جاءت حركة المحافظين تحمل شكلا ومضمونا أقرب بسكب الزيت على النار، ففى الوقت الذى يغلى فيه الشارع المصرى من ممارسات سياسية تتراكم يوما بعد يوم وتتضخم بما يعمق الأنقسام بين ابناء الشعب الواحد وبما يشيع روح الفرقة وبما يؤجج مشاعر الإغتراب، ومع أرتفاع معدلات الغضب واتساع رقعته، ومع اقتراب يوم 30 يونيو الذى يزيد أسباب الفزع لدى قطاع كبير من المصريين المهمومين بمصلحة وطنهم وهم يرون هذا اليوم من خلال السنة اللهب وخيوط الدخان التى يتوعد بها السياسيون الجدد الذين القوا السلاح قبل عدة أشهر فقط ومازالت أيديهم ملطخة بدماء المصريين ثم عادوا من جديد الى التهديد والترويع والتوعد بشلال الدم الذى لو كان "لاقدر الله" لأطاح اول ما يطيح بالأخوان والمعارضة وفصائل الأسلام السياسى بل والدولة المصرية ولدخلت مصر الى نفق مظلم لايعلم غيرالله مداه ونهايته . ومع ارتفاع معدلات الأستقطاب وتصاعد حدتها وظهور نذر الخراب، كان الكثير من العقلاء المهمومين بأمر هذا الوطن وخصوصا من الذين يطلقون عليهم "حزب الكنبة" ينتظرون من الرئيس مرسى خطابا تصالحيا يحمل تراجعا عن بعض الامور الخلافية التى رفعت حالات الحنق بالشارع المصرى يقول فيه من أجل هذا الوطن ومن اجل المصريين الشرفاء ومن أجل أطفالا تهدد الأحداث مستقبلهم .. لا لوزارة رفضها المصريين رغم تأكدى من قدراتهم الخارقة فى العبور بالبلاد الى بر الأمان ..ولا لوزير ثقافة عبقرى المثقفين ورغم أنه الوحيد الذى يستطيع النهوض بالثقافة المصرية لكنه فرق أكثر مما جمع، ولا لنائب عام شرعى وقانونى ولكنى امتثل لإرادة شعبى وأطالب مجلس القضاء بإختيار نائب جديد، ولا لكل القوانين الخلافية التى يحيكها مجلس الشورى الان ولندخل باسرع وقت الى انتخابات برلمانية . ولكن فوجىء المصريين بحركة محافظين يعف قلمى عن توصيفها لأنها الفتنة التى أطلقت فى الشارع لترفع رصيد الغضب فمن حيث الشكل والتوقيت أكدت على الصلف والغرور والمغالبة والعناد لتفرق أكثر مما تجمع وتؤجج أكثر مما تهدىء ومن حيث المضمون ظهرت أثارها فى المحافظات من أعتراضات وفوضى وحالات أنفلات امام المقار الحكومية, وملاسنات عن الأشخاص وتاريخهم وماضيهم وأفكارهم، حتى وصل الأمر الى بيانات دولية بشان محافظ الأقصر من المانيا وبريطانيا والإتحاد الأوربى. فإلى اين نحن ذاهبون وكل الأطراف تنتظر يوم 30 وكأن الذين سيموتون أناسا غيرنا والتى ستحرق بلادا غير بلادنا . لمزيد من مقالات خالد الاصمعى