ونحن نحتفل بذكري قيامة السيد المسيح من الأموات نصلي ونتضرع إلي الله من أجل بلادنا الحبيبة مصر حتي نجتاز هذه الفترة الصعبة التي نعيش فيها الآن ونتغلب علي الانقسام الذي نحياه الآن والاحتقان الطائفي ونحقق المصالحة الوطنية التي تساعدنا أن نلتف حول مصلحة مصر ونرتفع فوق المصالح الفئوية والحزبية حتي تعود بلادنا إلي الاستقرار والتماسك امام المحن والتحديات التي تواجهنا. اننا نؤمن بأن الوحدة الوطنية ليست خيارا وإنما ضرورة حتمية وأولوية قصوي لضمان التقدم والديمقراطية ولاستعادة صورة مصر الجميلة الاصيلة.. مصر الحضارة.. مصر الأمن والأمان. احبائي دعونا نتأمل في قصة القيامة.. هذا الحدث الذي حول مجري التاريخ.. فبدون القيامة لما آمن الملايين بالمسيح ولما نشأت الكنيسة وانتشرت في كل اركان العالم.. ولولا القيامة لما كنا نجتمع اليوم في هذه الكاتدرائية. فبدون قيامة المسيح ينتفي الرجاء والايمان من حياتنا.. لذلك كتب الرسول بولس وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم.( اكو15:14) احبائي إن المسيح المقام يهبنا اليوم هذا السلام الداخلي الذي نختبره عندما نؤمن به وبقيامته, وهذا السلام الحقيقي لا يتأثر باضطرابات هذه الحياة التي نحياها اليوم. والهبه الثانية التي أعطاها المسيح المقام لتلاميذه عندما وقف في وسطهم هي أنه اعطاهم هدفا لحياتهم, اعطاهم رسالة يجب أن يحققوها. نعم.. ايها الاحباء إن قيامة المسيح تعطي لحياتنا معني وهدفا فنحن إذ نثق انه قام وانه حي فينا ننطلق لنكمل ارسالية المسيح الذي بدأها علي ارضنا, وكما جال يصنع خيرا لجميع الناس هكذا يجب أن نعيش, وكما جسد حب الله للبشرية هكذا يجب علينا أن نعلن بحياتنا حب الله لجميع الناس سواء الذين يقبلوننا أو الذين يرفضوننا, الذين يهنئوننا بالعيد والذين يأبون ذلك. يجب أن يكون الهدف الذي نعيش من أجله أن نكون قنوات لحب الله لكل جيراننا. والهبة الثالثة التي منحها المسيح المقام لتلاميذه هي القوة التي بها يستطيعون أن يكملوا رسالة المسيح وهي قوة الروح القدس. إن قيامة المسيح تمنحنا السلام الحقيقي الذي يبدد مخاوفنا, وتعطي لحياتنا هدفا ورسالة ومعني. مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال افريقيا والقرن الإفريقي والمطران الرئيسي لإقليم القدس والشرق الأوسط لمزيد من مقالات نيافة المطران د/ منير حنا انيس