لاتزال أربع مدن كاملة في محافظة البحر الأحمر تعتمد في إنارتها علي نظام المولدات وماكينات الانارة الغازية والديزل رغم أن هذا النظام قد عفا عليه الزمن في ظل التوجه التام إلي الكهرباء التقليدية بل بشكل ملحوظ إلي طاقة كهربائية أكثر نظافة وبعيدة عن التأثيرات السلبية علي البيئة وهي الطاقة الجديدة والمتجددة. فمن القصير ومرسي علم والشلاتين ورأس غارب, وهي مدن واعدة استثماريا وعمرانيا, مازالت بعيدة عن خدمات شبكة الكهرباء الموحدة, والمدينتان الوحيدتان علي مستوي المحافظة المتصلتان بالشبكة الموحدة وتتم تغذيتهما من كهرباء السد العالي هما الغردقة عاصمة المحافظة وجارتها الجنوبية مدينة سفاجا. ويقول محمد عبده حمدان من أبناء مدينة القصير إنه علي الرغم من أن مدينة القصير ومرسي علم قد إنطلقت بهما قاطرة التنمية السياحية وتشهدان نموا عمرانيا ونموا لمشروعات الظهير السياحي فإن هذه المشروعات التنموية مازالت تصطدم بمشكلة عدم توافر الطاقة الكهربائية التي تعد أهم ركائز أي تنمية. ولكن هاتين المدينتين مازالتا تحت رحمة نظام المولدات والماكينات التي تدار بالسولار وهي بالطبع غير كافية لانطلاق عجلة التنمية خاصة مشروعات الاسكان والمشروعات الصغيرة ومشروعات الظهير السياحي إذا افترضنا أن المشروعات السياحية كالقري والفنادق قد يستطيع أصحابها شراء ماكينات ومولدات لانارتها كما أن هذه الماكينات والمولدات لها سلبيات عديدة أبرزها كثرة الأعطال وأعمال الصيانة المطلوبة وأزمات السولار وغيرها من المشكلات الأخري. ويؤكد أنهم طالبوا وزارة الكهرباء طيلة السنوات الماضية بضرورة إدخال هاتين المدينتين ضمن خدمات شبكة الكهرباء الموحدة دون مجيب رغم أن هذا المطلب سهل تحقيقه بالنسبة لمدينة القصير وذلك من خلال مد خط كهرباء يربطها بمدينة سفاجا التي يمد لها خط الشبكة الموحدة وهذا المطلب ملح للغاية لأن مدينة القصير تشهد حركة تنمية عمرانية وسياحية كبيرة. ويقول المهندس علي فراج مدير محطة كهرباء القصير إن المدينة تعتمد الآن علي31 ميجاوات وهذا هو المتاح من المولدات والماكينات الموجودة وفي وقت الذروة يتم تشغيل جميع الماكينات الموجودة ولا يوجد إحتياطي من المولدات بما يعني أن أي كهرباء مطلوبة لأي مشروعات عمرانية أو غيرها تحتاج لوحدات جديدة وتحتاج لحلول بعيدة المدي لهذه المشكلة إما من خلال ربط المدينة بالشبكة الموحدة وهذا هو الحل الأقرب أو باحدي وسائل الطاقة الجديدة والمتجددة. ومن مدينة رأس غارب يقول لطفي الدمراني أحد أبنائها إن المدينة تعتمد في إنارتها علي المحطات الغازية ولم يتم ربطها بعد بشبكة الكهرباء الموحدة رغم أن قرية الزعفرانة التابعة للمدينة مرتبطة بالشبكة الموحدة عن طريق محطة توليد الكهرباء بطاقة الرياح الموجودة بها. ومدينة الشلاتين لها مشكلة أخري يتحدث عنها نور علي حسين أحد مواطني الشلاتين بقوله إن وزارة الكهرباء قامت خلال السنوات الأخيرة بجهد مشكور من خلال توصيل خط كهرباء يربط بين محطة وادي النقرة بمحافظة أسوان ومدينة الشلاتين بامتداد يقارب مائتي كيلو متر وتكلف هذا المشروع أكثر من مائتي مليون جنيه بهدف ربط المدينة بمشروع الشبكة الموحدة لكهرباء السد العالي وبالفعل انتهي هذا المشروع مع قيام ثورة25 يناير وما تبعها من انفلات أمني حدثت عمليات سطو وقامت العصابات بسرقة جميع أسلاك هذا الخط ومعداته.