يبدأ الرئيس محمد مرسي اليوم زيارة رسمية للبرازيل, تستمر ثلاثة أيام, يلتقي خلالها رئيسة الدولة ديلما روسيف, وذلك في أول زيارة من نوعها لرئيس مصري. ويرافق الرئيس خلال الزيارة وفد رسمي كبير, حيث سيتم بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري, بالإضافة إلي القضايا الدولية والإقليمية في العالم العربي وأمريكا اللاتينية. وتبدأ مباحثات الرئيس بالعاصمة برازيليا غدا مع نظيرته البرازيلية, التي تقيم مأدبة غداء تكريما للرئيس مرسي بمناسبة هذه الزيارة التاريخية, كما يلتقي مع رئيس الكونجرس رينان كاييرو, ثم يتوجه الرئيس إلي عاصمة المال ساو باولو لافتتاح منتدي الأعمال بعد غد الذي من المنتظر أن يبحث سبل دعم الاستثمارات والأعمال بين البلدين, كما سيلتقي ممثلي منظمات الأعمال البرازيلية والشركات ومجموعة من أبناء الجالية المصرية هناك, قبل العودة إلي القاهرة الجمعة المقبل. ومن المقرر توقيع عدد من الاتفاقيات, من بينها التعاون في مجالات الزراعة والاستثمار والبيئة والشئون الاجتماعية, بالإضافة إلي اتفاقية يتم التفاوض بشأنها حول التعاون في مجال الطيران المدني, وبحث زيادة عدد السائحين لمصر. وصرح المتحدث باسم الرئاسة السفير إيهاب فهمي ل الأهرام بأن الزيارة تعكس مدي اهتمام مصر بالتواصل والتقارب مع البرازيل, أحد أهم الاقتصادات الناهضة علي مستوي العالم, ولكونها عضوا في تجمع بريكس اللاعب الرئيسي في الاقتصاد العالمي. وأضاف أن الزيارة تستهدف تطوير العلاقات الثنائية, خاصة في مجالات التعاون الاقتصادي والصناعي والزراعي, ومضاعفة حجم التبادل التجاري, وجذب المزيد من الاستثمارات البرازيلية إلي مصر, بما يؤسس لشراكة حقيقية تحقق المصلحة المشتركة للبلدين. كما سيتم خلال الزيارة بحث سبل الاستفادة من تجارب البرازيل الناجحة, خاصة أنها مرت بظروف اقتصادية واجتماعية مشابهة, كما تأتي هذه الزيارة في إطار السياسة التي باتت تنتهجها مصر الجديدة, والتي تتسم بالانفتاح علي مختلف القوي الإقليمية والدولية, وتمثل البرازيل إحدي الدوائر المهمة للسياسة الخارجية المصرية الحالية, وهي الدائرة اللاتينية. وفي الوقت نفسه تسعي مصر إلي التعرف علي تجربة البرازيل في مجال تحقيق العدالة الاجتماعية, حيث القضاء علي الفقر ومحو الأمية, بالإضافة إلي تشجيع المستثمرين البرازيليين علي التوجه إلي مصر, خاصة أن عددا من المستثمرين هناك قد أبدوا بالفعل رغبة في الاستثمار بمصر, في ضوء ما تتمتع به من مزايا تشكل حافزا لهم. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو ثلاثة مليارات دولار, حيث تستورد مصر أكثر من10% من صادرات اللحوم البرازيلية. ومن جهته قال السفير حسام زكي سفير مصر في البرازيل: إن البرازيل من أهم دول الاقتصادات البازغة, حيث تحتل المركز السابع عالميا بفضل مواردها الطبيعية الهائلة, التي ساعدت في تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية كبيرة, وكان للإصلاحات الهيكلية التي تمت في عقد التسعينيات دور محوري في استغلال تلك الموارد. وأضاف أن البرامج الاجتماعية الأهم في التجربة البرازيلية التي يمكن الاستفادة منها في الفترة الحالية, هي البرامج الخاصة بالطفل صحيا واجتماعيا.