القدر يحوي أسرارا لا يعلمها إلا القادر سبحانه وتعالي ولم يصل إدراكنا إلي أغوارها بعد.. فالأحداث تتشابك, وتملأ حياتنا ونغفل عن تحليل أسرارها وحيثياتها.. وقد تنقلب إلي احداث جسام تتجاوز المعايير والموازين الحاكمة للمستقبل. شعب أبي وجيش وفي عقيدة وطنية للمصريين, واطلق القائد العام للقوات المسلحة طلقته الموجعة للرئيس الامريكي.. لعلها طلقة الرحمة (لقد أعطيتم ظهركم.. وخسرتم تأييد وحب شعب مصر الكبير) لتجيب عن سؤال حائر بين اعمال العقل وتحكيم الضمير طرحه الشعب الامريكي علي مؤسساته الحاكمة (لماذا يكرهوننا؟), وقد عاشت شعوب المنطقة العربية تحت ماقدمته الادارة الامريكية من أزمات وحروب فرضت عليها وعلي الزعيم جمال عبد الناصر بعد ثورة 23 يوليو 1952, وقد تجاوزت حكما ملكيا أداره مندوب الغرب (بولي) مهرج الحاكم في غياب مفتيه.. فكان للرئيس جمال عبد الناصر وفلسفته الحاكمة لتعميق قيم المواطنة في ظل وطن يتحلي بمقومات الكرامة والعزة والتحرر في نسيج واحد (القومية العربية) وطموحات الاستقلال عن براثن الاستعمار القديم والابتعاد عن مخالب مخططات الاستعمار الجديد بتعميق مفاهيم التحزب وتشكيل الأحلاف المناهضة لقيم القومية, وتنتهي بحرب 1967 التآمرية ليستعيد الجيش والإرادة الشعبية تنظيم صفوفه لتنتصر حرب الكرامة والعزة, واسترداد الأرض بالقيادة والمسئولية العسكرية والسياسية التي تولاها الرئيس أنور السادات لتبدأ موجة جديدة حاملة نظرية السلام العادل بحلول ومفاهيم القضية الفلسطينية الإسرائيلية زاوية المشاكل والتآمر علي دول المنطقة العربية, وقد أصبح علي قناعة بأن أوراق القضية كاملة سارت في يد أمريكا.. ليكون اغتيال السادات.. لتكتب بالدماء علي أوراق الإرهاب الذي استجلبته أمريكا للمنطقة العربية, وتصبح خنجرا مسموما بخلاياه العاملة والنائمة عنصرية الحرب بالوكالة في المنطقة. ويأتي حكم مبارك ليرث أوراق اللعبة وهي في يد أمريكا وتتلاعب بها, لتحقق إستراتيجيتها تحت نظرية الربيع العربي. ( للحديث بقية) http://[email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح إبراهيم