أننا يا أحبائي إذ نحتفل بعيد القيامة المجيد يسرني أن أهنئ جميع الأحباء بعيد قيامة يسوع من بين الأموات. وان كان يعز علينا أن نحتفل بهذا العيد وليس بيننا بالجسد قداسة أبينا الحبيب مثلث الرحمات طيب الذكر البابا شنودة الثالث لكنه يشفع فينا الآن يصلي من أجلنا. من أجل الكنيسة التي أحبها, الوطن الذي كان ومازال يعيش فيه, من أجل كل البشرية, نطلب من الرب أن يهبنا من روحه الضعف, كما طلب أليشع في القديم من أيليا النبي. وفي هذه المناسبة لا يفوتني أن أبدأ حديثي بجزيل شكري باسم آبائي وأخوتي أعضاء المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية لجميع الأحباء إخوتنا علي كل درجاتهم ومسئولياتهم وجنسياتهم وأطيافهم وأديانهم, وأخص بالذكر المجلس الأعلي العسكري برئاسة السيد المشير/ محمد حسين طنطاوي وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور/ أحمد الطيب الذين شاركونا آلامنا في رحيل قداسة أبينا الحبيب سواء في مصر أو الدول العربية والإسلامية والإفريقية وكافة قارات العالم. نشكر الجميع علي محبتهم وتكريمهم لقداسة أبينا الذي هو بالحقيقة تكريم لمصر وكنيستها وشعبها, فكانا راحلنا ولايزال رمزا وطنيا مخلصا ورائدا أمينا للوحدة الوطنية. وعندما نتحدث عن القيامة وقوتها. فالقيامة تظهر قوتها عندما ظن الكثيرون أن السيد المسيح ضعيفا فأسلموه حسدا للصليب. ولعل قوة قيامته جعلت العالم كله يتأثر به بعد أن كان يظنه ضعيفا لا يستطيع أن يقف أمامهم وأعمالهم الباطلة. منذ ميلاده واجه السيد المسيح عداوة هيرودس ومن أجله أتي إلي مصر ليباركها. وفي خدمته الجهارية كان الكتبة والفريسيون يعادونه حسدا ويتهمونه أنه كسر الناموس عندما يصنع الخير يوم السبت وعندما دخل إلي أورشليم ملكا وديعا راكبا علي آتان, وهتفت الجموع مبارك الآتي باسم الرب. امتلأت قلوبهم غيرة وحسدا وفكروا أن يسلموه للموت. لقد تآمروا عليه واستغلوا تلميذا يخونه ويبيعه بثلاثين من الفضة بالرغم من الحب الذي شمله به وكان يأتمنه علي الصندوق بل وغسل رجليه يوم أن سلمه لأعدائه, وفي هذه جميعها يظهر السيد المسيح أمامهم كأنه ضعيف ولكن لم يعلموا أن قوته الحقيقية هي في اتضاعه وسوف تتجلي هذه القوة عندما يكمل كل شيء علي الصليب. وأسلم للصليب وظن بيلاطس ومن معه والكتبه والفريسيون وأتباعهم, أنهم استطاعوا أن ينتصروا عليه فلا هو اله ولا ملك ولا نبي ولا صانع معجزات. لقد أسلم للموت ودفن ولكن في اليوم الثالث يقوم وكما أتي في المزمور الثاني لقد ارتجت الأمم وتفكرت الشعوب بالباطل. قام ملوك الأرض وتأمروا علي الرب وعلي مسيحه لقد ظنوا أنهم قادرون أن ينهوا قصة ذلك القوي الذي بضعفه صنع ما هو أقوي من القوة. وحدث في القيامة أن قام الرب الساكن في السماوات يضحك الرب يستهزئ بهم( مز2:4). يكلمهم بغضبه وبرجره يقلقهم لقد ضحك بهم عندما ظنوا أنهم يتخلصوا من القوي وقوته عندما دفن في قبر, شددوا الحراس, ووضعوا الأختام ولكنها تحطمت بقوة الاله القادر علي كل شيء ليس فقط صارت القوة قي القيامة, ولكن ايضا يكرز بها في العالم كله, لقد صارت الأمم ميراثا له, وصارت الجموع تهلل له بفرح. لقد ظهرت القيامة في قوتها عندما قام يسوع من الأموات وظهرت القيامة في قوتها عندما صارت موضوعا للكرازة بين شعوب العالم. لقد تحطمت أمام قوة القيامة الأمبراطورية الرومانية بكل وزنها بعد أن ظلت تقاوم الرب ومسيحه أكثر من أربعة قرون. لقد تحطمت علي صخرة قيامته قوة الإلحاد والوثنية التي انتشرت في العالم, وكذلك تحطمت علي صخرة القيامة الشيطان وكل قواته فقد صار الايمان بالله الواحد معروفا والذين يتبعونه ويؤمنون به كثيرون. لقد أرسل الرب تلاميذه إلي العالم اجمع ليكرزوا للخليقة كلها ويعلموهم الايمان بالقيامة التي تظهر قوة عمل الرب في حياة الانسان. إن قوة القيامة ظهرت في قوة الحب الذي أعلنه الرب للبشرية, هكذا احب الله العالم حتي بذل المسيح لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية( يو3:16). هذه الحياة الأبدية التي لا يستطيع أي من كانت قوته أن يهبها إلا قوة القادر علي كل شيء. الذي بطبيعته الذي ظهر علي الصليب مضطهدا صنع ما هو أقوي من القوة وهو نوال الحياة الأبدية.إنها دعوة لكل من يؤمن به وبصليبه وبقيامته كل من يؤمن بهذا سوف يتحدث ضعف الإرادة ومقاومة الشر إلي قوة حقيقية لأننا من خلال الصليب والقيامة تكون قوة النصرة. إن قوة القيامة تصيرنا أبناء الله ونجعله يملك علي قلوبنا فيكون الاله القوي الملك علي القلوب يجعلنا ملوكا نعلن ملكوت الله علي مشاعرنا وأحاسيسنا. إن هذه القيامة تعطينا دفعة للكرازة بالاله القوي القادر علي كل شيء. يتحقق الوعد اسألني فأعطيك الأمم ميراثا. ليس ميراثا ماديا أو ملكا أرضيا ولكن ميراثا روحيا لأن ملكوت الرب ليس من هذا العالم. لقد رفضه اليهود وقبله العالم. لقد ظن اليهود انه ضعيف ولكن بالقيامة ظهرت قوته لقد حسدوه عندما رأوا العالم يسير وراءه وأسلموه حسدا ولم يكونوا يعلمون أن من صلبوه بهم يتمم خلاص العالم فهو صانع ما هو أقوي من القوة. لقد أراد اليهود أن يقضوا عليه بالموت ولكن لم يكونوا يعرفون أن خلوده سيتم بالقيامة. لقد ظنوا أنهم سوف يخفون خبر قيامته بكذبهم ألا انه بواسطة تلاميذه إلي كل الأرض خرج منطقهم وفي جميع العالم بلغت اقوالهم. حقا يا رب صارت قوة القيامة واضحة في تاريخ البشرية وفي حياتنا اليومية وفي الكرازة الإنجيلية. لا أعزفة وقوة قيامته.. بقي أن أقول أن قوة القيامة لم تكن تتحقق إلا بشركة الآلام. فإننا نتبع مسيحا مصلوبا لكي ما نتمتع بقوة القيامة لابد أن نؤمن بشركة الآلام. لذلك نحن نفرح بالألم ولا نرفض الضيق وندرك أن بقدر ما نتألم من أجله نتمجد معه. لقد صارت الأمم ميراثا للرب ومسيحه. وهكذا التلاميذ كسفراء للرب كرزوا بأمر الرب ولم يخافوا من القائمين عليهم وسمعوا كلمات الرب تشدو وتشجع لأن إلهك معك حيثما تذهب( يش1:9). سمعوا الصوت مع ارميا, لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك يقول السيد الرب( ار1:8) فيحاربونك ولا يقدرون عليك لأني انا معك يقول الرب لانقذك( ار1:19). هكذا عمل الأعداء مع المسيح له المجد لقد ظنوا أنهم يستطيعون أن يتخلصوا منه لكن صارت كل حيلهم الطريق لإظهار قوة المسيح في قيامته وكانت آلامه دعوة لنا أن نشاركه الآلام لأنه بدون الآلام لا تكون قيامة. لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه.( في3:10) قائم مقام بطريرك الأقباط الأرثوذكس المزيد من مقالات الانبا باخوميوس