لم تكن ليلة رأس السنة امام كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة أمس الأول عادية بل كانت استثنائية حملت العديد من المعاني والصور الرائعة لمصر وتكريس واقع جديد في العلاقات بين الشباب المسيحي والمسلم الذين اصطفوا في مشهد فريد يحملون الشموع ويشكلون فرق حماية عبر دروع بشرية لحماية القداس داخل كنيسة القديسين الذي شهد تراتيل ودعاء لطلب الخير والازدهار لمصر بعد الثورة تصاعدت بأصوات جماعية تهز الضمير والوجدان, والمثير ان تلك التراتيل امتزجت مع اغاني الشيخ امام وأشعار أحمد فؤاد نجم التي تغني بها الشباب خارج الكنيسة في مشهد حب مصر ليعيش الجميع لحظة الذوبان في حب مصر وتتعالي الاصوات والهتافات في هتاف واحد باسم تحيا مصر.. وتعيش الثورة. وقد بدأت الاحتفالات من المواطنين من وقفة بالشموع امام الكنيسة بالإسكندرية احتفالا بالذكري السنوية الأولي لحادث التفجيرات التي وقعت في نفس التوقيت من العام الماضي امتثالا لشعارات الوحدة الوطنية التي رفعت. وحضر المشاركة في الذكري السنوية الأولي كل من الدكتور ممدوح حمزة الأمين العام المجلس الوطني المصري وأبوالعز الحريري القيادي بحزب التحالف الشعبي وعضو مجلس الشعب وعبدالرحمن الجوهري منسق حركة كفاية بالإسكندرية, والدكتور ايمن نور رئيس حزب غد الثورة, وحزب الوفد, و التحالف الشعبي الاشتراكي, و العدل, والخضر, والمصريين الاحرار و غد الثورة, و حركة6 ابريل وكفاية, و حملة دعم حمدين صباحي ولازم للتغيير والائتلاف المدني الديمقراطي كما شهدت الكنيسة تغطية إعلامية كبيرة من وكالات الأنباء العالمية. كما شهدت الوقفة واقعة طرد مدير أمن الإسكندرية اللواء خالد غرابة من محيط كنيسة القديسين, وذلك لدخوله في موكب ضم عددا من سيارات النجدة, مما أثار حفيظة المشاركين في الوقفة امام الكنيسة الذين طالبوه بالخروج والابتعاد عن الكنيسة, وغادر اللواء خالد غرابة فورا في ظل هتافات عدد من الحركات السياسية خاصة التحالف الاشتراكي وحملة لازم نغير حيث جاء الاستهجان نتيجة بطء تحريات مديرية أمن الإسكندرية والداخلية حول مرتكبي حادث التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين عشية العام الماضي.