لم تكن ليلة أمس الأول ليلة عادية بالنسبة للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم, بعدما تحولت لليلة وداع حلم التأهل لكأس العالم, ووداع الأمريكي بوب برادلي المدير الفني للمنتخب الذي لملم أوراقه وبدأ يستعد للرحيل بعد عامين حافلين قضاهما في مصر محاولا بناء فريق للمستقبل وفي الوقت نفسه محاولا التأهل لكأس العالم. عقب لقاء مصر وغانا عاد برادلي وفريقه لفندق الإقامة في أجواء خيم عليها الحزن الشديد, لدرجة أن اللاعبين رفضوا تناول طعام العشاء مفضلين الانصراف لمنازلهم مباشرة دون أن يتفوه أي منهم ولو بكلمة واحدة, باستثناء كلمات الوداع لبرادلي وضياء السيد المدرب العام وزكي عبدالفتاح مدرب الحراس. أما برادلي فقد اختص الأهرام بتصريحات اعترف فيها بأنه حزين للغاية لعدم تأهل المنتخب للمونديال, لكنه سعيد في الوقت نفس بأن فريقه تمكن من انتزاع احترام الجميع ونجح في رد اعتباره أمام منتخب غانا, لكن حقيقة الأمر هي أن ما جري في كوماسي كان كارثة وليس مجرد خسارة مباراة, لذلك فإن حلم التأهل للمونديال كان قد تبخر إلي حد كبير حتي قبل أن تبدأ مباراة العودة. عن تقييمه للفترة التي عمل خلالها في مصر, أكد برادلي أنه أدي عمله بحب وإخلاص شديدين وتمكن بعد سنتين من العمل المتواصل من صنع فريق جيد, لكن ما حدث أمام غانا يخضع لما يسمي بقانون كرة القدم, لأن غانا لديها مسابقات منتظمة ولاعبون يلعبون في أقوي بطولات العالم وهناك استقرار كروي تام, في الوقت الذي عانت فيه الكرة المصرية كثيرا من وقوع أحداث استاد بورسعيد, فلا يوجد نشاط كروي ولا مسابقات وعدد اللاعبين المحترفين قليل للغاية وبالتالي فإن النتيجة المنطقية لكل هذه العوامل هي تأهل غانا وليس مصر, وللإنصاف فإن تأهل غانا جاء عن جدارة واستحقاق وهم يستحقون التهنئة. وأضاف أنه اختار لخوض مباراتي غانا أفضل العناصر التي يراها الأفضل لكن هناك لاعبين لم يقدموا الأداء المنتظر منهم سواء في كوماسي أو في القاهرة, لكنه كشف عن أنه كان يأمل في ضم لاعب مثل صالح جمعة لأنه لاعب موهوب لكن بالنظر إلي عدد المباريات التي لعبها طوال العام الحالي نجد أنه لم يلعب كثيرا وهو أمر عجيب بالنسبة للاعب في سنه. وكشف عن أنه اعتمد منذ البداية علي مجموعة من اللاعبين وقام بإعدادهم فنيا وبدنيا ونفسيا لهذه المواقف الصعبة, لكنه فوجئ عندما وصل المنتخب للمرحلة الحاسمة أن مردودهم ضعيف للغاية, لكنه في النهاية لعب بما هو متاح لديه من لاعبين الذين يشكرهم علي ما قدموه للمنتخب. وقال إنه منذ حضوره لمصر حاول أن يركز علي أداء عمله دون التورط في أي مشاكل جانبية قد تعوق مسيرة المنتخب, لكن في كل مرة كان الفريق يحقق تقدما كان هناك أشخاص يحبون الظهور في وسائل الإعلام يقومون بافتعال مشكلات ووضع العراقيل أمام المنتخب حتي ولو دون قصد, لذلك فإنه منح ضياء السيد المدرب العام وزكي عبدالفتاح مدرب الحراس مسئولية التصدي لمثل هذا النوع من العراقيل حتي يتفرغ هو للتركيز مع اللاعبين. أما عن رأيه في أداء المنتخب أمام غانا أمس الأول, قال المدير الفني إن المنتخب لعب بشكل ممتاز في الشوط الأول وأنهاه متقدما بهدف ونجح المنتخب في محاصرة لاعبي غانا والضغط عليهم بدنيا وفنيا, لكن في الشوط الثاني هبط الأداء بعض الشيء لأن اللاعبين افتقدوا دقة التمرير وافتقدوا القدرة علي اختيار التوقيت الصحيح للتمرير, كما افتقد المنتخب القدرة علي إنهاء الهجمات بطريقة مؤثرة بحيث تتحول الهجمات إلي أهداف, بعدما اكتفي اللاعبون بإرسال كرات عالية, كان أغلبها من نصيب دفاع غانا الحديدي. وأوضح أنه قام بتغييرات من أجل تنشيط الفريق لكنه فوجئ بأن بعض اللاعبين البدلاء لم يقدموا المطلوب منهم.