كثيرون يتساءلون: لماذا رحل حسام البدري في هذا التوقيت عن الادارة الفنية لفريق النادي الأهلي؟! برغم وجود العرض الليبي في درج مكتبه بالمنزل منذ فترة ليست قصيرة؟! والحقيقة أن البدري المحترم المعتز بنفسه وبكيانه وقيمته قد حسبها بمنطقة الخاص جدا, دون أن يشعر أحد برفضه او امتعاضه مما يحدث حتي أقرب الناس اليه. فالرجل يشعر بأنه ترك فريقه وقد أوصله الي المربع الذهبي في مسابقة الدوري العام, وأيضا قد صعد بالأهلي الي دور الثمانية في البطولة الأفريقية, وفي الوقت نفسه شعر البدري بأنه لم يعد يحتمل أن يري أكبر قيادتين في النادي الأهلي( حسن حمدي والخطيب), وقد أعطيا كل الصلاحيات للشاب الواعد قليل الخبرة والتجربة هادي خشبة( الذي نكن له احتراما وتقديرا خاصا). فالبدري لم يعد يجد أمامه سوي هادي خشبة( الذي يتردد أنه تتم مجاملته من أجل ارضاء اتجاه ما علما بأن أحدا من أنصار هذا الاتجاه لم يطلب له ذلك). وهكذا يجد البدري نفسه في مواجهة شبه يومية مع هادي خشبة الذي يزداد نفوذا دون أن يطلب أيضا كل يوم.. فهو أن رفض بيع اللاعبين الكبار فعليه أن يقنع هادي.. وأن طلب لاعبين جدد فعليه أيضا أن يتجه صوب هادي.. وإن وجدضرورة التجديد لبعض اللاعبين فليس من سبيل سوي هادي.. وإن حدث وأراد أن يتجاهل هذا الطريق فحينئذ لا يجد امامه سوي سيد عبد الحفيظ الأصغر سنا وأقل خبرة من هادي خشبة الذي لم يصل يوما لنجومية كبيرة كتلك التي وصل اليها ابو تريكه مثلا لكي تكون ساترا له ومصدر قوة يجعله يجتمع بالمدير الفني لفريق النادي الأهلي. وعندما أحس حسام البدري أن العملية صغرت الي هذه الدرجة, بدأ في التفكير الجدي في ترك المهمة وأعاد من جديد فتح درج مكتبه لدراسة العروض المكدسة فيه.. ووجد أن عرض الأهلي الليبي يصل الي مليون دولار سنويا, كما وجد أن الغربة لم تعد تخيفه, نظرا لأنه يعيش في مصر في غربة نظرا لوجود أفراده في كندا وحصول ابنته علي الجنسية الكندية.. ومن هذا المنطلق شعر البدري أنه لابد وأن يرحل في صمت وأدب جم. وكان قد جاء تعيين محمد يوسف مديرا فنيا بترشيح من صديقه العزيز هادي خشبه الذي صار صاحب الكلمة العليا في فريق الكرة بالنادي الأهلي.