ضبط المصروفات, والبعد عن الديون, وعدم مشاهدة التليفزيون, والتسامح, وتقبل كل زوج لأخطاء الطرف الآخر, وشطب كلمة( الطلاق) من قاموس الحياة الزوجية هي بعض الوصفات التي قدمها خبير الشئون الأسرية الأمريكي الأصل( هنري أون) وزوجته( روتي أون) من خلاصة تجربتهما في زواج ناجح استمر37 عاما.. فعلي مدي يوم كامل استمرت فيه ورشة عمل للمشورة الأسرية استضاف نادي روتاري الاسكندرية برئاسة د. أشرف سمير ود. مني الحكيم خبيري المشورة الأسرية( هنري أون) وزوجته( روثي أون) حيث قدما برنامجا للمشورة الأسرية صمماه وطافا به عددا كبيرا من دول العالم, وكانت نتائجه وفقا للإحصائيات التي عرضاها خلال الورشة مبهرة, وقدما دعما لمئات الأسر رغم تعدد الثقافات واختلاف العادات والتقاليد بين الشعوب, وشدد( هنري) علي ضرورة تمسك الأزواج_ وأيضا المقبلين علي الزواج_ علي أن السعادة الزوجية لا تتحقق إلا من خلال اتحاد الزوجين اللذين يسامحا بعضهما البعض. وقالت( روثي): أول المباديء التي اتفقنا عليها أنا وزوجي أن كلمة( طلاق) غير موجودة في قاموس حياتنا الزوجية, كما أننا لا ننتظر موعد عيد زواجنا للاحتفال به, لكننا نجدد حياتنا الزوجية من خلال كل شهر للاحتفال بشرط ألا نتحمل تكلفة مرتفعة, كما أننا اتفقنا علي ألا نكون من أصحاب الديون, وأن تكون كل مشترياتنا نقدا, وألا نشتري إلا ما نحتاج إليه, كما أننا عملنا علي مدي سنوات علي أن نضبط مصروفاتنا وأن نلتزم بميزانية سليمة. وقال( هنري) للحاضرين إنني بحكم النشأة في لبنان كنت أري والدي يمارس دور سي السيد كما في ثلاثية أديب العرب الكبير صاحب جائزة نوبل نجيب محفوظ, ولكن عندما سافرت من لبنان لأمريكا للدراسة وتعرفت علي زوجتي التي جاءت من الفلبين للدراسة أيضا وتزوجنا لم يدخل سي السيد حياتنا أبدا.. نحن نتشارك في كل أعمال المنزل مهما كانت صغيرة أو كبيرة دون أي خجل أو شروط, فالمرأة تعمل خارج البيت ومن الظلم أن تتحمل كل أعباء بيتها وحدها. واستكمل خبير المشورة نصائحه: إننا قررنا ألا يكون لدينا جهاز تلفزيون في بيتنا لأنه يعوق عملية التواصل حتي عندما غزت حياتنا التكنولوجيا وفي مقدمتها أجهزة الكمبيوتر والأي باد والمحمول وغيرها قررنا أن يقتصر استخدام تلك الأجهزة علي الضروريات فقط. ونصح هنري الحاضرين من الرجال بأن يكون سفرهم داخل بلادهم أو خارجها للضرورة وأن يعودا لبيوتهم بأسرع ما يمكن وقال أن كثيرا من الأزواج يسافرون هروبا من زوجاتهم ومشاكلهم الزوجية, وإذا كان السفر للترويح فلابد أن يكون بصحبة الزوجة, وإذا سافر الرجل وحده لابد أن تكون تفاصيل رحلته معروفة لزوجته, وأيضا وسائل الاتصال متاحة ومعروفة. وطالبت روثي الحاضرات بالاعتناء بأزواجهن جسديا وعاطفيا وروحيا وماديا, وأن تكون متبادلة وأن يتقبل كل طرف من الآخر تصحيح الأخطاء, وألا يقوم طرف بمهاجمة الآخر أو الدفاع عن نفسه أو المباهاة وذكر عيوب الآخر وتجاهل مميزاته خاصة أمام الآخرين. وشدد هنري وروثي علي تحاشي الخناقات الزوجية أمام الأبناء لأن الخلافات الزوجية أمامهم تجعلهم يشعرون بالقلق وتصيبهم بالأمراض النفسية وقالا إن كثير من حالات الإقدام علي الانتحار في أوروبا وأمريكا وجاءت نتيجة الخلافات الزوجية وقالا إنه من الخطأ خاصة في البلدان الشرقية الإقدام علي العلاقة الحميمة كنوع من الواجب وليس تعبيرا عن الحب بين الزوجين, ومن الخطأ مقارنة الزوج بين والدته وزوجته وأيضا مقارنة الزوجة بين زوجها ووالدها.