'افرحوا يا بنات ياله وهيصوا رمضان أهو نور فوانيسه, يا حلاوة التين, الله اللهوالقمر الدين, الله الله,واكياس النقل وقراطيسه.. افرحوا يا بنات ها.. ها.. ها هيصوا يا ولاد ها..ها.. ها'. . هذه أغنية من أغاني رمضان الشهيرة تخبرنا بقدوم رمضان, وأولي إشاراته وعلاماته هو الفانوس إذا ظهر أو لمحته في شارع أو فندق أو حارة, حيث تكون الفرحة عارمة لقدومشهر رمضان الكريم, ولهذا فهو جزء أصيل من تراثنا وتاريخنا الذي يدفعنا للحفاظ عليه, بعد أن غزت الصين اقتصاديا مختلف مناحي الحياة وحتي تراثنا لم يسلم منها, واليومنصحبك عزيزي في زيارة للتعرف علي ما تبقي من صناعة هذا الفن,الفانوس.. ماضيه, مستقبله وصموده في مواجهة ما يسمي بالتطوير. طارق أحمد أبو العدب-43 عاما, أشهر صناع الفانوس بحي الدرب الأحمر وتحديدا في درب الانسيه وهو الطريق الواصل بين جامع المؤيد بالله و منطقة المغربلين, يقول: ورثت هذه المهنة عن العائلة فالجد والأب والأعمام يعملون بصناعة الفانوس, فهذه المهنة لها سحر عجيب ومن يعمل بها لا يستطيع أن يقوم بعمل آخر, فهي نوع من أنواع العشق والرغبة في الابتكار, وتطويع ملكات الإبداع الموجودة داخل الإنسان,من أجل إخراج عمل فني جميل,مضيفا أنه بالرغم من حصوله علي بكالوريوس تجارة يصر علي أن يدفع بابنيه' ايمن وحمزة' ليتعلما هذه المهنة إلي جانب تعليمهما العادي بمراحله المختلفة, حتي وإن تخرجا من الجامعات, فهذه الصنعة هي ميراثهما بعد وفاتي, وهي رأس مالهما, فإذا أرادا استكمال المشوار فأهلا, وساعتها سوف يكونان متفردين لأن هذه المهنة أوشكت علي الانقراض. وعن أشهر أنواع فوانيس رمضان يقول: فانوس البرج, فانوس شويبس, شقة البطيخ, وشمامة, وهي حديثة الصنع.. أما القديمة التي أوشكت علي الانقراض فهي فانوس تار العالمة,المركب, السفينة, الراديو, أبو لوز, والفانوس المربع والمسدس وفانوس الصاروخ. وعن أسباب اختفاء الفانوس التقليدي' أبو شمعة' من يد الأطفال يقول: نحن شعب عاطفي يجري خلف الجديد, والجديد دائما ما يؤثر علي تراثك, فمنذ ظهور الفانوس الصيني الذي زود ببعض الأغاني الشعبية مثل' كماننا' فمن الطبيعي أن تجذب هذه الأغاني الأطفال, فالصينيون أذكياءلعبوا علي الوتر العاطفي للمستهلك المصري, فحصلوا علي ما يريدون وهو الانتشار الواسع للفانوس الصيني خلال تلك الفترة, ومنذ خمس سنوات تراجع الفانوس الصيني وبدأ الفانوس التقليدي الصغير أبو شمعة يتم طلبه مرة أخري, لأن المستهلك المصري ولظروف اقتصادية أصبح يقارن بين الفانوس الصيني والفانوس التقليدي, فالأول يتم شراؤه في حدود50 جنيها وبعد عدة أيام' يتكسر' ناهيك عن استخدام البطارية المكلف, أما النوع التقليدي فلا يحتاج أكثر من' كيس شمع' ثمنه جنيه واحد يكفي كامل الشهر الكريم, فالفانوس التقليدي هو' طعم ورائحة رمضان', والفانوس الصيني الآن مات بالضربة القاضية. ويضيف طارق أبو العدب أن عمله داخل ورشة الفوانيس مستمر طوال العام لأنه يبيع بالجملة لتجار التجزئة, فيبدأ عمله من رمضان وحتي رمضان الذي يليه أي طوال العام. وعن أهم زبائنه يقول: معظم الفنادق الموجودة داخل القاهرة وخارجها هم زبائني, شمال وجنوب سيناء والغردقة والخيام الرمضانية لابد أن تتزين بالفانوس الذي أصنعه. وعن إقبال المصريين والعرب علي الفانوس التقليدي بعد الثورة يقول طارق: قبل الثورة كان لدي زبائن من دول الخليج' الكويت والبحرين والسعودية' ودول مثل الأردن وسوريا, أما بعد الثورة فقد أثرت الأحداث الجارية في مصر علي قدوم هؤلاء لعقد الصفقات, فحالة العالم العربي وتحديدا في سوريا مضطربة, فالتاجر الأردني الذي كان يتعامل معي كان يأتي في شهر ربيع ثاني,ولكن بعد أن هل الشهر الكريم بأنواره متزامنا مع ثورة30 يونيو فكلنا أمل في أن قادم الأيام سيكون أفضل بإذن الله.