عندما قام المصريون بالثورة في25 يناير قفز عليها تنظيم الإخوان.. اعتقدوا أن اللحظة مواتية للاستيلاء علي بلد بحجم مصر.. كانوا يعيشون في الوهم وتحت جنح الظلام لمدة تزيد علي80 عاما. دخلنا في متاهات بسببهم.. قدموا للحياة العامة أفضل ما لديهم من شخصيات ولكن اتضح انهم للأسف يتمتعون بحالة من العته السياسي لم تشهدها مصر منذ أيام الفراعنة.. لم يستوعبوا روح مصر التي تتسم بالتسامح وقبول الآخر. وعندما قامت ثورة الشعب يساندها جيش مصر الوطني في30 يونيو حاولت مجموعات من المتنفذين الحصول علي أقصي استفادة ممكنة من الوضع الراهن بالحصول علي مناصب والتمتع بالوجاهة السياسية. المشكلة في الحالتين أن تلك الاطراف لم تر الوتيرة المتسارعة من التغيير في مصر. لم يدركوا كيف أن الحياة العامة تحرق شخصيات غير حقيقية يدفعها طموح غير مدعم لا بانجاز تاريخي ولا بخبرات سياسية فأصبحوا مثل الفراشات التي تحترق في لحظات اذا اقتربت من ضوء شديد. وفي الحالتين مصر تقوم بتفعيل ارادتها في الاختيار ولكن في هذه المرحلة بسرعة شديدة. لم يعد المصريون قادرين علي الصمت أو الصبر.. هي تمارس إرادتها صبح مساء.. هذه هي مصر وهذا هو قدرها.. كبيرة عفية.. تحمل علي كتفيها كتاب الدهر تحفظه من المستعمرين وحتي من الضالين من ابناء الوطن الذين تبهرهم اضواء اللحظة فيذهبون في لحظات الي سلة مهملات التاريخ. هذه لحظة فارقة في تاريخ الأمة المصرية يحميها شعب وجيش نحمد الله انهما مزيج لا يستطيع أحد أن يفصل بينهما فبالامس كنا جنودا في جيش هذا الوطن وأنا شخصيا كنت واحدا من هؤلاء.. وفي اليوم التالي أصبحت مدنيا.. ولا أحد يستطيع أن يقول أن هذا الشخص غير ذاك.. أو أن ينزع من قلبه الوطنية المصرية. مصر التي نحلم بها لم تتحقق في الحالة الاولي ولا في الحالة الثانية.. ما ينجزه الشعب والجيش يفسده مجموعة من المدنيين الهواة الذين يتصورون انهم يتحركون في سيرك. مصر التي نحلم بها ليست لشلة ولا لجماعة مصالح.. انها الدولة الأمة التي علمت البشرية معني الحضارة.. نرجو أن يستوعب الهواة تعقيدات اللحظة الراهنة. لمزيد من مقالات جمال زايدة