كما هو الحال في كل حدث يطرأ في مصر, شاشات منقسمة كما الشعب تماما, كل يعبر عما يعتقده ويبث رأيه ورؤيته بعيدا عن حقيقة ما يحدث, أو يبرز طرفا ووجهة نظر متجاهلا الطرف الآخر, والمشاهد أصبح مضطرا أن يشاهد القناة التي تدعم قناعاته بعيدا عن مهنية وحيادية اختفت من الشاشات, وأصبح لزاما علي الباحثين غن الحقيقة والحيادية ان يشاهدوا هذا وذاك ويجتهدوا في معرفة الحقيقة, التي أصبح البحث عنها كالبحث علي كنز مفقود وسط ركام المتصارعين ودوي رصاص المتناحرين, وتغطية أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة وما تلاهما من أحداث لم يختلف عن التغطيات السابقة للأحداث المختلفة التي مرت بها مصر في العامين الآخرين, فمازالت المهنية والحيادية مرفوعة من الخدمة والتحيز هو المتحكم في الموقف. عن تغطية الأحداث الأخيرة يقول د.صفوت العالم أستاذ الاعلام: بلاشك ان تغطية كل القنوات للأحداث الأخيرة تأثر بأجندة السياسات الخاصة بكل قناة بلا اعتبار للمهنية, بل وبعض البرامج في القناة الواحدة اختلفت تغطيتها للأحداث باختلاف المذيعين والمعدين والمراسلين, واستضافت اغلب القنوات ضيوفا يدعمون وجهة نظر واحدة, فشاهدنا مثلا وائل قنديل الداعم للإخوان ضيفا علي الجزيرة بالساعات, وكذلك القنوات المصرية الخاصة سارت في نفس الاتجاه ولم تكن محايدة في التغطية وتحليل الموقف, ونتاج ذلك ان الحيادية غائبة عن التغطية والمشاهد لا يتلقي محتوي اعلاميا محترما وكاملا. ويقول د.حسن علي رئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين واستاذ الاعلام بجامعة المنيا: ما يحدث الآن في الإعلام هيستريا جماعية ودعاية سوداء, وجميع القنوات فشلت ورسبت في التغطية المهنية الحيادية, وما يحدث الآن عار علي الإعلام, فالتغطيات جميعها متحيز وغير اخلاقي وتدعو للشحن والتقاتل ولم تفلت قناة من الوقوع في فخ التحيز والتحامل لطرف دون آخر وسط غياب الضمير, ولم يأخذ احد علي عاتقة تهدئة الموقف, وأنا أحمل جزءا كبيرا من مسئولية العنف للقنوات التي لم تكن مسئولة في نقلها أو رسالتها, وأناشدهم ان يسعوا إلي التهدئة, فجميعنا يعلم انه لا بديل عن الحل السياسي ويجب علي الإعلام تأهيل الناس لتقبل ذلك وليس لشحنهم ضد الحلول والأطراف الاخري, ولم استغرب لتحيز القنوات الخاصة سواء لصالح الطرف الاول أو الثاني, ولكن ما استغرب له هو إعلام الدولة الحكومي الذي هو ملك للشعب, لم يستفد من دروس يناير ومازال يعمل لصالح النظام الذي يحكم بعيدا عن المهنية والحقيقة وفشل ولم يتحل بمسؤليته اتجاه الشعب. ويقول د. رفعت الضبع أستاذ الإعلام: القنوات المناصرة للتيار الاسلامي والاخوان كانت متحيزة لرأي واحد فقط في عرضها للأحداث سواء كانت قنوات مصرية او عربية وحتي الأجنبية الموالية للإخوان سقطت في نفس الفخ, وغابت عنها المهنية والحيادية تماما, أما القنوات الخاصة فكانت أكثر اعتدالا من تلك القنوات فكان بها تغطيات محايدة واخري متحيزة ولكن آداؤها وان كان خاطئا فهو أكثر اعتدالا وتوازنا من تغطيات القنوات الموالية للتيار الاسلامي, وأقول إن الحل يكمن في وضع ميثاق شرف اعلامي يحتكم اليه الجميع ويمشي علي خطاه وقد قدمت لرئيس الجمهورية تصورا للميثاق كاعلامي حريص علي وجود إعلام محترم في بلدي مستفيدا من خبرتي في وضع ميثاق شرف اعلامي بجامعة الدول العربية. وعن تغطية الإذاعات يقول محمود عزت نائب رئيس قطاع الأخبار المسموعة تغطية الإذاعات لم تكن مهنية وخصوصا الإذاعات الموجهة من الغرب وبعض الإذاعات العربية التي تدعم دولها أنصار الرئيس المعزول كانت تنقل أخبارا خاطئة وتغطيات وهمية علي عكس الحقيقة ووقعت في كثير من المحاذير, وكذلك القنوات من خلال متابعتي لها لاحظت أن هناك قنوات عربية كالجزيرة أو عالمية مثل السي ان ان كانت تغطيتها غير مهنية ومنحازة للإخوان وحلفائهم, وكان انحيازهم سافرا وتعمدوا الوقوع في المغالطات الاعلامية, أما القنوات الخاصة فلا نستطيع القول إنها كانت مهنية, ولكن انحيازها كان متوافقا مع الإرادة الشعبية لأغلب المصريين, وبالتالي كان التركيز علي ضيوف بعينهم لديهم معلومات تكشف مخططات الاخوان التخريبية, وهذا أيضا ينطبق علي الإعلام الحكومي.