وصف الإدعاء العسكري في محاكمة الجندي الأمريكي برادلي مانينج, المتهم بأكبر تسريب لمعلومات سرية في تاريخ الولاياتالمتحدة, مانينج بأنه خائن لكشفه عن معلومات تخص حربي أفغانستان والعراق, مؤكدا أن الجندي تعمد تسريب مئات الآلاف من الوثائق إلي موقع ويكيليكس المناهض للسرية, داعيا الي ادانته ب التواطؤ مع العدو.وأكد ممثلو الادعاء العسكري أن مانينج شخص أناني كان علي علم بانه يخون بلاده وجيشه حين سرب وثائق عسكرية ودبلوماسية الي موقع ويكيليكس.وقال المدعي العسكري الميجور آشدن فاين لدي عرض مرافعته الختامية التي استغرقت أكثر من خمس ساعات أمام المحكمة العسكرية في قاعدة فورت ميد بولاية مريلاند شمال واشنطن, إن مانينج, الجندي الشاب البالغ من العمر25 عاما, كان علي يقين بأن الوثائق التي سربها لتنشر علي الإنترنت ستصل إلي تنظيم القاعدة, داعيا القاضية الي ادانته بتهمة التواطؤ مع العدو.ووصف المدعي المتهم بأنه لم يكن شابا مضطربا بل كان جنديا صاحب عزيمة وعلي ادراك وقدرة ورغبة في الحاق الضرر بالولاياتالمتحدة في مجهودها الحربي. وقال إن مانينج سلم تلك الوثائق إلي العدو جاهزة للاستعمال, وإنه فعل ذلك رغم أنه أقسم بصفته محللا مخابراتيا علي أن يصون المعلومات السرية التي تملكها الحكومة. واعتبر الادعاء أن مانينج خان تلك الثقة وقضي عليها ولم يكن يهمه القسم, وإن ما كان يهمه هو أن يذيع صيته.ولفت إلي أن الجندي الشاب تدرب في سياق عمله في المخابرات العسكرية في العراق علي أن يعرف أن الإرهابيين يستخدمون الانترنت لجمع المعلومات التي من شأنها أن تساعدهم علي تدبير اعتداءات ضد الولاياتالمتحدة. وأكد أن مانينج قاد شخصيا دورة لبعض الجنود أشير خلالها إلي أن الحكومات الاجنبية والإرهابيين والقراصنة المعلوماتيين هم جميعا خصوم محتملون. واضاف المدعي أن مانينج كان يعلم أيضا أن الموقع الالكتروني الذي أسسه جوليان أسانج, وصف في ثلاثة تقارير من المخابرات العسكرية بأنه يشكل خطرا محتملا علي الأمن القومي بسعيه لكشف وثائق سرية. وقال إن مانينج عنصر من فوضويي الإعلام في إشارة إلي ويكيليكس. وخاطب القاضية قائلا لم يكن مطلق إنذار بل خائنا.وإذا أدين مانينج بالتواطؤ مع العدو أي تنظيم القاعدة فهو يواجه السجن مدي الحياة بدون إمكانية تخفيف الحكم. وللتوصل إلي إدانة مانينج, المحلل المخابراتي السابق في العراق, يتعين علي الإدعاء اقناع القاضية دنيز ليند بما يتخطي الشك المقبول أن المتهم كان مدركا أن تلك الوثائق قد تنتهي بين أيدي تنظيم القاعدة.وقد اعترف مانينج بتسريب700 ألف وثيقة عسكرية ودبلوماسية سرية إلي موقع ويكيليكس. وكان قد سرب اعتبارا من نوفمبر2009 من أجهزة كمبيوتر عسكرية حوالي250 ألف برقية دبلوماسية أمريكية وعشرات الآلاف من التقارير العسكرية حول حربي العراق وأفغانستان, ووثائق تخص معتقلين في سجن جوانتانامو الأمريكي في كوبا وشريط فيديو تظهر فيه مروحية أمريكية تطلق الرصاص علي مدنيين في العراق, وباتت بعد ذلك تلك الوثائق متوافرة علي الإنترنت بعد أن سربها موقع ويكيليكس.كما يلاحق الشاب الذي اعتقل في العراق في مايو2010, ب21 تهمة أخري وانتهاك قانون القضاء العسكري الأمريكي ويواجه إجمالا حكما بالسجن154 عاما. ويبدأ الدفاع الذي يقوده المحامي المدني دافيد كومبس مرافعاته خلال ساعات, وخلال كامل الجلسات التمهيدية والمحاكمة التي بدأت مطلع يونيو الماضي, قدم المحامي العسكري الشاب علي أنه وقع في معركة داخلية وخاصة حول هويته الجنسية وقال إنه إنساني, وإنه ساذج صاحب نية حسنة وصل متحمسا إلي العراق وعندما واجه الحرب بدأت معركته الداخلية.ومنذ بداية المحاكمة تنتقد جمعيات الدفاع عن الحريات العامة ما احيط بالاجراءات من سرية, وفي دلالة علي توتر السلطات مع اقتراب نهاية المحاكمة, قام عناصر من الشرطة العسكرية بعملية تفتيش الخميس في قاعة الفيديو التي يتابع فيها الصحفيون المناقشات للتأكد من ان لا احد فيهم ينتهك حظر نقل المحاكمة او استشارة الانترنت خلال المناقشات.