في أكبر حشد لزعماء العالم عبر التاريخ الحديث, يشارك أكثر من70 رئيس دولة وحكومة في وداع زعيم جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا خلال المراسم التي تبدأ اليوم الثلاثاء بإقامة قداس في الاستاد الرياضي بجوهانسبرج بحضور ما يقرب من95 ألف شخص. وأعلن المتحدث باسم وزارة خارجية جنوب أفريقيا أمس أن العالم كله سيجيء إلي جنوب أفريقيا. وأوضح أن عددا محدودا من كبار الشخصيات سيحضر الجنازة الرسمية ومراسم دفن مانديلا الأحد المقبل في مسقط رأسه ببلدة كونو باقليم الكاب الشرقي. ويتصدر قائمة الحاضرين لمراسم تأبين المناضل ضد التفرقة العنصرية اليوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرانسوا أولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس كوبا راؤول كاسترو والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, بالإضافة إلي ثلاث رؤساء سابقين للولايات المتحدة هم جورج دبليو بوش وبيل كلينتون وجيمي كارتر. كما يشارك في المراسم محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري. وسيلقي عدد من المشاركين كلمات خلال التأبين يتوقع أن يكون أوباما من بينهم. وبحسب حكومة جنوب إفريقيا فإن جثمان مانديلا لن يعرض في الملعب ولكن سينقل بعدها إلي مقر الحكومة في بريتوريا, حيث سيسجي أيام الأربعاء والخميس والجمعة علي أن تقام الجنازة الرسمية لمانديلا الأحد. وعقد البرلمان الجنوب إفريقي أمس اجتماعا بمجلسيه خصصه لاحياء ذكري اول رئيس أسود للبلاد(1994-1999). وفي قداس أقيم بكنيسة ريجينا موندي الكاثوليكية في سويتو التي كانت مركز الكفاح ضد نظام الفصل العنصري, وصف القس سباستيان روسو مانديلا بأنه الضوء وسط ظلام حالك. وفي مدينة كيب تاون حيث أقيم قداس آخر, قال كبير الأساقفة ثابو ماكغوبا إن مانديلا كان ولا يزال مثالا علي أن الأفراد قادرون علي إحداث أي تغيير حول العالم. وقال لالو ايسو شيبا, السجين السابق مع مانديلا, ماديبا( مانديلا) هو نسختنا, النسخة الجنوب إفريقية للمهاتما غاندي, موضحا سبب هذا الاجماع علي الإشادة بمانديلا. وأضاف معظم الناس يقرون بأنه سيكون من شبه المستحيل علي مدي أجيال وأجيال ان نجد شخصا يتمتع بما لديه من التزام واخلاص ومزايا. واقيمت صلوات في أماكن أخري من العالم, ففي لندن حيا اسقف كانتربوري جاستن ويلبي شجاعة مانديلا وإنسانيته خلال قداس تكريمي خصه به. كما اقام الفلسطينيون صلوات أحياء لذكري مانديلا.