اعتبره جزءا من واجبي كناقد اجتماعي وسياسي- ان اشير الي الذين يستحقون من المبدعين في كل المجالات مسهمين في اعادة بناء البلد من جديد, لا بل ان اسلط الضوء علي ابداعاتهم ومجهوداتهم المهنية والتقنية في ذلك السياق والتي تعطي بلدنا شكلا يستحقه.. اول اولئك هو الملحن والمؤلف والمطرب عمرو مصطفي, الذي اكتب عنه اليوم للمرة الثانية بعد نشيده الجميل( انزل وشارك) الذي بات هو الاخر- علامة لحدث زحف الشعب الي الاستفتاء علي الدستور, مثلما كانت اغنيته( مصر شالت فوق طاقتها) لامال ماهر علامة علي شجن الناس الغاضب في الطريق الي ثورة يونيو الاسطورية.. وثاني من اريد الاشادة به هو المخرجة فاتنة الموهبة ساندرا نشأت عن فيلمها التسجيلي( خليك فاكر) الذي استعرضت فيه الحالة الشعبية المصرية من الاسكندرية الي اسوان مرورا بالدلتا والقاهرة ومدن القناة والصعيد.. وفي تتابع خاطف ورائع عرضت ساندار لاراء الناس في الاستفتاء وصياغاتهم للمستقبل الذي يتمنونه, يصاحبهم غناء والحان يتلونون بحسب البيئات التراثية والمزاجية لكل مناطق مصر التي كان فيلم ساندرا يمرق فوقها بسرعة تمنع ترهل المشاهد او اعتياده, ومن فاطمة عيد الي احمد عدوية الي غناء النوبة( اليريه.. اليريه للدستور/ نعم.. نعم للدستور), وبذلك المزج الذكي بين تسجيلات قديمة لاقوال وطنية باصوات نجيب محفوظ, ويوسف وهبي, وهدي سلطان, قدمت لنا المخرجة الشابة وثيقة وطنية ابداعية مؤثرة رايتها واحدا من المشاهد الدالة جدا علي لحظة عبور مصر الي تأسيس دولتها الجديدة. اما النجمتان الاخريان فهما اللبنانيتان جيسيكا عازر ودايانا فاخوري مقدمتا الاخبار في قناة القاهرة والناس اللتيان ارتقتا بمستوي النشرات الي درجة لم نشهدها من قبل( اداء ولغة وتكاملا نفسيا وحركيا) وعلي نحو يكافئ اهمية المرحلة التي نمر بها والتي زاد فيها اهتمام المصريين بمتابعة كل ما هو اخباري.. وبالمناسبة انا لست مصابا بالعقدة النفسية ومركبات النقص التي تستنكر قيام غير المصريات والمصريين بالظهور علي الشاشات وتقديم البرامج, لانني رجل افهم واقدر معني الاحترافية, ولا احب اجباري علي قبول مستويات متدنية من الاداء لمجرد ان اصحابها مصريون. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع