قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم صورة المسلمين اليوم يجب أن تظل علي ما كانت عليه من قبل تجنباً لمنطق الغضب والعنف. فقوة الغضب حسنها في أن يصبر انقباضها وانبساطها علي ما تقتضيه الحكمة أعني إشارة العقل والشرع فإن مالت قوة الغضب عن الاعتدال إلي طرف الزيارة تسمي تهوراً فإن من الحكمة أن نعبر عن غضبنا بصورة حضارية وذلك بضبط النفس وليس ذلك هو العجز فإنه لا عجز وأعجز عن أن يكون دافعاً إلي خير أو باعثاً علي حق أو حافزاً علي عمل صالح والنبي صلي الله عليه وسلم يلخص رسالته فلا يزيد أن يقول إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. ولا عجب أن رأينا من محققي علماء الإسلام إذ يقول: الدين هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين وهذا مصداق ما جاء في الحديث أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً. ومهما تتطاول أعداء الإسلام فلن يوقف المد البياني للإسلام وصدق ذلك يتضح في قوله تعالي: "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون" 32 التوبة. إن من أهداف الإسلام إصلاح النفس وإيجاد الضمير المهذب الذي يحمل علي تقوي الله في السر والعلانية والحق أنه يستحيل قيام حضارة صحيحة في قلوب عليلة وأنه ما لم تستقم الضمائر وتصف النيات فإنه كما في قول القائل: إذا أصيب القوم في أخلاقهم .. فأقم عليهم مأتماً وعويلاً وأحسب أن التربية الإسلامية النابعة من الكتاب والسنة لا يعدلها شيء في غرس الفضائل وحسم الرذائل. إن الأمة الإسلامية ظلت قروناً طويلة نتيجة هذه التربية أقرب مجتمعات الدنيا إلي حسن الخلق وأن اضطربت سياسة غيرنا.