لنتوقف مع النفس بأمانة تامة, ونواجه الحقيقة المؤكدة التي يتنفسها الناجحون عبر كل زمان ومكان. الحياة ليست مؤسسة خيرية, فلن تمنحك إلابمقدار سعيك بكل طاقاتك للفوز به, وبمثابرة لتحرق كل أبواب التراجع, وبيقين بأنك تستحق النجاح والسعادة, وبأن السماح بالفشل بالتسلل إلي عقلك وقلبك, ليقود تصرفاتك, هو امتهان لإنسانيتك, واغتيال لحياتك لتموت وأنت علي قيد الحياة, فيزداد عدد الجثثالتي تتحرك وتتكلم وتتناسل وتضحك بلا استمتاع وتبتلع الحياة دون التلذذ بمذاقها. ليبدأ كل واحد منا في احترام ما تبقيمن ثوان عمره وسنينه, وليتقن إمساك الريموت كنترول الخاص بحياته, ويتشبث به بيده ولا يسمح لأحد بتحريكه دون إرادته أو بخداعه بإيهامه بأنه سيحقق له مصالحه, فسيتم استخدامنا مع إلقاء الفتات وهو ما لايليق بالبشر. والثابت أن نطح الصخور يدمي الرءوس, لكن ماذا عن متعة تفتيت الصخور الواحدة تلو الأخري لنشق الطرق, ولتتسع الحياة. فليكتب كل منا الصخور التي تقف أمام استمتاعه بحياة حقيقية يحقق فيها أهدافه الشخصية ليهنأ بالنجاح المهني والأسري, وبالصحة الجسدية والنفسية, وبالاحترام التام لكل ثواني عمره وسنواته, وعدم بعثرتها في التوقف عند صغائر البشر وغباواتهم, وطرد الانهيار أمام المشكلات فيصمد أمامها, ويتذكر أن القبول هو تلتين السكينة, وأن الإنسان المفاجئ نصف مهزوم. علمتني الحياة أن من لا تنهزم روحه لا يكسر, ومن يسمح لنفسه بالوقوع أرضا, ويطيل المكوث في وضع الهزيمة ويبررها لنفسه يسرق عمره وحده, ولن نستطيع إعادة ثانية واحدة, فما بالنا بالأعوام, بل والأعمار. فنكتب ما نري أننا نستحقه في العام الجديد, ولا نخبر أحدا, فما أكثر المهزومين الذين يحاصروننا ويهاجمهم الألم البشع عندما يرون من يحاول النهوض, ولا يرتاحون إلا عندما يرونه ملقي بجوارهم. ولنطرد المبالغة في وضع الأهداف, وتعجل التغيير, فالاعتدال والتدرج مطلوبان, مع مراجعة أسبوعية وأخري شهرية للاحتفال بالإنجاز, ومكافأة النفس عليه, ولإعادة شحن الحماس الداخلي, فهو الوقود الحتمي للنجاح ولتصويب الأخطاء برفق ووعي, وعدم تجاهلها وطرد تبريرها أو تضخيمها. ولنتنفس قول الرائع الشابي: ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر ولنتذكر أن الحفر ممتلئة بالثعابين والحشرات.