هل يشهد عام2012 اختلافا عن اقرانه من الأعوام السابقة ويشهد حربا أمريكية إيرانية أم يصبح مثل غيره من الأعوام السابقة؟!. سؤال زادت حدته مع مطلع العام الحالي وما شهدته التطورات في العلاقات الأمريكيةالإيرانية أخيرا البداية تعود للتهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز وتصريحات المسئولين الإيرانيين بأنإغلاق المضيق اسهل من شربة ماء وعدم السماح بعبور قطرة نفط واحدة منه. وفي ظل صراع الشد والجذب المحتدم بين إيران والغرب كشف تقرير بريطاني النقاب أن لندن تعتزم ارسال أقوي سفنها الحربية إلي منطقة الخليج العربي وهو ما تزامن مع تأكيد طهران إصرارها علي إجراء المزيد من المناورات البحرية في مضيق هرمز. وجاءت التصريحات الإيرانية الأخيرة والتي تحمل تهديدا واضحا بعد مناورات بحرية إيرانية استمرت10 أيام يري البعض ان هذه التصريحات جاءت في محاولة من ايران لرد جزء من كرامتها بعد العقوبات الاخيرة التي فرضت عليها مثل فرض عقوبات علي البنك المركزي الإيراني وحظر استيراد النفط الايراني الذي يمثل المصدر الاول للدخل في ايران, لذا تهدد طهران بهذه الورقة حيث يمر من المضيق40% من انتاج النفط العالمي من السعودية والعراق والكويت وغيرها, الامر الذي سوف يؤدي في حالة تنفيذ التهديد الايراني للبحث عن بديل لنقل النفط, الامر الذي يستغرق وقتا طويلا وتكلفة باهظة جدا, في حين لايتحمله الاقتصاد العالمي خصوصا في هذه الفترة التي يمر بها الاقتصاد بفترة انكماش وكانت إيران قد قللت من القرارالغربي وقالت انها سوف تزيد من انتاجها للمشترين التقليديين في اسيا كالصين والهند وتعول إيران علي الدول الاوربية التي تشتري البترول الايراني كإسبانيا وايطاليا وتركيا في عدم تنفيذ هذا القرار وكانت الادارة الامريكية قد قللت من التهديد الايراني لانه سوف يضر بمصالح ايران قبل غيرها وفي حالة تنفيذ ايران لتهديدها فإنها ترد بالطريقة المناسبة, لذلك يري المراقبون ان الجدل السياسي الدائر الآن في مصلحة أمريكا وإيران ولن تكون هناك حرب قبل الانتخابات الامريكية علي الاقل فأوباما وإدارته يلعبون علي نقطة الامن الخارجي وماتؤثره علي الناخب الأمريكي ولن يدخل حرب قد يستغلها خصومه الجمهوريون ضده, أما الإدارة الإيرانية فهي تحاول شغل الراي العام الداخلي خصوصا مع ما شهدته الساحة الداخلية من مظاهرات واحتجاجات ضدالنظام, اما ابرز الدول التي سوف تحاول اشعال الحرب فستكون إسرائيل خوفا من ظهور قوة نووية جديدة في المنطقة غيرها خصوصا مع التحالف الايراني مع سوريا وحزب الله وحماس وما شهدته البلدان العربية من ثورات. وتقتضي الخطة الإسرائيلية بالقيام بهجوم معقد للغاية بواسطة الطيران الحربي يستهدف كل المنشآت النووية الإيرانية في وقت واحد. غير أن إسرائيل لها قوة جوية محدودة, وليس في حوزتها حاملات طائرات, كما ان المسافة الفاصلة بين قواعد سلاح الجو والمنشآت النووية الأيرانية تقدر بنحو1500 كيلو متر علي الأقل, ولهذا فهناك حاجةإلي التزود بالوقود مرة اخري في الطريق علي الأقل وهو الأمر الذي يصعب علي الإسرائيليين تنفيذه. أما علي الجانب الإيراني فقد أعلنت ايران بأن قواتها علي أهبة الاستعداد وبكامل الجاهزية للرد علي أي عدوان يستهدف إيران, كما حذرت الغرب من مغبة تنفيذ أي مشروع عسكري ضد إيران. ويبدو أن إيران قد تعلمت الدرس من القصف الإسرائيلي علي المفاعل في العراق في عام1981 ونثرت من منشآتها النووية في أرجاء الدولة. إضافة إلي ذلك فهناك العديد من المنشآت التي ربما تكون إيران قد نجحت في إخفائها, وتحمي المنشآت بطاريات مضادة للطائرات تحرص إيران علي تحسينها يوما بعد يوم, وبعضها مبنية تحت الأرض. وحتي في المنشآت المعروفة ليس واضحا أي جزء من مبني الانفاق بحيث إنه في حالة استخدام القنابل العميقة لايمكن ضمان تدمير كامل لهذه المنشآت, كما أنني اعتقد أن الهجوم علي المنشآت سيرص الصفوف خلف قيادة الدولة ويعززها بعد الضربة التي تلقتها في الاضطرابات في السنتين الأخيرتين. اضافة إلي ذلك فإن أي هجوم إسرائيلي كفيل بأن يوفر لقادة الحكم في طهران الذريعة لطرد مراقبي الوكالة الدولية بالرغم من موافقة إيران علي التوقيع علي ميثاق منع انتشار السلاح النووي(NPT) واخضاع منشآتها العلنية تحت رقابة الأممالمتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي إطار ردود الأفعال حول التهديد الأمريكي الإسرائيلي لإيران انتقدت روسيا التهديدات وانها سوف تؤدي إلي صراع مسلح في الشرق الأوسط وأن إسرائيل تتبني حاليا سيناريو تهديديا, كما أن التهديد بضربة عسكرية من الممكن أن يؤدي إلي حرب كبيرة. وأعربت روسيا عن أملها في تهدئة الأوضاع والتقاط الأنفاس وإجراء محادثات, ومن الصعب الافتراض بأن الهجوم سينتهي بدون خسائر إسرائيلية. صحيح ان منظومة الدفاع الجوية الإيرانية ليست جيدة مثلنظيرتها الإسرائيلية وليس لديها صواريخ إس إس22 التي تشكل تحديا جديا لسلاح الجو الإسرائيلي إلا ان مواقع المنشآت النووية في إيران هي من المواقع الأكثر تحصينا في العالم, وكميات هائلة من الصواريخ تحمي كل واحدة منها. وتبقي إيران دائما في بؤرة الاهتمام سواء بتحديها للإدارة الأمريكية واسرائيل او خلافاتها مع الدول العربية الخليجية أو تقاربها مع تركيا أو تأييدها لسوريا.