أعرب علماء الأزهر الشريف ومشايخ الطرق الصوفية عن استنكارهم لتصريحات رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان, والتي تطاول فيها علي قامة إسلامية كبري ممثلة في فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريفز الذي يمثل أكبر وأعرق مؤسسة وجامعة إسلامية في العالم بأكمله, كما أكدوا أن تصريحاته ليست إساءة لمصر فقط بل والمسلمين جميعا, مطالبين جميع مؤسسات الدولة بالرد المناسب حفاظا علي هذا الرمز الديني الكبير. وأكد الدكتور عبدالفتاح إدريس أستاذ الفقه بجامعة الأزهر, أن تصريحات أردوغان وأمثاله ليست مستغربة ممن ينتمون إلي هذا جماعة الإخوان المسلمين التي اثبتت الأحداث أنها جماعة عنصرية عالمية, وإذا قسنا قوله علي شيخ الجامع الأزهر بما مارسه أعضاء هذا التنظيم في مصر, فإنه ليس مستغرب من أردوغان الذي يتبع هذا التنظيم أن يصدر منه هذه البذاءات والتفاهات لأنه هذا هو ديدن كل جماعته وتنظيمه. وأضاف قائلا أن شيخ الجامع الأزهر أيا كان شخصه يمثل رمزا والاعتداء عليه هو اعتداء علي رمز أزهري له قامته وقيمته في العالم, ولذلك ينبغي أن يكون رد مصر علي هذه الإساءة بنحو حجمها حتي يعلم هذا القزم أنه لا يستطيع بهذه الإساءة أن يتطاول علي قامات مصر في العالم الإسلامي وغيره وحتي يكف عن هذه الإساءات مستقبلا, فالمسلم ليس سبابا ولا لعانا ولا فاحشا ولا متفحشا, وهذا في حق المسلم والفرد أن هؤلاء لا يلتزمون بالإسلام منهج وشريعة ولأجل هذا ينبغي علي مصر أن يكون ردها علي هذه الإساءة من منطلق حفاظها علي رموزها وقامتها بغض النظر عن العلاقات الدبلوماسية قامت أو ألغيت. من جانبه استنكر الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر للعلاقات الخارجية إساءة أردوغان إلي شيخ الأزهر مؤكدا أنها لا يصح أن تصدر عن رجال دولة, وفي الحقيقة هو أساء إلي الشعب التركي والإسلام ومليار وستمائة مسلم في العالم, بتطاوله علي الرمز الأكبر للإسلام, فالأزهر ضمير الأمة ويمثل المرجعية الدينية العالمية التاريخية للأمة كلها, فالإساءة إليه إساءة إلي كل هذه الثوابت التي ترسخت في عقل وضمير الأمة. وأكد الدكتور طه أبو كريشة, عضو هيئة كبار العلماء الأزهر, أن هذه التصريحات تخالف مخالفة صريحة كل ما جاء في ديننا الإسلامي الذي ندين به جميعا, كما أنها تخالف كل الأعراف والتقاليد التي تكون بين الدول أو بين الهيئات أو الأعراف وهي مردودة عليه وتسيء إليه في المقام الأول قبل أن تسيء إلي فضيلة الإمام الأكبر, فهو أعلي مقاما وأرفع شأنا من هذه الأقوال التي تكشف عن الحقد الدفين في قلب هذا الرجل, والتي تدل أيضا علي أنه فقد اتزانه وفقد رشده عندما فاتته أمور كان يعتقد أنه قد أصبح قريبا من تحقيقها, فهذا نوع من المكر الذي يرده الله عز وجل علي أصحابه كما قال سبحانه: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين, وينطبق عليه قول الشاعر: إذا نطق السفيه فلا تجبه.. فخيرا من إجابته السكوت, وذلك بأنه أصبح بهذا السلوك منبوذا من كل العقلاء في أي مكان. وقال الدكتور محمد الشحات الجندي, عضو مجمع البحوث الإسلامية, أن تصريحات اردوغان تمثل افتراءات علي الإمام الأكبر والمؤسسة الأزهرية وهو رمز المرجعية الدينية الصحيحة وبيت الوطنية, وكان يجدر به ألا يقحم تصريحاته التي دأب فيها علي أن يفرض الوصاية علي الشعب المصري ومؤسساته العسكرية والسياسية أن يصل به الأمر إلي هذه الإساءات التي لاقت استنكارا وإدانة من جانب الموقف الرسمي المصري وهو الذي يستند في مرجعيته في الحكم والسياسة إلي المرجعية الإسلامية ذلك أن المرجعية الإسلامية تفرض علي كل من يتبناها أو يعلن عن انتمائه لها أن يحترم إرادة الشعب, وأن يمد يد العون لمن أيدوا إرادة الأمة وهو ما فعله شيخ الأزهر عندما أيد إرادة المصريين في30 يونيو علي أساس أن في ذلك الموقف التزاما بالقاعدة الشرعية:( أقل الضررين وأهون الشرين), ولولا هذا الموقف الذي انتصرت فيه المؤسسة الدينية أو العسكرية أو السياسية لإرادة الجماهير لكان يمكن أن تحدث حربا أهلية تأكل الأخضر واليابس ولذلك كان درء المفسدة وهو منع الاقتتال والحرب الأهلية مقدم علي جلب المصلحة للرئيس السابق وجماعته عن طريق التمسك بنتيجة صندوق الانتخاب.