فقدت مصر خلال شهر سبتمبر الماضي مليار دولار من رصيدها من الاحتياطي الاستراتيجي بالبنك المركزي المصري .. وتضاعفت خسائر البورصة إلي عشرات المليارات من الجنيهات .. أما السياحة فتعاني من ركود قاتل، بعد انضمام 2 مليون شاب مصري يعملون في هذا القطاع إلي طائفة العاطلين في مصر. وبعيدًا عن ذلك .. فإن حالة التسيب، والانفلات الأمني، والتقهقر علي العديد من المستويات، كلها أمور تدفع بالعقلاء للبحث عن مخرج آمن مما هوت إليه البلاد .. ويتطلب ذلك في بادئ الأمر السعي الحثيث نحو توظيف كافة القدرات المخلصة للمصريين في مواجهة حالة الانفلات في الشارع، والتي تتمثل في التظاهرات اليومية، والاعتصامات، والاحتجاجات الممتدة بطول البلاد وعرضها. نحن ندرك أن للفئات والطوائف المختلفة، من معلمين، وعاملين بهيئة النقل العام، والهيئات والشركات والمؤسسات المختلفة .. ندرك أن لهم حقوقًا ومطالب عديدة، ناضلوا من أجلها طويلاً، ولم يلتفت إليهم أحد، مما أثار غضبهم وحنقهم، ودفعهم لهذا الاحتشاد، والتعبير عن هذا الغضب .. غير أن هذه الحقوق الطبيعية لأصحابها مرهونة بمدي قدرة المجتمع علي الوفاء بها. ولا شك أن المجتمع المصري في هذه الفترة، هو في أصعب لحظاته، سواء علي االمستوي الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي .. وهو ما يستدعي من أبناء الوطن من الفئات المختلفة أن يعملوا جاهدين علي ضرورة تجاوز عن تلك الوقفات وتعطيل مصالح العمل والأمة في هذه الظروف .. وأن ينتظروا اللحظة المناسبة لنيل حقوقهم، وبما يؤمن خروجًا آمنًا لمجتمعهم من تلك المرحلة الصعبة التي يمر بها في تاريخه. وإلي الغد..