حث الإسلام الناس علي الالتزام بحسن الخلق ومنها وصف المولي عز وجل رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم: وإنك لعلي خلق عظيم القلم/4, كما حفلت السنة المطهرة بالكثير من الأحاديث التي تؤكد أهمية الأخلاق ومنها قول رسول الله صلي الله عليه وسلم:'' إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق''. ولعل ما يحدث اليوم في الجامعات المصرية من مظاهرات يصحبها اعتداءات لفظية وبدنية علي الأساتذة يفضح مدي التدني الذي أصاب أخلاق المجتمع وقيمه, فالأمر جلل, والمصاب عزيز, وإذا لم نبادر بعلاج هذه الظاهرة الخطيرة واتخاذ الإجراءات الرادعة سنهوي في جب سحيق لا نستطيع الخروج منه, والجزاء الإداري غير كاف ونصوص قانون العقوبات في شأن الضرب والسب ينبغي أن تشدد إذا وقع الاعتداء من طالب علم علي معلم له. وإذا كنا نري انه من حقنا أن نتمتع بالديمقراطية ونمارسها بكل أشكالها فثمة صفات يلزم أن نتحلي بها أولا وهي حسن الخلق والتمسك بالقيم حتي لا نسيء فهم الديمقراطية وتتحول إلي همجية ونقمة نعاني منها, فلا الفيروسات التي تعبث بأكبادنا وأبداننا ولا الفقر الذي عشش في العديد من ديارنا, ولا الإحباط الذي أصاب صغارنا وكبارنا لم تستطع أن تنال من عرقنا العظيم وعزيمتنا القوية, وإنما إذا انجرفنا إلي هوة الانحطاط الأخلاقي فحينذاك لا نلوم إلا أنفسنا, وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي: إذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا. القيم والأخلاق أولا. سليمان فؤاد حداد المحامي