2012.
وهناك اتصل أبوعبدالله بالمتهم وطلب منه أن يمشى مترجلا ناحية اليمين بين جبلين، وسوف يتم التقابل مع أحد الأفراد من الجيش الإسرائيلي، والذى كان فى انتظارهما وكان أبوعبدالله قد أبلغنى تليفونيا بالسمع والطاعة لمن سوف يستقبلونى أنا وصديقي.
أول لقاء مع الضابط الإسرائيلي
وقد اعترف المتهم أنه التقى بضابط المخابرات الإسرائيلى وعقب لقاء بهما قال لهما إنه أبومنير وسألهما عن أخبار الطريق، وأخبرنا أن المبيت سيكون بمكان آخر، وقد حضر فى اليوم الثانى أبومنير وتقابل معنا، وكان بصحبته إسرائيليين آخرين أحدهما اسمه أبوفادي، والثانى اسمه أبوشوكت، ويبدو عليهما أنهما يعملان بجهة أمنية مع أبومنير لتجميع المعلومات.

عيون إسرائيل فى رفح
وفجر المتهم قنبلة من العيار الثقيل عندما اعترف أمام المحقق أن الإسرائيليين طلبوا منهما أن يكونا أعينا لإسرائيل فى رفح، ووعدوهما بتلبية مطالبهما وفتح محل تجارى للمتهم الأول خاص لبيع التليفونات المحمولة فى رفح، كما وعدوا المتهم الثانى سلامة أنهم سوف يفتحون له محلا لبيع اطارات السيارات.
وأضاف المتهم عودة فى اعترافاته أن صديقه وجه سؤالا الى المسئولين الإسرائيليين عما إذا كان سيتم تأمينهما فى حالة ان تكتشف المخابرات أمرهما فرد عليه المخابراتى الإسرائيلى أنه يجب عليهما أن يكونا على قدر كبير من الحيطة والحذر.
كما أدلى المتهم فى اعترافاته أن التكليفات التى حصل عليها هو وزميله من الجانب الإسرائيلى أن يكون هناك تواصل مستمر بينهما من خلال خطوط الاورانج ونمدهما بالمعلومات أولا بأول والمقابل هى زيادة المبالغ المالية.
وقد كلف المخابراتى الاسرائيلى المتهم بشراء سيارة وارسل مبلغ 2200 دولار كمقدم لشراء السيارة التى تم تكليفه بشرائها على أن يدفع الجانب الاسرائيلى باقى ثمن السيارة فى وقت لاحق واشترط على أن تكون السيارة ربع نقل.
التحقيق يتواصل «سين.. جيم»
وقد استمر المحقق رجل النيابة المصرى فى توجيه الأسئلة للمتهم الأول عودة طلب إبراهيم
س: ماهى أوصاف السيارة التى تم شراؤها؟
ج: هى سيارة ربع نقل بيضاء ماركة متسوبيشى كانت مقطعة »يعنى كانت أجزاء قطع ملحومة مع بعض بدون لوحات ولايمكن ترخيصها.
س: ماذا كان تصرف العنصر الإسرائيلى أبو رائد بعد ابلاغه بتمام تنفيذ تكليفه؟
ج: هو طلب منى الاحتفاظ بالسيارة حتى يكلفنا بشيء جديد وقال أنه سيرسل مبلغ العشرة الاف دولار ثمن السيارة.
س: وهل بالفعل أرسل ذلك المبلغ؟
ج: ايوه
س: كيف؟
ج هو بالفعل بعد اسبوع يعنى تقريبا فى منتصف شهر سبتمبر 2012 اتصل بى وأبلغنى
أن مبلغ العشرة الاف دولار موجودون برفح ووصف لنا المكان بالضبط وتوجهت أنا وسلامة أبو جراد إلى المكان وبالفعل لقينا الفلوس فى كيس داخل علبة بويه تحت طوبة كبيرة وقسمنا الفلوس.
س: ماهو التكليف الذى صدر بشأن السيارة بعد أن تم شراؤها؟
ج: اللى حصل بعد استلام السيارة بيومين أو ثلاثة يعنى قبل ارسال مبلغ العشرة الاف دولار «أبورايد» اتصل بنا وكلفنا أنا وسلامة أبو جراد ان احنا نتوجه بالسيارة إلى مكان معين فى منطقة القسيمة ونضع المفتاح تحت الكاوتش الأمامي.
س: ما الغرض من ذلك؟
ج: أبو رائد »مقلش« أية الغرض بالضبط ونظام الشغل معاهم اننا منسألش عن حاجة.
س: وماذا كان تصرفك والمتهم سلامة أبو جراد تجاه ذلك التكليف؟
ج: اللى حصل انى كنت قلقان وخايف من الموضوع ده لانى كنت حاسس ان الجماعة الاسرائيليين هيستخدموا السيارة فى موضوع كبير أو مشكلة كبيرة ففكرت انى اعطل السيارة أثناء الطريق.
وكلفنا بالعودة وتصليح السيارة والاحتفاظ بها حتى صدور تعليمات أخري، وبالفعل تم اصلاحها والاحتفاظ بها حتى صدور التعليمات من الجانب الاسرائيلي.
س: هل استمر التواصل بينك وبين أبو رائد؟
ج: نعم أنا وسلامة كنا موجودين فى منطقة الصالحية الجديدة فى الاسماعيلية عند شخص اسمه الحاج خميس عويمر وهذا الشخص ابلغنا أنه يعرف أشخاصا عندهم مجموعة من الصواريخ.
وطلب منى اشوف مشتر للصواريخ من خلال الفلسطينيين الموجودين فى رفح.
س: ماذا كان تصرفك عقب ذلك اللقاء؟
ج: أنا اتصلت بأبورائد وابلغته بمضمون اللقاء مع خميس عويمر واوضحت له أن عويمر كلفنى بالبحث عن مشترين فلسطينيين وطبعا أنا اتصلت ب «أبورائد» حتى استفيد بهذا الموضوع.
س: وما مضمون التكليف الصادر عن العنصر الإسرائيلى أبورائد بعد أن أبلغته بذلك.
ج: هو اهتم جدا بالموضوع وكلفنى أنا وسلامة أبوجراد بتصوير الصواريخ المعروضة للبيع والاستفسار عن ثمنها وارسال الصورة له على أننا سنحصل على مبالغ مالية كمصاريف لمقابلة الاشخاص الذين بحيازتهم هذه الصواريخ وكانت هذه المصاريف مبلغ 2500 دولار مناصفة بينى وبين زميلى سلامة أبوجراد وبالفعل ارسل لى المبلغ المالي.
س: ما مجريات ما تم فى اليوم الثاني؟
ج: حضر الينا أبوفادى وأبورائد وأبومنير وعرفوا ان الصاروخ مضاد للدبابات وسألونى عن الكمية الموجودة وثمن الصاروخ فأجبتهم بأن المتاح أربعة صواريخ وثمن كل صاروخ خمسة آلاف جنيه فأعطانى أبوفادى مبلغ العشرين ألف دولار ثمن الصواريخ و15 ألف جنيه مصرى وأعطى سلامة 15 ألف جنيه مصرى واعطانى ألفى دولار لا سلمها للدليل أبوأحمد واعطونى ساعة جى شوك هدية وموبايل نوكيا واعطوا سلامة نفس الهدايا.
س: ما قولك فيما ثبت من تحريات هيئة الأمن القومى المخابرات العامة من تعاونك مع المخابرات الإسرائيلية منذ شهر سبتمبر عام 9002 حتى تم القبض عليك؟
ج: أيوه حصل.
أكد المتهم فى نهاية اعترافاته صحة تحريات المخابرات العامة بإبلاغه للعناصر الإسرائيلية عن الأوضاع بسيناء .
المتهم الثانى يعترف
كانت المفاجأة المذهلة للمتهم الأول عودة طلب إبراهيم عندما أخبر ضابط المخابرات الإسرائيلى أنه سيتسلل إلى إسرائيل برفقة شخص يدعى سلامة حامد أبو جراد فوافق الضابط على الفور ليفاجأ عودة بعد ذلك أن سلامة حامد يعمل أيضا لمصلحة المخابرات الإسرائيلية ولكن من هو سلامة حامد وكيف تم تجنيده « الاعترافات أمام نيابة أمن الدولة»، ينشرها «الأهرام» بالكامل.
قال المتهم فى بداية اعترافاته إنه ولد فى منطقة الماسورة برفح فى أسرة ميسورة الحال فوالد صاحب مجموعة محال تجارية بالإضافة إلى امتلاكه ورشة حدادة وأن له 5 اشقاء يعملون بالتجارة والزراعة إضافة إلى 7 أخوات من النساء جميعهن متزوجات وتوفى والده عام 2004 فورث سلامة ورشة الحدادة بينما والدته على قيد الحياة وحاصل على دبلوم التجارة عام 1992. وقال مارست العمل فى تهريب البضائع عبر الأنفاق إلى رفح الفلسطينية وخسرت نحو 40 ألف جنيه وأنا من قبيلة من أكبر القبائل بسيناء .
أما عن صلتى بصديقى عمر حرب المقيم فى إسرائيل فهو الذى عرفنى بالموساد الإسرائيلى فى أواخر عام 2006، وكذلك تعرفت على محمد أبو جراد وشهرته الخومينى ومعرفتى بالمتهم عودة طلب ترجع إلى سنوات قديمة منذ 10 سنوات تقريبا، وسبق لى العمل 8 أشهر فى إسرائيل.
التكفير والهجرة
ويواصل المتهم اعترافاته قائلا: انضممت إلى جماعة التكفير والهجرة منذ عام 2000، وأفكارهم تنصب على تكفير المجتمع فى مصر وتكفير العاملين فى الحكومة والدولة وضبطتنى مباحث أمن الدولة ونصحونى بالابتعاد عن هذه الجماعة وأخلت سبيلى بعد ذلك.
وعندما فكرت فى الهرب إلى إسرائيل تحدثت مع خالد الكتانجى وحمودة المنيص وسمسار اسمه محمد فتسللت إلى إسرائيل مشيا على الأقدام لمدة 9 ساعات تقريبا وعملت بمخزن خردة ثم عملت فى مهنة رعى للجمال وظللت لمدة 8 أشهر وفى هذه الفترة تعرفت على أحد العاملين بالجهات الأمنية الاستخباراتية بإسرائيل وعدت بعد ذلك إلى مصر لكن المهربين طلبوا منى العودة مرة أخرى ولكن فشلت فى التسلل، ومع رغبتى الملحة فى التسلل إلى إسرائيل وظللت فى السعى مرات عديدة حتى تمكنت من ذلك.
بداية التجنيد
أما عن بداية عملى مع الجهات الأمنية الإسرائيلية فتمت من خلال محمد أبو جراد وعمر حرب بخصوص تهريب «دخان لإسرائيل» فمن خلاله تحصل على أموال كبيرة وقال لى عمر العوايشة إن هناك عملا يدر أموالا أكثر وهو عمل بسيط ولايحتاج إلى مجهود عضلى وهو رصد تحركات الفلسطينيين خاصة عند الحدود ومعلومات عن الأنفاق الموجودة فى رفح وأن هذا العمل سيتم من خلال التليفون خط «الأورانج».
كما اعترفت أن عمر كان فى البداية حلقة الوصل وكانت المبالغ تأتى من خلاله وبعد ذلك تعرفت من خلال مكالمة تليفونية على العنصر الإسرائيلى المدعو أبو سالم واغرانى بالدولارات وعرض على خلال المكالمة استضافتى فى إسرائيل، وأخبرنى أيضا بأنه فى حاجة إلى معلومات عن الأنفاق وتحركات الفلسطينيين الموجودين على الحدود ومن هنا بدأ التعارف بينى وبينه وقدمت له معلومات عن الأنفاق برفح وكان مهتما جدا بهذا الشأن ولاحظت من خلال محادثته أنه يؤكد جيدا على صحة المعلومات.
مواجهة النيابة
وهنا واجه شادى البرقوقى وكيل النيابة المتهم بأقواله فى محاضر التحقيق قائلا:
س: ماذا كان الغرض الأساسى من تكليف أبو سالم لك بالتسلل إلى إسرائيل؟
ج : الهدف التعرف كل منا على الآخر.
س: وماذا كان رد فعلك حيال ذلك التكليف؟
ج: أنا وافقت لكن كنت خائفا وقلقا أن اتسلل إلى إسرائيل بمفردى وفكرت فى صديقى عودة طلب إبراهيم واتصلت بعمر حرب العوايشة وابلغته أن أبو سالم المخابراتى الإسرائيلى يطلب منى التسلل لإسرائيل وأرغب فى ان يكون بصحبتى عودة طلب واعطيته رقم الأورانج الخاص بعودة.
س: ما سبب خوفك من السفر بمفردك؟
ج: علشان عمرى ماقعدت مع«خواجة» من إسرائيل قبل كده وأخشى الغدر بى ووقع اختيارى على عودة طلب لمعرفتى أن والد زوجته موجود داخل إسرائيل، خاصة بعد أن علمت ان عودة طلب على اتصال بالإسرائيليين، وقد اخبرنى انه يتواصل مع شخص إسرائيلى مخابراتى اسمه أبو منير وأيضا أنا صارحته بالعمل فى مجال واحد.
وقد حدثت اتصالات بينى وبين أبو منير وعندما يسألنى عن أى معلومات اقولها له من خلال التليفون ومن بينها حركة الفلسطينيين فى رفح وأماكن الأنفاق.
س: كيف جرى الإعداد لقيامك والمتهم عودة طلب بالتسلل إلى إسرائيل؟
ج: أبو منير اعطانا رقم تليفون مهرب اسمه عبد الله لنتصل به ونعطيه رقم التليفون الأورانج وتعرفنا على الدليل أحمد أحمد.
س: متي:
ج: من شهر مايو 2012 توجهنا بسيارته إلى القسيمة ثم منطقة الحيفة وسرنا فى الجبال على الحدود وتركنا الدليل أبو أحمد بعد ذلك ابلغنا أبو منبر المخابراتى الإسرائيلى بمكان وجودنا وتمكنا بمساعدته من مقابلته.
س: ما الغرض من التسلل إلى إسرائيل؟
ج: التعارف والحصول على أموال منهم مقابل المعلومات التى قدمتها لهم.
س: ماذا كان تصرف أبو منير معك?
ج: التقى بى أنا وعودة طلب وأعطى كل واحد ألفين دولار وأخرى للدليل وسألنى إن كنت افهم فى الكمبيوتر من عدمه وأجبته بأننى اعرف التعامل معه فسلمنى 800 دولار لشراء جهاز لاب توب، مع التليفون الذى اهداه لى وخط الأورانج.
س: ماهى طبيعة المبالغ المالية التى تسملتها من أبو منير؟
ج: ضاعف الفلوس فى مقابل ان يكون التعامل مستمرا وكان غرضه أن أشترى جهاز لاب توب لاستخدامه فى التواصل معه من خلال الإنترنت وأكد التعليمات بالاستمرار معه.
س: كيف نمت إلى علمك المشادة التليفونية التى وقعت بين الجانب الاستخباراتى الإسرائيلى أبو منير وعودة؟
ج: عودة هو الذى اخبرنى بها وعلمت بعد ذلك من أبو منير أنه أنهى التعامل مع عودة لكنى أبلغت صديقى أن أبو منير تم تغييره وأصبح هناك شخص جديد اسمه أبو رائد وطلبت منه أن يتعاون معه وبعد ثلاثة أيام اتصل بى المخابراتى الإسرائيلى أبو رائد على التليفون «الأورانج» وعرفنى بنفسه وطلب منى التعاون معه وتقديم المعلومات بخصوص اخبار منطقة رفح ووعدنى بأنه سوف يعطينى أموالا كثيرة ثم بعد ذلك اتصل اتصالا آخر وطلب منا شراء سيارة لاستخدامها فى تحركاتنا لجمع المعلومات.

التسلل الثانى إلى إسرائيل
س: متى تسللتم إلى إسرائيل؟
ج: أنا وعودة تسللنا للمرة الثانية خلال شهر أكتوبر عام 2012 وبنفس طريقة المرة الأولى عن طريق المهرب أبو عبد الله والدليل أبو أحمد ، وهذا كان عقب مقابلتى وزميلى عودة مع خميس عويمر الذى كان لديه اشخاص يرغبون فى بيع صواريخ للفلسطينيين وابلغنا نحن الجانب الإسرائيلى بهذا؟
س: ماهى مجريات مقابلتكما مع أبو رائد؟
ج: عقب تسللنا وفى اليوم الثانى حضر أبو رائد وأبو فادى وأبو منير وقالوا لنا إن الصاروخ ده «طلع بلوة» كبيرة وأنه مضاد للدبابات واجبناهم عن الصواريخ الموجودة وحصلنا على 20 ألف دولار ثمنا لها.
س: هل تضمن لقاؤك والمتهم عودة طلب بالعناصر الإسرائيلية الثلاثة سؤالكما عن ثمة معلومات بخلاف أمر الصواريخ؟
ج: «ايوه» أبو رائد سألنا عن شخص اسمه عبد الكريم أبو سمرة وإبراهيم سعيد وهما مهربان معروفان فى رفح وأحنا قلنا المعلومات المعروفة عنهما وكان أبو منير «فاتح» جهاز الكمبيوتر فظهرت على الشاشة خريطة لمنطقة رفح والعريش وعندما عرضهما علينا أنا وعودة شاهدت فى الخريطة مدرجات الاستاد فقلت أن مبنى المخابرات بجوار الأستاد.
واشرت بيدى على المبنى المجاور للاستاد وهنا شعرت أن أبو منير فوجئ بالمعلومة.
س: وما الذى دعاك لاخبار العنصر الإسرائيلى بموقع مبنى المخابرات برفح المصرية؟
ج: دى كانت «زلة لسان» و«غلطة مني».
س: وماذا كان رد فعل العنصر الإسرائيلى أبو منير بعد أن ابلغته بذلك؟
ج: فى البداية فوجئ وعندما استشعر أنها «زلة لسان» منى سكت ولم يسألنى عن تفسير أكثر.
س: ماذا بعد لقائك وزميلك بالعناصر الإسرائيلية؟
ج: أنا بالنسبة لى كنت ناوى انفذ الاتفاق واتوجه لشراء الصواريخ من الإسماعيلية لكنى فوجئت بعودة عودة ليخبرنى انه لم ينفذ الاتفاق ولم يشتر الصوارويخ بعد حصوله على 20 ألف دولار وسبب عدول المتهم عودة فى العشرين ألف دولار.
س: وماذا كان تصرفك حيال ذلك؟
ج: موضوع الصواريخ لم يكن« يفرق معايا» ولكن وقعت مشادة بينى وبين عودة بسبب أنه رفض يعطينى أى شيء من الدولارات.
س: وماذا كان تصرف العناصر الإسرائيلية حيال عدم تنفيذ تكليفاتهم؟
ج: أبو فادى اتصل بى أكثر من مرة وكان غاضبا جدا لعدم اتصالنا به لكنى اخبرته بطمع عودة فى الفلوس وقطعوا هم الاتصال معى بعد ذلك!
س: ما هى ظروف وملابسات القبض عليك؟
ج: فى شهر أبريل 2013، علمت انه قد تم القبض على عودة فاستشعرت بالخوف وتأكدت اننى مطارد من الجهات الأمنية المصرية فاتصلت بأبو رائد فى إسرائيل وطلبت منه ان يساعدنى فى الهروب إلى إسرائيل فوعدنى بذلك لكنه لم يرد على فى اتصالاتى به بعد ذلك، فتم القبض على يوم 6 مايو 2013، فى أثناء وجودى فى مطعم بيتزا فى المساعيد بالعريش وفهمت أسباب ضبطى بمجرد مشاهدتى لهم.
وناقشنى رجال المخابرات المصرية عن علاقتى بالإسرائيليين وتحفظوا على التليفون والساعة ولم يكن أمامى سوى الاعتراف.
س: أنت متهم بالسعى والتخابر لدى دولة أجنبية ولدى من يعملون لمصلحتها وكان من شأن ذلك الاضرار بمركز مصر الحربى والسياسى والدبلوماسى والاقتصادي؟
ج«ايوه» حصل
وقد واجه وكيل النيابة المتهم بأن التحريات المصرية اثبتت ان من كان يتعامل معهم فى إسرائيل هم من رجال المخابرات العسكرية الإسرائيلية ومن بينهم أبو سالم واسمه الحقيقى »شالو موسوفير« فأجاب انه كان يعلم بذلك.



على هامش التحقيق


تم فحص حرزى الهاتف المحمول وساعة اليد المضبوطين بحوزة المتهم عودة طلب إبراهيم برهم من خلال احد الخبراء، وقد تم ذلك من خلال مخاطبة ارسلها المستشار هشام القرموطى المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا إلى رئيس هيئة الأمن القومي.
تم انتداب محام لحضور جلسة التحقيق مع المتهم من خلال خطاب موجه من المستشار محمد وائل فاروق المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا إلى نقيب المحامين وتم بالفعل حضور محام.
وجه شادى البرقوقى وكيل النيابة سؤالا للمتهم عما إذا كانت به ثمة إصابات فأجاب لا توجد أى إصابات.
استغرقت فترة التحقيقات مع المتهم 7 جلسات تحقيق بدأت فى نهاية إبريل3102 وانتهت فى 32/ 6/ 3102 وأن هذه الفترة كان المتهم فيها محبوسا احتياطيا مع مراعاة تجديد الحبس وفقا للمواعيد القانونية.
المتهم عودة طلب إبراهيم فى العقد الرابع متوسط الطول نحيل البنية ذو شارب أسود ولحيته سوداء قمحى البشرة حضر جلسة التحقيق الأولى يرتدى الملابس الافرنجية ويحيط شال برقبته.
المتهم متزوج منذ 7 سنوات ولم ينجب اولادا ويسيطر عليه حب جمع الأموال وبعد أن شاهد الدولارات عمى بصره عن كل شى ومات ضميره.
كشفت التحقيقات عن طمع المتهم فى أكثر من واقعة فى شراء السيارة وحصوله على مبالغ أكثر من صديقه عند اقتسامهما المبالغ وانه باع نفسه للشيطان ونسى وتناسى دماء الشهداء من أجل تحرير سيناء.
عيون الأجهزة الأمنية بمصر رصدت وترصد وسترصد كل من سولت أو تسول له نفسه محاولات اللعب مع الأمن القومى المصرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.