نريد أن نصل إلي قلوب الناس, لننقذ أكباد الفقراء.. بهذه الكلمات بدأ الدكتور جمال موسي أستاذ ورئيس وحدة الجهاز الهضمي وجراحة الكبد بكلية الطب جامعة طنطا حديثه مع الأهرام داخل أحدث مركز علمي متخصص في جراحة أورام الكبد وزراعة الكبد بوحدة الجهاز الهضمي بطب طنطا. يؤكد د. جمال موسي أنه عندما يجتمع حب العمل والإخلاص فيه مع الإرادة القوية, يكون الناتج معجزة بشرية بكل المقاييس, فروح الفريق كفيلة بأن تحول اليابس إلي أخضر, والفشل إلي أعلي درجات النجاح.. ولنا في التجربة التي مرت بها وحدة جراحة الجهاز الهضمي وجراحة الكبد والمناظير بجامعة طنطا, خير دليل, حيث تم تكوين فريق طبي متخصص في أورام الكبد, يضم عددا من أساتذة الأشعة التشخيصية والعلاجية, والهيماثولوجي, والجراحين, كما تم تخصيص عيادة يوم الثلاثاء من كل أسبوع لعرض الحالات المصابة بأورام الكبد علي الفريق الطبي, ويتم فيها عرض30 حالة أورام كبد, كلها من محافظتي الغربية وكفر الشيخ, حيث توجد أعلي نسب إصابة علي مستوي الجمهورية.. مشيرا إلي أنه من بين هذه الحالات لا يوجد إلا حالة أو اثنتان, تحتاجان إلي إجراء الجراحة, في حين استفحل المرض( الورم) في الحالات الأخري, لتأخر اكتشافه, ولذلك قررنا إنشاء عيادة الاكتشاف المبكر لأورام الكبد يوم الاثنين من كل أسبوع. ويضيف أنه في كل عملية استئصال أورام كبد, يتم تأجير( علي حساب المريض) جهاز هارمونيك سكالبيل( المشرح المتناغم) من إحدي الشركات بمبلغ ستة آلاف جنيه, لعدم توافره بوحدة الجهاز الهضمي والكبد بمستشفي جامعة طنطا, نظرا لضعف الإمكانات المادية, كما يتحمل المريض شراء يد( تشبه المقص) تستخدم في عملية الاستئصال بقيمة5 آلاف و500 جنيه, علما بأن هذه اليد لا تستخدم إلا مرة واحدة, مما يجعلنا لا نستطيع إجراء أكثر من عملية أسبوعيا, برغم وجود أكثر من20 حالة تحتاج لإجراء هذه الجراحة كل أسبوع, ضمن الحالات المعروضة علي اللجنة الطبية المتخصصة. ويقول إنه تم توفير80% من الآلات والأجهزة الطبية اللازمة, بالجهود الذاتية, ويحتاج مرضي أورام الكبد خاصة الفقراء منهم إلي دعم شهري يتمثل في شراء اليد المستخدمة في الجراحة, التي يبلغ ثمنها5 آلاف و500 جنيه, بالإضافة إلي بعض الأجهزة الضرورية التي يتم استئجارها علي نفقة المريض, وأهمها جهاز هارمونيك سكالبيل. ويختتم د. موسي قائلا: لم تبق إلا خطوات قليلة لتوفير وحدة كاملة لإجراء عمليات زراعة الكبد بجامعة طنطا, حيث تم الاتفاق مع بعض الخبراء اليابانيين في هذا المجال علي الحضور للجامعة وإجراء عمليات زراعة الكبد, والاستفادة من علمهم في تعليم جيل جديد من الأطباء والباحثين.