نعم يحتفل الأقباط الأرثوذكس اليوم بعيد القيامة المجيد, فهذا العيد عيد سيدي, ويسمي بين العامة بإسم العيد الكبير, وهو احتفال بقيامة السيد المسيح من أجل خلاص البشرية. ولكن رغم الاتفاق بين كل الأقباط أنه يجب الاحتفال بالعيد, الا أن واقع الأمر داخل قلب ونفس كل قبطي أن هناك حالة شديدة من الحزن لأن هذا هو العبد الأول بعد رحيل البابا شنودة قبل أقل من شهر, وغياب البابا شنودة بعد41 عاما من جلوسه علي الكرسي البابوي جعل الجميع اقباطا ومسلمين يشعرون بفراغ هائل مشوب بالخوف, فمن الذي يستطيع أن يملأ هذا المكان ويحقق هذه المكانة ويحافظ علي مصر بحكمه ووعي وحب مثلما كان يفعل البابا شنودة وما زاد من حالة حزن كل المصريين في وسط افراح عيد القيامة حالة الارتباك الشديدة في الوطن كله فعجلة الاقتصاد تكاد تكون متوقفة وانتخابات الرئاسة وصراع المرشحين تفوح منه رائحة دماء قادمة, وكأن هناك اتفاقا بأن تكون كل الأحوال في مصر في وضع سيولة خطيرة تستحق أن يحكم الجميع لغة العقل وليس المصلحة الخاصة حتي لا تتفاقم الأوضاع ويندم الجميع بحق بعد فوات الأوان. نعم خسارتنا كبيرة بفقد البابا شنودة ولكن ثقتنا في الله الذي يحب مصر والمصريين تجعلنا ننظر بتفاؤل للغد وننتظر أن يعوضنا الله براع صالح يعمل لصالح مصر. أشرف صادق يأتي العيد وقد رحل الأب الذي كان يدخل السعادة في نفوس الكثيرين. كم من محتاجين سد احتياجهم بمعونة الله, وكم من قلوب حزينة عزاهم بنعمة الله, وكم من نفوس كسيرة قواهم بقوة الله. كان وجود البابا شنوده يضفي فرحة أخري مع فرحة العيد وبهجته. اليوم يأتي العيد وقد رحل الأب, فامتزجت فرحة العيد بالحزن, لكن برجاء القيامة نري بعين الإيمان أبونا المحبوب قائما بمجد عظيما مع صفوف المنتصرين إذ خرج من هذا العالم غالبا بعد أن أكمل سعيه بسلام. وإن كان نجما في السماء يمتاز عن نجم آخر في المجد, فإن أبانا الراحل البار له أمتياز في فردوس الآباء حيث مسكن الله مع الناس, نعم نفرح بالقيامة المقدسة لكن في القلب نغمة حزن, يا أبناء مصر لا تبكوا علي البابا شنوده, بل ثقوا أن الذي كان بينكم معلما وأبا وقائدا, الآن لبس جسدا غير قابل للفساد ولا يتحلل ولا يمرض, بل جسد القيامة الممجد. هذه تعاليم كنيستنا المقدسة كما جاءت في الأنجيل المقدس. د. مينا بديع عبدالملك من اهداف الثورة التي صنعها المسيح, انارة الحياة والخلود, انارة ظلمة القبر فيصبح الموت قنطرة عبور من دنيا العناء علي حياة الدهور, انارة بصيرة الناس لتعرف الحق المكتوب, انارة القلوب بنور الحب والسرور, للغلبة علي الحزن والمتاعب والهموم. هل نجحت الثورة؟ نعم بكل تأكيد. هناك الملايين الذين انتقلوا من الموت الي الحياة, من الظلمة الي النور. وايضا نجحت الثورة في بلادنا المصرية الحبيبة. لقد انار النور ولن تطفئه قوي الظلام. القس سمير ناصف صموئيل راعي الكنيسة الرسولية ابن الكوراني ان القيامة تعني في مضمونها معاني جوهرية ثمينة حيث ان الموت وسيلة يعبر بها المؤمن عبر جسر ذهبي الي هدف اسمي واعلي الي حياة ابدية سعيدة ليس بها مرض ولا الم ولا عذاب ولا شقاء نعيش باجساد وارواح نورانية نسبح ونمجد مع الملائكة والقديسين والابرار. ممدوح بشري ويصا القيامة رسالة فرح وسلام. ومن لا يعيش علي رجاء القيامة, لا يري نور المسيح. ولا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم. بل قال: إفرحوا في كل حين وأيضا إفرحوا. فمن القيامة نتعلم درس المحبة والرعاية. لطفي سامي النميري يصور لنا الكتاب المقدس حدث القيامة في معناه الحرفي أي مشهد قيامة المسيح وكيف كان مهيبا وعظيما قد صاحبته زلزلة مع ما يعنيه وقع ذلك من تأثير في النفوس..والحقيقة أن القيامة كواقعة كانت بمثابة زلزال في النفوس وفي المعتقد والايمان بالحياة الأخري إذ جاءت كدليل وتأكيد عليها مقدمة برهانا عمليا علي أن هناك بالفعل'' حق'' هو القيامة بعد الموت وأن هناك حياة أخري خالدة والدليل علي ذلك هو قيامة المسيح. د. جميل جورجي أن الذي دفن هو بذاته الذي أقام لعازر بعد أربعة أيام وأقام ابنة يايرس والشاب الوحيد لأمه وكانت المفاجأة إن الحجر قد دحرج والميت المطلوب قد قهر الموت وقام وظهر لتلاميذه. القس: جرجس عوض رزق إن الاحتفال بيوم عيد القيامة لا يكون بهجة الا للذين يتحققون ان الرب المقام قد أعد لهم حياة الخلود وانهم بقيامته سيقومون معه وأن ظلام الجمعة قد ابتلع في اشراقة الاحد وبالقيامة انطفأ خبر الموت. د. مدحت فريد القيامة هي المدخل الحقيقي للحياة الأبدية. لقد ربط المسيح في حديثه لمرثا بين القيامة والحياة. فقالت مرثا أن العازر أخاها سيقوم في القيامة. فقال لها يسوع( أنا هو القيامة والحياة). فالمسيح أبطل الموت وأنار الحياة وأضاء الرجاء في قلوب البشر جميعا. مستشار/ جميل قلدس بشاي تظل قيامة السيد المسيح هي منارة الرجاء لوجودنا...والوجه المشرق لمعني الحياة والموت..للالم والمجد.. فقيامة المسيح تمدنا بالطاقة الروحية..لنظل مؤمنين مجاهدين ومخلصين لينتصر العدل..وتعم الحرية. م. عصام عياد باسيلي أعلن المسيح خلال حياته القصيرة التي عاشها علي الارض عن حقيقة جوهرية انه سيموت لأجل كل العالم وقد اثبتت قيامته هذه الحقيقة فقد كان موته كفارة عن خطايا كل العالم وكل خاطيء يتوب ويؤمن به يحظي برضا وقبول تام عند الله نجاتي ناجي مجلع