قررت وزارة التربية والتعليمإبتداء من العام الدراسي المقبل تخصيص الأسبوع الأول من كل شهر خلال العام الدراسي للحديث عن صفة من الصفات الجميلة التي يجب أن تتحلي بها أخلاق أبنائنا وأيضا مناقشة مبدأ من المباديء التي افتقدناها في حياتنا مثل الصدق والأمانة وحب الخير والنظام والالتزام بالسلوكيات الحميدة ونبذ كل سلوك يتعارض مع ديننا الحنيف.. والسؤال هنا.. إذا كان الهدف من هذا القرار هو تقويم سلوكيات أبناءنا في المدارس.. فما هو الحال بالنسبة لتقويم سلوكيات المعلمين أصحاب التصرفات الغريبة والخارجة عن النص التربوي والتعليمي تجاه التلاميذ في المدارس والتي استوقفتنا جميعا وأصابتنا بالكثير من الدهشة والاستغراب والاستياء.. ونذكر علي سبيل المثال وليس الحصر تلك المعلمة التي قامت بقص شعر تلميذة لإرغامها علي ارتداء الحجاب.. وذاك المعلم الذي عاقب التلميذ الذي أهمل في عمل الواجب بإجباره علي أكل البرسيم.. ونذكر أيضا تلك المعلمة التي عاقبت تلميذة فأمرت زميلاتها وصديقاتها في الفصل بضربها علي قفاها وهي مستلقية علي وجهها علي( الديسك).. فهذه المعلمة لم ترحم آدمية التلميذة وطفولتها وكرامتها بين أقرانها في الفصل.. ومن قبل هؤلاء المعلمين نتذكر ذلك المدرس الذي منع تلميذ من دخول الحمام لمدة ثلاث ساعات مما تسبب في وفاة الطفل.. لم تكن هذه السلوكيات المشينة فقط هي التي ارتكبها المدرسون في حق التلاميذ خلال العام الدراسي المنقضي ولكن هناك وقائع كثيرة غيرها لا يتسع المجال لذكرها ونتمني في الأعوام المقبلة ألا تتكرر مثل هذه التصرفات التي تتسبب في الكثير من المشكلات أهمها التسرب من التعليم. بالتوجه لوزارة التربية والتعليم ومقابلة مع د.رضا مسعد أستاذ المناهج والتربية بكلية التربية ورئيس قطاع التعليم بالوزارة ليجيب علي هذا السؤال ويشرح القرار الذي يطلق عليه التعميم الإداري والذي يرسله لجميع وكلاء الوزارة في المديريات التعليمية المختلفة في جميع المحافظات وهم بدورهم يكلفوا به جميع المدرسين في جميع المدارس والتي تبلغ47 الف مدرسة منهم عشرة آلاف مدرسة خاصة. والهدف من هذا القرار هو عودة المدرسة للقيام بدورها وتكملة لدور الأسرة التربوي تجاه الأبناء بجانب الدور الأساسي وهو التعليم.. وسيبدأ تطبيق هذا النظام ابتداء من العام الدراسي المقبل, وتتمثل آليات تطبيقه في جميع الأنشطة والفعاليات غير التعليمية التي تتم في المدرسة مثل الحوارات الجانبية علي هامش الحصص الدراسية والأنشطة الفصلية وغير الفصلية والإذاعة المدرسية وطابور الصباح ومجلات الحائط وموضوعات التعبير والرسم وقصائد الشعر.. فمثلا إذا كان الحديث عن قيمة الصدق فالمدرسة سترفع شعار ولنكن صادقين ولا نكذب.. وبالتالي يتم التعرض لهذه الصفة من خلال ما ذكرته من آليات تدور حول هذه القيمة, وبالنسبة للحصص المنهجية فستستمر كما هي.. فنحن نريد أن نهتم بالجانب الوجداني بجانب الجانب التعليمي. ويتطرق رئيس قطاع التعليم العام في حديثه إلي سلوكيات المعلمين غير السوية مع تلاميذهم قائلا: إذا كان لدينا مليون و300 ألف معلم فتلك التصرفات تعتبر فردية ولاتكاد أن تصل إلي واحد من عشرة في المليونس.. ت بخير وأنهم ناس أفاضل ومحترمين.. وطبعا هذا العدد الضخم لابد أن نجد فيه بعض النماذج القليلة التي تخالف التعليمات.. وهؤلاء يتم حسابهم ومعاقبتهم فورا طبقا للوائح وقوانين الوزارة, وعلي أسوأ الفروض لايمكن رفد مدرس لأنه في هذه الحالة ستشرد أسرة بأكملها, ولكن أحيانا يتم حرمان المدرس من ممارسة مهنة التدريس ويتم إلحاقه بعمل إداري. وأسأله: وهل فكرت الوزارة في تقويم سلوك هؤلاء المعلمين مثلما فكرت في تقويم سلوك التلاميذ بهذا التعميم الإداري؟ فرد قائلا: لدينا بالفعل مؤسسات لتأهيل وتدريب المعلمين علي أساليب التعليم الحديثة غير التقليدية وتعريفهم بأساليب المعاملة الحسنة للتلاميذ, وهذه المؤسسات تتمثل في الإدارة المركزية للتدريب ومركزها في الوزارة ولها فروع مختلفة في المحافظات, وكذلك الأكاديمية المهنية ومركزها أيضا في الوزارة ولها عدة فروع, بالإضافة إلي مركز التدريب التكنولوجي. وأكد د.رضا أن المعلمين بعد ثورة25 يناير أصبحوا أكثر حرصا علي رفع مهاراتهم وتطوير أداءهم لدرجة أنه لايمر يوم إلا واحد علي مكتبي مقترحات من معلمين أفاضل بهدف المساهمة في تطوير التعليم, ونحن ننفذ الصالح منها فورا ونرسل لصاحبه خطاب شكر.