فجرت كاميليا السادات ابنة الرئيس الراحل أنور السادات مفاجأة عندما صرحت ان محيط النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر والذي يضم قبر والدها, تعرض للتخريب من جراء اعتصام الإخوان برابعة العدوية, وقد قامت الدولة بترميم وإعادة المنطقة إلي عهدها كمزار سياحي ووطني. كل ذلك يدفعنا إلي التساؤل عن قصة النصب التذكاري الذي يعتبر جزء من تاريخ مصر الحديثة والذي سيظل شاهدا علي تضحيات جيش مصر العظيم. البداية كانت في عام1974 أثناء احتفالات الذكري الأولي لانتصارات حرب أكتوبر, حينها اصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات توجيهاته بعمل نصب تذكاري تخليدا لذكري شهداء الحرب.. أطلقت وزارة الإسكان مسابقة لتصميم النصب, تقدم لها150 فنانا وجاءت نتيجة التحكيم بفوز التصميم الخاص بالفنان سامي رافع, والذي هو عبارة عن بناء من الخرسانة المسلحة بارتفاع32 مترا عن سطح الأرض يجمع ما بين الحضارة الفرعونية والمتمثلة في الشكل الهرمي والحضارة الإسلامية المتمثلة في الكتابات المحفورة علي جدرانه بالخط الكوفي بسمك10 سم لأسماء رمزية ل71 شهيدا من شهداء الحرب متنوعة ما بين أسماء لمسلمين ومسيحيين وأسماء تنتمي لمحافظات مصر يقول الفنان سامي رافع صاحب تصميم النصب التذكاري: أحب ان اطمئن الجميع فهذا الصرح لا يمكن هدمه أو تخريبه أو العبث به فقد قمت في أثناء تصميمه والإشراف علي تنفيذه في عام1975 بعمل كافة الاحتياطات اللازمة للحفاظ عليه من عوامل الزمن أو التخريب, فهو يقوم علي أساسات تحت الأرض تمثل حوالي ثلاثة أضعاف حجم الشكل الهرمي الموجود فوق الأرض, كما أن جسم النصب التذكاري مبني بالكامل بالخرسانة المسلحة والتي أصررت أثناء اشرافي علي التنفيذ أن لا يدخل معها خامة أخري رغم اعتراض مهندسي شركة المقاولين العرب الذين قاموا بالتنفيذ وقالوا لي وقتها ز س علي اقتراحي, ويضيف سامي رافع كان هذا الاقتراح نتيجة لمعرفتي بان خامة الخرسانة صلبة ومرور الزمن عليها يزيدها صلابة عاما بعد عام كما أن طبيعة المنطقة التي سوف يبني عليها النصب تحتوي علي نسبة كبيرة من مادة الطفلة التي تؤدي الي تشقق المباني بمرور الزمن لأنها تتمدد ويزيد حجمها عند وصول الماء إليها وتتسبب في تحطيم المباني المقامة عليها, ولذلك حرصت علي عدم إنشاء اي نافورات مياه حول النصب ولكني فوجئت بعد مرور خمس سنوات بإنشاء نافورتين علي يمين ويسار النصب ولكن لم يتم تشغيلهما حتي الآن واتمني ازالتهما, كما ان الخامات الأخري مثل الرخام أو الموزاييك او الحجر الصناعي جميعها قابلة للتشقق وعرضة للانفصال عن جسم النصب كما حدث في المسلة الحديثة الموجودة ببورسعيد, اما التخريب الذي حدث أثناء الاعتصام فينحصر في الكتابة علي جسم النصب واعتقد أن هذا يمكن معالجته بمواد كيمائية. ويضيف الفنان رافع كان من المفترض أن يوضع هذا النصب في حديقة الحرية الملاصقة لنادي القاهرة وان يكون حجمه حوالي نصف الحجم الحالي ولكن تم الاتفاق علي وضعه في مدينة نصر وتم تعديل حجمه ليصل إلي ما هو عليه, وقد تم تنفيذه في خمسة أشهر وهو وقت قياسي واصلنا فيه العمل ليلا ونهارا ليتم إزاحة الستار عنه في أثناء الاحتفال بالذكري الثانية لانتصار حرب أكتوبر عام1975 ت.تت وبعد ست سنوات في أثناء الاحتفال بالذكري الثامنة لانتصار أكتوبر تم اغتيال الرئيس السادات بطل الحرب والسلام أمام هذا النصب ودفن بجانبه ليظل هذا النصب شاهدا علي عظمة القوات المسلحة المصرية التي تضحي بدمائها فداء للوطن.