تعجبت صراحة عندما قرأت أن وزارة الداخلية المصرية بكل إمكاناتها المادية والبشرية ستلجأ خلال تحقيقاتها بحادث تفجير مديرية أمن القاهرة الإرهابي إلي تفريغ محتويات كاميرات المراقبة الخاصة بمتحف الفن الإسلامي وقبلها وخلال التحقيقات الخاصة بحادث مديرية أمن الدقهلية الإرهابي لجأت الداخلية إلي تفريغ محتويات كاميرات المراقبة الملحقة بأحد البنوك المجاورة لمبني مديرية الأمن! سبب تعجبي هو أن مبني المديرية ذاته في الحالتين لم يكن مؤمنا بشكل كاف بكاميرات مراقبة خاصة به, مثل أي مبني مماثل في أهميته في أي دولة أخري بالعالم, وان الاعتماد هنا جاء علي الصدفة البحتة التي جعلت مبني متحف الفن الإسلامي يقع بجوار مبني مديرية أمن القاهرة, ومبني أحد البنوك الخاصة يقع بجانب مبني مديرية أمن الدقهلية, فماذا لو لم تكن تلك المباني متجاورة؟! واسمحوا لي أن أضع خبرتي المتواضعة في هذا المجال بين أيديكم, لعل مقترحاتي تلك تلفت نظر المسئولين لتطبيقها فتؤمن وطننا العزيز مصر من مخاطر تكرار مثل تلك الحوادث الإرهابية, فبعيدا عن التكاليف الباهظة والموارد البشرية والمادية التي قد تشكل عائقا أمام تطبيق نظم مراقبة بالكاميرات التليفزيونية التقليدية للمنشآت الحكومية والخاصة في مصر, فاليوم توجد بالفعل كاميرات مراقبة تعرف بكاميرات المراقبة الذكية وهي كاميرات تعطي صورة علي شاشة المراقبة في أوقات الخطر الفعلية فقط, حيث تتميز تلك الكاميرات باشتمالها علي حساسات تكشف حركة الأجسام المريبة والأصوات الغريبة بل والروائح غير المعتادة أيضا في المشهد المراقب, وهنا تبدأ الكاميرا في التحرك تجاه الهدف والتركيز عليه ومتابعته, وعند ابتعاد الهدف عن نطاق الكاميرا, فانها ترسل اشارة إلي الكاميرات المجاورة لمتابعة الجسم المتحرك وتصويره من جميع الزوايا, ولذا يسهل مراقبة تلك الكاميرات فشاشة المراقبة ستلفت انتباه فرد الأمن من أوقات محددة بعينها, وهو ما يتيح تخصيص عدد أقل من الأفراد لمتابعة تلك الكاميرات, بجانب استهلاك طاقة أقل ومساحات تخزينية أصغر للمواد المصورة. كما تتميز هذه الكاميرات بإمكان عملها في الإضاءة الخافتة والظلام التام باستخدام الأشعة غير المنظورة, وبحرية كاملة في الحركة بحيث يمكنها التوجه إلي ما تصوره مع تقريب الأجسام التي تلتقط صورها, وبتكيفها تلقائيا مع التغيرات الحادثة في شدة اضاءة الأماكن التي تصورها بجانب مقاومتها ماء المطر والعوامل الجوية وللحريق كما يمكن توصيلها مباشرة بالإنترنت لإتاحة المراقبة عن بعد. د.مصطفي محمود يسري أستاذ التصوير المساعد جامعة حلوان