بمناسبة مرور100 عام علي اكتشاف الأشعة السينية, شاركت مصر في الاحتفال الذي أقيم بمقر اليونيسكو بباريس, في اطار العام العالمي لعلم البللوراتcrystalscience الذي أقرت الأممالمتحدة بأن يكون عام.2014 وفي كلمتها إلي أكاديميات العالم العلمية في116 دولة, أكدت ايرينا بوكوفا المدير العام لليونسكو أهمية علم البللورات وأنه هو أساس اكتشاف الأشعة السينية منذ100 عام, وأشارت إلي تطبيقات هذا العلم ودوره في اكتشافات العلوم البيولوجية والهندسية والطبية والدوائية حيث كان له دور مهم في اكتشاف تركيبةDNA والفيروسات والمركبات الدوائية, ودعت كل الدول ان ترفع راية علم البللورات خلال عام2014 وما بعده. ومن جانبها أكدت د. كريمات السيد أستاذة الفيزياء بجامعة عين شمس ورئيسة اللجنة الوطنية لعلم البللورات أهمية معرفة علم البللورات وتطبيقاته المختلفة في فروع العلم المختلفة مثل: علوم المواد, الكيمياء, البيولوجيا, الجيولوجيا, علوم الأراضي, هندسة المواد وغيرها, وأوضحت أن لهذا العلم تطبيقات كبيرة وعظيمة في الطب والصيدلة, بالإضافة إلي تطبيقاته الصناعية. وعلم البللورات من العلوم الحديثة التي بدأت سنة1912 من القرن العشرين علي يد ثلاثة علماء أحدهما من ألمانيا والاثنان الآخران( أب وأبن) من جامعة كامبردج بإنجلترا- ولقد ادخل هذا العلم في مصر في عام1954 علي يد ثلاثة علماء هم الدكاترة صالح أحمد من جامعة الإسكندرية, ومحمد شحاتة فرج من المركز القومي للبحوث, وأمينة عبد الرحيم من جامعة أسيوط. وعلم البللورات هو العلم الذي يعتمد علي طريقة ترتيب الذرات في الوحدة البنائية له وهي الخلية. فالمادة سواء كانت حية أو غير حية تعتمد في بنائها علي الوحدة البنائية' الخلية' وهذه الوحدة تتكرر بنفس النظام في المادة الواحدة وتعتمد كل الصفات الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية علي طريقة رصد البللورات وإذا تغيرت طريقة الرصد تغيرت جميع هذه الصفات. فعلي سبيل المثال المادة الكيميائية في الألماس والجرافيت واحدة وهي الكربون, ولكن كل من هذه المواد لها خصائص مختلفة عن بعضها برغم أنها تتكون من عنصر كيميائي واحد فهل إذن يمكن تحويل الجرافيت الي ماس؟ والجواب نعم, فالألماس الصناعي ما هو الا جرافيت تغير فيه طريقة ترتيب الذرات لتتماثل مع ذرات الألماس في التكوين وذلك باستخدام ضغوط كبيرة جدا ودرجة حرارة عالية جدا وهذه هي نفس الظروف التي يتكون عندها الألماس في باطن الأرض. وكذلك الدواء الذي نستخدمه هو عبارة عن مواد كيميائية عضوية وغير عضوية وهذه المواد قد تتعدد طريقة ترتيب الذرات بها إذا تعرضت لتغييرات طفيفة جدا في درجات الحرارة والرطوبة وتسمي بالمواد عديدة التركيب(Polymorph) ويكون من بين هذه المركبات جميعا مركب بللوري واحد هو الفعال دوائيا أما باقي التركيبات فهي غير فعالة, والطريقة الوحيدة التي يمكن بها معرفة ما إذا كان هذا الدواء فعالا أو غير فعال هي استخدام طريقة حيود الأشعة السينية والتي تم بواسطتها اكتشاف ضفيرة أصل الحياة(DNA), وهي أيضا التي اكتشفت طريقة ترتيب الذرات في كرات الدم الحمراء المسمي بالمنجلية مما أمكن العلماء من إيجاد الأدوية المناسبة لها. واستطاعت أيضا إيجاد التركيب البنائي لجينات الفيروسات الناقلة للأمراض بمعرفة التركيب البنائي للجزء الفعال بها التي تعتمد عليه في غذائها أمكن تصميم أدوية تستطيع أن تعطل فاعلية هذا الجزء والقضاء علي المرض الناقل له. إن علم البللورات يستطيع أيضا تصميم سبائك مختلفة لها خواص محددة مثل مواد شديدة الصلابة أو مواد شديدة المرونة أو مواد شديدة العزل الكهربي أو مواد لها درجة انصهار عالية. كما يستخدم في تحديد عمر البترول, وفي تحليل تربة الأراضي الزراعية لمعرفة كمية ونوع السماد الذي تحتاجه, وفي الكشف عن المعادن في باطن الأرض وتوصيفها, وبالتالي فيمكن القول إن علم البللورات هو علم بيني يستخدم في جميع فروع العلم.