شهدت جلسة مجلس الشعب أمس خلافا واسعا بين النواب المستقلين والدكتور فتحي سرور, رئيس المجلس بسبب إصرار المستقلين علي مناقشة البيانات العاجلة المقدمة حول اقتحام إسرائيل للمسجد الأقصي, وذلك بعد أن احالها المجلس للجنتي العلاقات الخارجية والشئون العربية لدراستها, وإعداد تقرير بشأنها يعرض علي المجلس في جلساته المقبلة. وكان الدكتور سرور قد أدان بشدة ما تقوم به إسرائيل, ووصفه ما قامت به في المسجد الأقصي بالعمل الإجرامي الشائن, وانتقد عدم وجود رد فعل قوي من جانب المجتمع الدولي, وبيانات الشجب التي تصدر فقط, وطالب بعمل قوي من العالم الإسلامي. وتصدي الدكتور سرور لمحاولات النواب المستقلين بالتشويش علي الجلسة, وقال إنه يري نوابا يتمردون علي قرار المجلس, وأضاف أنه من لا يعجبه القرار فليتفضل بالخروج من الجلسة. وقد طالب المستقلون بضرورة عدم إرجاء مناقشة البيانات. حيث لا يوجد من هو أهم من الأقصي, ووقف النائب عصام مختار, وقال إن التاريخ لن يغفر للمجلس عدم مناقشة البيانات أمس. وقد هدأت الأمور بعد أن وقف النائب المستقل حسين إبراهيم, وأكد الموافقة علي قرار المجلس, وطلب من الدكتور سرور تقبل انفعالات زملائه, وأكد تقديره واحترامه للدكتور سرور, وطالب بمناقشة تقرير اللجان غدا. ثم قدم النائب المستقل عصام مختار اعتذارا رقيقا للدكتور سرور, أكد خلاله أنه كثير ما يشهد له التاريخ بتصديه للدفاع عن القدس والمسجد الأقصي في المحافل الدولية, وقال إن انفعاله جاء لضرورة إعطاء القدس الأولوية في المناقشة تحت قبة مجلس الشعب. وكان الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية قد طلب أن تحال للجنة البيانات العاجلة مع لجنة الشئون العربية, حيث إن الموضوع مرتبط بإسرائيل الطرف الاصيل فيه, وأن لجنته هي الأحق بالمناقشة لأن هناك ابعادا دولية مرتبطة منها الموقف الأمريكي المتواطئ والموقف الأوروبي المتخاذل.