جاء المنتدي الدولي الثالث للإنسانية الذي استضافته أذربيجان مؤخرا مناسبة مهمة لمناقشة عدد من القضايا الدولية الخاصة بالمشكلات والآمال والتحدياتالإنسانية في القرن الحادي والعشرين والتي يفرضها نظام العولمة. تناول المنتدي, الذي شهد حضورا دوليا واسعا ومشاركة عدد من رؤساء دول العالم السابقين والعلماء الحاصلين علي جائزة نوبل في تخصصات مختلفة وشاركت فيه مصر بوفد رفيع, الجوانب الإنسانية للتنمية الاقتصادية, الإبداع العلمي وتحويله للمجالات التعليمية والهوية القومية في عصر ما بعد الحداثة والتنمية المستدامة والحضارة البيئية, والإعلام في ظل شبكة العولمة المعلوماتية.. ورغم أن المنتدي مخصص لمناقشة قضايا انسانية إلا أنه من الملاحظ أن الحكومة الأذرية عادة ما تحاول استغلال عقد المنتديات الدولية لتسليط الضوء علي قضية احتلال ارمينيا لأقليم ناجورنوكارباخ الذي يمثل20 % من مساحة أذربيجان واصرار يارفان علي تجاهل تنفيذ قرارات مجلس الأمن المطالبة بإنهاء الاحتلال الأرميني للإقليم. وبحسب مصادر مشاركة في المنتدي فإن هدف عقد مثل هذه المؤتمرات إبراز ما تتمتع به أذربيجان من تسامح اجتماعي وديني بين كافة الأعراق والأديان. في هذا السياق استضافت أذربيجان العديد من المؤتمرات المهمة علي مدار العام الحالي منها الحوار بين الحضارات ودعم القدس وفلسطين في اطار منظمة التعاون الاسلامي وآخر لمكافحة الإرهاب الدولي في اطار الأممالمتحدة, فضلا عن استضافة مؤتمر عن أفغانستان ومؤتمر اقتصادي لمنتدي دافوس وغيرها من المؤتمرات الدولية. ويؤكد الخبراء أن أذربيجان تحرص دائما علي التركيز علي اهمية انهاء الصراع حول اقليم ناجورنو كارباخ وخلق نوع من الضغط الدولي لاجبار ارمينيا علي الالتزام بقرارات مجلس الأمن,. ولاشك في أن روسيا هي اللاعب المؤثر في قضية ناجورنوكاراباخ نظرا لعلاقتها الوثيقة بطرفي النزاع أرمينياوأذربيجان واللتين كانتا من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق هذه المنطقة مازالت تتأثر بالنفوذ الروسي.., ولكن المشكلة في أن روسيا نفسها تسيطر علي أقاليم في جورجيا وبالطبع انسحاب ارمينيا سيلقي بظلاله علي الأقاليم التي تسيطر عليها روسيا, المعروف أن مجموعة منيسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي تقوم بجهود الوساطة بين البلدين, لكن هذه الجهود لم تسفر عن أي نتائج علي مدي الأربع أعوام الماضية. ايضا تعتبر إيران دولة جوار لأرمينياوأذربيجان ولها تأثير تاريخي في هذه المنطقة, وحاولت إيران عقب اندلاع النزاع القيام بدور الوساطة بين الدولتين ولكنها فشلت في احراز أي تقدم. يرجع البعض أسباب فشل إيران إلي أنها في حقيقة الأمر تدعم أرمينيا علي حساب أذربيجان التي تأخذ عليها طهران ميلها الشديد نحوالغرب وعلاقاتها الجيدة بالولايات المتحدةالأمريكية وهو ما يثير حفيظة الإيرانيين شهدت أذربيجان طفرة اقتصادية علي مدار العقد الماضي, حيث يعد اقتصادها من أكثر الاقتصاديات نموا في العالم, ويقدر الاحتياطي النقدي ب48 مليار يورو رغم أن عدد السكان لايزيد عن9 ملايين نسمه كما أن لديها موارد وافرة من الطاقة وبلغ معدل إنتاج النفط في العام الماضي44 مليون طن والغاز38 مليار مترمكعب. تقوم أذربيجان بتصدير النفط والغاز عبر خطوط عديدة مثل خط باكو تبليسي جورجياوتركيا وخط آخر عبر تركيا وخط عبر روسيا. ومؤخرا بدأت في تنفيذ خط لتصدير الغاز إلي أوروبا عبر الحدود التركية وسيمتد إلي أوكرانيا عبر اليونان والبانيا والبحر الأدرياتيكي من المنتظر أن ينقل10 مليارات متر مكعب لتركيا. ويلفت هيثم جلال, المستشار في سفارة مصر باذربيجان,إلي أن مصرترتبط بعلاقات جيدة مع أذربيجان حيث كانت مصر في مقدمة الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان في أوائل التسعينيات من القرن الماضي, وتم تنظيم العديد من الدورات التدريبية للكوادر الأذرية في مجالات عديدة كالشرطة والدبلوماسية والقضاء, وقام الرئيس الأذري إلهام علييف بزيارة مصر عام2007 كما قام وزير الخارجية المصري بزيارة باكو في عامي2010 و2013 وحضور عدد من المؤتمرات حول القدس, مشيرا إلي أن مصر تستطيع أن تستفيد من البترول والغاز في أذربيجان وهو سوق مفتوح ويمكن تصدير المنسوجات والسيراميك والأدوية المصرية. كما عبرت باكو بعد ثورة30 يونيو عن احترامها لإرادة الشعب المصري واعتبرت ما جري أحداثا داخلية لايجوز التدخل فيها..