مخطئ من يظن أن عقارب الساعة يمكن أن تعود بأي حال من الأحوال إلي الوراء، أو أن يعود العهد البائد بفرعونه وكهنته من جديد، حتي لو حصل الفرعون علي براءة زائفة من تهمة قتل المتظاهرين، وكأنهم قد قتلوا علي أيدي كائنات فضائية هبطت علي أرض المحروسة في ظروف غامضة لتفتك بهم غدرا وترحل ! اشمت أيها المخلوع كما تشاء وتشف فينا وفي ثورتنا ولوح من داخل قفصك كما تشاء، فهذه الابتسامات الشامتة لن تنال من عزيمتنا وحتى لو تسابق أنصارك من القلة المنتفعة في عهدك وأخذوا يطلقون قذائف شامتة علي مواقع التواصل الاجتماعي تحملنا مسئولية فشل النظام الحالي وتبكي علي الأمن والاستقرار في عهدك فلن نندم أبدا علي ثورتنا التي أزاحت عهدك الفاسد! أيها الباكون علي أمن مبارك هل نسيتم كيف كانت تمتهن كرامة المواطن في أقسام الشرطة علي أيدي زبانيته الذين قعموا ، بطشوا ونهشوا أجساد الضعفاء بلا رحمة ؟ هل نسيتم عبارة السلام 98 التي راح فيها أكثر من 1300 مواطنا ضحية الإهمال والفساد ، وماذا عن الأمراض السرطانية التي استوطنت في الجسد الهزيل لشعبنا، هل نسيتم حاشيته التي سئمنا رؤية وجوهها وتصريحاتها المستفزة أمثال أحمد عز وغيرهم؟؟؟ أيها الفرعون لقد أصبحت جزءاً من الماضي وفصلاً من فصول التاريخ التي أهلنا عليها التراب يوم 11 فبراير 2011 وخرجنا جميعا نحتفل بزوال عهد فاسد وحلمنا بعهد جديد يشع حرية، وكرامة إنسانية، و قد لم يتحقق الحلم حتي الآن وهذا وارد في الثورات الكبرى التي قد تتعثر بعض الشيء وتواجهها بعض العراقيل ولكن الحلم لم ولن يمت والثورة ما تزال في قلوبنا. ومن يظن أن دماء الشهداء قد ذهبت هباءً منثورا فهو واهم لأننا أمنا بثورتنا ولن نكفر بها أبدا وستظل مستمرة إلي أخر نقطة دم في عروق الأحرار من أبناء هذا الوطن. نعم الثورة مستمرة ضد كل من تسول له نفسه الاستحواذ علي وطن من أعرق الأوطان لصالح جماعة أو عشيرة أو عصابة، الثورة مستمرة حتي نقتص لكل من ضحي من أجل حريتنا، الثورة مستمرة رغم أنف الكائدين الذين يعاندون القدر ويريدون العودة إلي عصور الفساد والظلام. نحن لن نفاضل بين نظام فاسد وأخر فاشل كما يري البعض الذين يتمنون عودة الأول بأمنه واستقراره الزائفين، ويلفظون الثاني لأنه عاجز عن توفير الأمن المنشود! أليس من حقنا أن نرفض الاثنين معا ونكافح ونناضل من أجل حكم عادل يقتص لشهدائنا ويعيد كرامتنا المفقودة ويزيح عن كاهل هذا الشعب المنكوب في حكامه سنوات الفقر والقهر والمرض. هذا الوطن المثخن بالجراح يستحق منا نبذ اليأس والتسلح بالأمل وشحذ الهمم وإشاعة التفاؤل في النفوس الحزينة مهما أصاب درب الثورة من نكبات أو عثرات، فمازلت أري نورا في أخر هذا النفق المظلم الذي قد يطول ولكنه حتما سينتهي وستشرق شمس الحرية ونسترد مصرنا الحبيبة . للثورة شعب يحميها أيها الشامتون ! لمزيد من مقالات علا حمدى