أكد الدكتور محمود عزب مستشار فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر في كلمته نيابة عنه, أن الأزهر يقدر القيم الإنسانية أينما وجدت, وأن جريدة الأهرام هي أول من سينهض بالثورة لكونها لها تاريخ طويل, جاء ذلك في المؤتمر الذي نظمه معهد الأهرام الإقليمي للصحافة بعنوان: دور الأزهر الشريف في ضوء صعود القوي الإسلامية, وذلك بالتعاون مع المركز المصري للبحوث السياسية والتنموية, بحضور نخبة من علماء الأزهر الشريف, وأضاف د. عزب أن الإمام الأكبر في أقل من عامين من تولي فضيلته أدخل الأزهر في ثورة قبل أن تبدأ في يناير, كما أن الأزهر له دوره العالمي في نشر الرسالة, والأزهر والقاهرة ولدا في يوم واحد, وأضاف أن الأزهر له دوائر ثلاث مصرية وعربية وإسلامية عالمي, وله دور وطني في أربعة لحظات فارقة منها الحملة الفرنسية علي مصر, وحرب1956, وثورة25 يناير التي عشناها, وقال الدكتور الأحمدي أبوالنور وزير الأوقاف الأسبق, إن الأزهر سمح في المذاهب المختلفة وظهر جليا خلال23 يوليو, وأيضا حينما جاء حسن البنا والتقي علماء الأزهر, وهذا الالتحام يدل علي الروح الإسلامية التي ينبغي أن نعيشها, وأن الأزهر أعطانا نموذجا في الإحساس بالمسئولية من خلال مجموعة من الأنشطة المختلفة, وقال الدكتور نصر فريد واصل, مفتي مصر الأسبق إن المصطلح الخاص بكلمة أقلية لا يوجد في ظل الدولة الحديثة, والجميع لهم حقوق وعليهم واجبات, وإن الشريعة لا تفرق بين إنسان وآخر, وان الفساد كان بسبب الفصل بين الدين والدولة, والله فضل آدم عليه السلام علي الملائكة بسبب العلم والعلماء, ورثة الأنبياء, وكلمة العلماء نقصد بها جميع العلوم المختلفة والمتنوعة وليست العلوم الدينية فقط. وقال الدكتور جمال عبدالستار أستاذ الدعوة بجامعة الأزهر, وأحد رجال الإخوان المسلمين, ان دعوة الإخوان لم تنفك يوما عن الأزهر الشريف, ولم يتجرأ أحد من الإخوان علي الأزهر, وذلك منذ نشأة الجماعة, وكانت رسالة المنهاج تقول الأزهر هو أمل الأمة الباقي وأيضا نجاح الإخوان هو نجاح للأزهر. وركز الدكتور نبيل عبدالفتاح, رئيس مركز الدراسات الاجتماعية والتاريخية بالأهرام, علي تقديم دراسة تحليلية عن الوضع قبل الثورة ودوره, وركز علي دور الأزهر خلال الثورة والتمدد الفكري في المجتمع. وقال أ. حنا جريس الناشط السياسي ورئيس جمعية المستقبل, إن الفتنة الطائفية موجودة في مصر منذ اخناتون, وهي توترات اجتماعية, والأزهر بعيد كل البعد عن أي فتنة طائفية, ولن نري أي مظاهرات تطرف خرجت من الأزهر, ولكنها مظاهرات تخرج من الشارع وتنتهي في الشارع, وأن الدين الإسلامي دين سمو, علي سائر الأديان, ولكن يجب عدم الضغط في ظل الحماية لأهل الكتاب, لأن العدالة ذات قيمة مطلقة وهي حق كل إنسان, ومشروع بيت العيلة يجب أن يحافظ علي استقرار الأمة, ويطرح فكرة المساواة والعدل للجميع. وقال الدكتور مصطفي الفقي إن دور الأزهر الشريف في ظل التعددية السياسية من نتائج25 يناير قد اختلف تماما عما قبل, وأن هناك علماء اختلفوا مع حسني مبارك ورأيت بعيني هذا من قبل, حينما عارض جاد الحق وطلبت منه موقفة من كلام الرئيس فقال الرئيس يقول ولكن للأزهر رأيا آخر, وتحدث الفقي عن صلابة العلماء وأهميتهم في هذا التوقيت, ورأي بنفسه محمد خاتمي الرئيس السابق لإيران يقول في خطابه يتطلع للأزهر أن يقود الأمة الإسلامية سنة وشيعة, ويقول: سني المذهب شيعي الهوي, ويجب أن يقود الأزهر حركة التطور الاجتماعي والسياسي والديني في مصر الآن ويقوم ذلك علي مبدأ المواطنة. وقال د. جعفر عبدالسلام أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر, أن الجاليات المصرية والإسلامية كانت مضطرة لأن تأتي لنا بفتاوي كثيرة كل حسب مصلحته, وكان لهم اللجوء إلي المرجعية الأساسية متمثلة في الأزهر, ولا نريد للأزهر أن ينغمس في مشكلات سياسية عديدة, ويكون الاتجاه الوسطي هو السائد كما كان من قبل. وقال د. محمد نجيب عوضين أمين المجلس الأعلي للشئون الإسلامية والمفكر الإسلامي, ومن رجال الفكر القانوني, أن الأزهر مؤسسة قانونية تعليمية ومرجعية يعتمد عليها الأزهر في وسطيته, ويميل إلي الفكرة دون الغلو فيها, وايضا ضم إلي الجانب الديني الثقافات الأخري الحديثة والمتنوعة, وقال الدكتور مدحت حماد رئيس المركز التنموي ان الحوار الصحفي بين الأطياف المختلفة له أهميته في التقارب بين الأفكار, وجاء الوقت لكي يعود للأزهر دوره التاريخي لأنه هو المفتاح الرئيسي للسيطرة علي مصر. وأكد الدكتور حسن أبوطالب مدير المعهد, ان الأزهر هو أحد أهم الأصول المعنوية للدولة المصرية وعنصر رئيس من عناصر قوتها الناعمة, وأن الدور الذي لعبه الأزهر بعد الثورة, والذي تمثل في تشكيل بيت العائلة لمواجهة الفتنة الطائفية. وقال الدكتور محمد مهنا أحد علماء الأزهر إن الأزهر ليس في منافسة مع أي تيار أو جماعة مهما يكن انتماؤها وفكرها إنما هو مرجع الأمة كلها وضميرها الحي, الذي نلجأ إليه دائما خاصة في المواقف والأزمات, الأزهر بدأ طريقه في استعادة دوره الحضاري ومرجعيته التاريخية من قبل, ومن معالم المنهج الوسطي في الأزهر وارتباطه بالعلم ارتباطا وثيقا, وهذا الجانب الأدبي هو الذي جعل من منهج الأزهر منهجا مقبولا عالميا.