اعتبر الباحث الفرنسي المتخصص في الشئون العربية والإسلامية منذ40 عاما جيل كيبل, أن الثورات العربية وخاصة في مصر دخلت الآن في مرحلتها الثالثة. جاء ذلك في الندوة التي نظمها أمس معهد العالم العربي بباريس بمناسبة صدور كتابه الجديد تحت عنوان الشغف العربي. وقال كيبل إن ثورات الربيع العربي وخاصة الثورة المصرية مرت قبل ذلك بمرحلتين, الأولي بدأت بالحراك الشعبي العفوي الناتج عن تواصل الشباب مع بعضهم علي مواقع التواصل الاجتماعي والذي أدي إلي إسقاط نظام مبارك, ثم المرحلة الثانية التي أوصلت جماعة الإخوان المسلمين للحكم, وأخيرا دخلت الثورة مرحلتها الثالثة التي تشهد تراجع شعبية الإخوان المسلمين لعدم قدرتهم علي إدارة البلاد اقتصاديا وسياسيا. وأضاف كيبل- الذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة- أن المعارضة المصرية ليس لها ثقل في الشارع بسبب انقسامها علي نفسها, وكذلك انقسام المصريين حول قادة المعارضة بسبب ارتباط بعضهم بالنظام السابق, معتبرا أن الشباب المصري هو الذي يمثل المعارضة الحقيقية لأنهم ملوا من الوضع الحالي الذي لم يحقق تطلعاتهم. وأوضح أن الشباب في العالم العربي تغير بشكل كبير حيث إنه لا توجد اختلافات حاليا بين هؤلاء في المنطقتين العربية والغربية, مشيرا إلي أن تلك التغيرات كشف عنها في اللحظة التي أضرم فيها محمد بوعزيزي النار في نفسه بتونس والتي كانت وقود الثورات العربية. وقال كيبل إنه قام بتحليل الوضع عن قرب في ميدان التحرير بمصر حيث اكتشف أن الشباب المتحمس والشجاع الذي قاد الثورة نجح في إسقاط مبارك لاقتناعه بأنهم يريدون تمتع بلادهم بالديمقراطية وأوضح أننا نعيش حاليا أياما محورية وفريدة في تاريخ العالم العربي المعاصر لذلك حرص علي أن يجوب في الدول العربية حيث يلتقي بممثلين عن كل طوائف الشعوب. وقال مهما كان مستقبل الثورات العربية فالمواطنين استردوا حرية التعبير.