معمر محمد عبد السلام أبو منيار القذافي أو باختصار معمر القذافي أشهر طاغية في القرن الحادي والعشرين, والذي دام حكمه أكثر من أربعين عاما مارس فيها كافة أشكال القمع ضد شعبه. والقذافي صاحب أطول فترة حكم ليس في ليبيا. فحسب وإنما في العالم أيضا, عرف بالرجل غريب الأطوار الذي يطلق تصريحات لم يعهدها الساسة ولاتخرج من أفواه مسئولين كبار. القذافي مرت حياته بمراحل مختلفة فاجأنا فيها بين الحين والآخر بشغف و اهتمام بقضية تختلف تماما عن التي قبلها. والقذافي مواليد قرية جهنم في منطقة سرت بدأ حياته ثائرا كما قال في أشهر خطبه وكانت تلك مرحلة هامة في حياته, فعندما كان عمره لايتجاوز السابعة والعشرين ثار ضد الملك إدريس السنوسي وأطاح بحكمه في انقلاب عسكري عام1969 بدعوي أنه كان حكما فاسدا. ومنذ ذلك الحين عاش القذافي في دور الثائر حتي مماته رغم أن الثورة التي قادها كان قد مر عليها42 عاما. وبدعوي الثورة مارس القذافي جميع أشكال القمع ضد من يعارضه وفي نهاية حياته وصف شعبه بالجرذان. وانتقل بعد ذلك إلي فكرة القومية العربية التي ظلت تسيطر عليه ردح من الزمان. فكان دائما ينادي بالوحدة العربية والجيش العربي الموحد وغيرها من الشعارات التي يصعب تنفيذها. وربما كان يود في هذا كله أن ينصب نفسه زعيما للعرب ولكن الظروف لم تساعده فلا العرب كان يأخذون كلامه بجدية ولا أفكاره كان من الممكن تنفيذها بل تقترب من الخزعبلات التي تثير الضحك. حتي أن سفير الولاياتالمتحدة في طرابلس جين كريتز وصفه في برقية صادرة في2009 بأنه شخص غريب الأطوار يزعج الصديق والعدو علي حد سواء. ولما وجد القذافي أن فكرة القومية العربية لا تلق رواجا وأن الوحدة العربية لن تتحقق بدأ يبحث عن ضالته في إفريقيا فاتجه نحو القارة السمراء يتدخل في صراعاتها ويسمي نفسه ملك ملوك إفريقيا ويعقد القمم الإفريقية ويدعو للوحدة التي لم ولن تتحقق إلي أن بدأ الربيع العربي يطل عليه من الشرق والغرب. والربيع العربي جاء والرجل كان يعاني من تدهور ملحوظ في شعبيته وسخط طبقة واسعة من الشعب الليبي لما وصلت إليه معدلات البطالة وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية. بالإضافة إلي تقريب فئات من الشعب علي حساب فئات أخري, إلي أن جاء السادس عشر من فبراير لينتفض الشعب الليبي عن بكرة أبيه ضد حكم القذافي وينهيه في ستة أشهر دامية دفع فيها الليبيون دماءهم الذكية في سبيل الوصول نحو الحرية والدولة الحديثة. ولتنتهي حياة القذافي علي يد شعبه الذي كان يتوهم أنهم يحبونه رغم ما مارسه معهم من ألوان القمع والتنكيل.