يعتزم برلمان جنوب إفريقيا الاجتماع كي ينعي نيلسون مانديلا، في الوقت الذي يستعد فيه زعماء دول العالم لحضور مراسم تأبين وطنية الثلاثاء. وتأتي الجلسة في بداية أسبوع من أنشطة لإحياء ذكراه قبل تشييعه في مراسم دولة مقررة في الخامس عشر من ديسمبر/كانون الأول. ويعتزم ما يربو على مئة زعيم دولة أو حكومة، حالي أو سابق، حضور مراسم الجنازة. وشهدت جنوب إفريقيا الأحد يوما وطنيا للصلاة تكريما لمانديلا، إذ توجه الملايين من المواطنين في شتى أنحاء البلاد إلى الكنائس مشاركين في صلوات رددوا خلالها الأدعية والترانيم من أجل أول زعيم أسود للبلاد. ويجتمع البرلمان في جلسة خاصة، ولا يعرف إن كانت زوجة مانديلا السابقة، ويني ماديكزيلا-مانديلا، وحفيد مانديلا، وكلاهما عضو في البرلمان، سيحضران الجلسة. وقال مولوتو موثابو، المتحدث باسم المجلس الوطني الإفريقي، "نأمل في أن يحضر بعض أفراد عائلة مانديلا". كما تقرر دعوة فريدريك وليام دي كليرك، آخر رئيس أبيض لجنوب إفريقيا، الذي تقاسم جائزة نوبل للسلام مع مانديلا عام 1993، لحضور المراسم. زعماء العالم وتشهد الأيام الثمانية المقبلة سلسلة من الأنشطة التي تحيي ذكرى الرجل الذي قاد البلاد للتخلص من حكم الأقلية البيضاء. قد تكون مراسم التأبين أكبر تجمع للشخصيات الدولية في السنوات الأخيرة. وأكدت وزارة الخارجية أن 91 زعيما حاليا لدولة أو حكومة أكدوا حضورهم لجنوب إفريقيا للمشاركة في المراسم. وسوف يشارك الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في مراسم التأبين التي تقام في استاد سويتو. كما أعلنت وسائل الإعلام الكوبية السبت أن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو سيكون من بين المشاركين في مراسم التشييع. ومن المحتمل أن تمثل مراسم تأبين الثلاثاء أكبر تجمع للشخصيات الدولية في السنوات الأخيرة، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي-مون، والرئيس الألماني يواخيم غاوك، ورئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي جوزيه مانويل باروسو، وملك هولندا وليم-ألكسندر، وولي العهد الإسباني فيليب. ووفقا لحكومة جنوب افريقيا، فسينضم قادة الدول والزعماء إلى نحو 95 ألف شخص في مراسم التأبين في استاد سوكر سيتي بجوهانسبرغ الذي استضاف مباراة نهائي كأس العالم لكرة القدم عام 2010. كما سيحضر ثلاثة من رؤساء أمريكا السابقين القداس وهم جورج دبليو بوش، وبيل كلينتون، وجيمي كارتر. وتشارك في المراسم الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، والزعيم الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الهند براناب موخرجي. ومن المتوقع حضور شخصيات رئيسية في حركة بيتر غابريل وبونو لمناهضة العنصرية، إلى جانب قادة دوليين بارزين مثل مارتي اتيساري الذي شارك مانديلا في جماعة تعرف باسم (ذا إيلدرز The Elders) لتعزيز السلام وحقوق الإنسان. وسيسجى جثمان مانديلا على مدى ثلاثة أيام من الأربعاء إلى الجمعة في مقر الحكومة في بريتوريا على أن تقام الجنازة الرسمية لمانديلا الأحد المقبل في مسقط رأسه في قرية كونو بإقليم الكاب الشرقي. نور في الظلام ستنكس الأعلام فوق جميع الأبنية الرسمية خلال فترة الحداد. وفي قداس أقيم بكنيسة "ريجينا موندي الكاثوليكية" في سويتو التي كانت مركز الكفاح ضد نظام الفصل العنصري، وصف القس سباستيان روسو مانديلا بأنه "نور وسط ظلام حالك". وكانت زوجة مانديلا من بين الحاضرين لقداس أقيم في كنيسة برايستون ميثوديست في جوهانسبرغ في الوقت الذي حث فيه الرئيس جاكوب زوما مواطني جنوب إفريقيا على عدم نسيان ما رسخه مانديلا من قيم. وأعلنت الحكومة تفاصيل إضافية بشأن ترتيبات الجنازة التي تقام هذا الأسبوع. الثلاثاء، 10 ديسمبر/كانون الأول، يوم تأبين رسمي في جنوب إفريقيا في استاد (إف إن بي) في سويتو يلقي خلاله الرئيس زوما كلمة تأبين إلى جانب رؤساء دول آخرين.تعرض مراسم التأبين على شاشات كبيرة في ثلاثة ملاعب: أورلاندو، دوبسونفيل، راند.في الفترة بين 11 إلى 13 ديسمبر/كانون الأول، يتاح "لمجموعة مختارة من الضيوف والزائرين الدوليين" مشاهدة جثمان مانديلا في مقر الحكومة في بريتوريا.يمكن للجمهور مشاهدة الجثمان الأربعاء من الساعة 12:00 إلى 17:30 ويومي الخميس والجمعة من الساعة 08:00 إلى 17:30.ينقل الجثمان يوم السبت الموافق 14 ديسمبر/كانون الأول من قاعدة ووترلوف الجوية في بريتوريا إلى كيب الشرقية، وسط موكب من المطار في ماثاثا حتى مسقط رأسه في كانو حيث تجرى مراسم تقليدية.يقام يوم وطني للمصالحة في السادس عشر من ديسمبر/كانون الأول مع الكشف عن تمثال لمانديلا في مقر الحكومة في بريتوريا.وسيجري وضع نحو 90 شاشة عرض في شتى أرجاء البلاد لعرض كافة الأحداث الوطنية.من المقرر تنكيس الأعلام القائمة فوق جميع الأبنية الرسمية خلال الفترة، فضلا عن تداول كتب تسجيل كلمات العزاء في شتى أرجاء البلاد. وكان مانديلا قد توفي في منزله الواقع بإحدى ضواحي جوهانسبرغ مساء الخميس عن عمر يناهز 95 عاما. وقد قضى 27 عاما في السجن قبل أن يصبح أول رئيس أسود للبلاد في عام 1994. وأمضى مانديلا فترة رئاسية واحدة قبل أن يستقيل من مهامه في عام 1999.