شهد ميدان التحرير وشارع محمد محمود أمس اشتباكات ومناوشات متقطعة بين عدد من الحركات التي شاركت في إحياء الذكري الثانية لأحداث محمد محمود وآخرين من مؤيدي القوات المسلحة, وتمكنت قوات الأمن المرابطة بجوار المتحف المصري من فض هذه الاشتباكات وألقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين والفصل بينهم. كان الميدان قد شهد أمس توافد العشرات من ممثلي حركات6 أبريل الجبهة الديمقراطية وجيكا, وأحرار, وألتراس ثورجي, والتراس الأهلي, والاشتراكيين الثوريين. بينما أعلنت عدد من القوي الثورية انسحابها من إحياء هذه الذكري وهي تكتل القوي الثورية, والجبهة الحرة للتغيير السلمي, وشباب جبهة الانقاذ, وتحالف القوي الثورية, وحركتا كفاية وتمرد, وشباب وائتلاف الثورة, والجماعة الوطنية للتغيير. وحددت القوي المشاركة في إحياء الذكري عددا من المطالب منها القصاص من قتلة شهداء محمد محمود وتطهير وزارة الداخلية وهيكلتها ورددوا شعارات مناهضة للقوات المسحلة والشرطة ورفعوا صورا ضخمة للشهداء طافوا بها في ارجاء الميدان وشارع محمد محمود. وقام المتظاهرون برسم جرافيت علي أرض شارع محمد محمود وعلي جدرات الجامعة الأمريكية, كما رفعوا لافتات في مدخل الشارع مكتوبا عليها ممنوع دخول الإخوان, والعسكر والفلول, وأخري مكتوبا عليها: عيش.. حرية.. تطهير الداخلية, وشكلوا مجموعات لتأمين مداخل ومخارج الشارع ومنعوا سير السيارات فيه, وفي المقابل احتشد في ميدان التحرير إلي جانب النصب التذكاري عدد من المتظاهرين المؤيدين للشرطة والجيش ورفعوا لافتات مكتوبا عليها: فوضانك ياسيسي للقضاء علي الإرهاب والجيش والشرطة والشعب ايد واحدة, ووسط الهتافات المؤيدة للجيش جاءت مسيرة من شارع كوبري قصر النيل بمشاركة العشرات رافعة صور شهداء محمد محمود وشهداء ثورة25 يناير من جابر جيكا وكربشي ومنيا دانيال وصورة بائع البطط ومريم فكري. ووسط الهتافات المنددة بالقصاص انطلق عدد من الألعاب النارية ثم انتشرت في ارجاء الميدان صوت أعيرة نارية مما أدي إلي حالة من الهرج والمرج, وذعر داخل متظاهري ميدان التحرير وبدأوا في الانسحاب إلي شارع المتحف المصري الذي يتمركز فيه قوات الأمن ومدرعات الجيش. وفي سياق متصل, أكد أهالي عابدين أنهم سيتصدون لأي أعمال تخريبية يقوم بها من وصفوهم بالطابور الخامس وانصار الإخوان في الوقيعة بين قوات الأمن والمشاركين, وأنهم لن يسمحوا بتكرار مشاهد العنف التي شهدها شارع محمد محمود في هذه الذكري. وعلي الجانب الأمني كثفت وزارة الداخلية من وجود قواتها بالقرب من الميادين العامة بالقاهرة والمحافظات من صباح أمس تحسبا لوقوع أعمال شغب بين المتظاهرين السلميين وعناصر جماعة الإخوان المندسين وسط المتظاهرين لأحداث أعمال شغب والتحريض ضد قوات الشرطة الموجودة بالشارع لتأمين المواطنين والمنشآت العامة. وقال اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية ان الوزارة تقدم تعازيها لشهداء الوطن ولشهداء محمد محمود. مشيرا إلي أن هناك تعليمات مشددة من اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية لقوات الأمن بالتزام أقصي درجات ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين الذين يحيون الذكري الثانية لأحدث شارع محمد محمود دون النظر لأي انتماءات سياسية. مضيفا إلي أن الوزارة تحرص بجدية علي تأمين كل المنشآت المهمة والحكومية والشرطية. مضيفا إلي ان وزير الداخلية وجه القوات بتشديد الإجراءات الأمنية علي الميادين وتأمين الشوارع, تحسبا لأي أعمال عنف قد يلجأ إليها عناصر تنظيم الإخوان. بينما قامت قوات التأمين بإغلاق محيط وزارة الداخلية منذ الساعات الأولي من صباح أمس, وشكل المتظاهرون لجانا شعبية لمنع المشاركين في ذكري محمد محمود من الوصول إلي الشوارع المؤيدية لوزارة الداخلية سواء شارع منصور, ويوسف الجندي المغلقين بحواجز حديدية أسمنتية من ناحية الوزارة لمنع حدوث اشتباكات مع قوات الشرطة. فيما قاقت قوات المركزي الموجودة بميدان سيمون بوليفار المؤدي إلي ميدان التحرير بفتح الميدان تجنبا للاحتكاك مع المتظاهرين. من جانيه, أكد اللواء حسن البرديسي مدير مرور القاهرة ان رجال القوات المسلحة اغلقوا صباح أمس شارع26 يوليو بوسط البلد. وتم عمل تحويلات مرورية لاتجاه السيارات لشارعي طلعت حرب وشريف خشية قدوم مسيرت واقتحام مبني دار القضاء العالي, كما تم غلق شارع الميرغني وتشديد الحراسة علي وزارة الدفاع وطريق النصر. وأضاف أن حركة المرور بشوارع وميادين العاصمة قد شهدت سيولة مرورية وان ميدان التحرير يعمل بشكل طبيعي بالرغم من توافد مئات المتظاهرين لشارع محمد محمود لإحياء ذكري الشهداء. وأشار مدير إلي أن منطقتي رابعة العدوية ومحيط قصر الاتحادية وقصر القبة, يعملون مروريا بشكل طبيعي في الوقت الذي كثفت فيه قوات لأمن من وجودها بمختلف الطرق والميادين المهمة تحسبا لوقوع أي أعمال عنف.
