يتساءل الكثيرون عن سر إقبال الناخبين على اختيار مرشحي حزب الحرية والعدالة "الأخوان" سواء على القائمة أو الفردى فئات أو عمال ويحاول البعض التحجج بتفاهات تذكرنى بالمثل الشعبى الذى يقول "حجة البليد مسح التختة" فيقولون أنه كانت هناك دعايا أمام اللجان بتوزيع أوراق تحمل صور المرشحين ورموزهم رغم أنه كان هناك ملصقات لمرشحى الأحزاب الأخرى أمام اللجان وهذا يخالف أيضا القانون ولكن على الجميع أن يتفهم الأسباب الحقيقية وراء الإقبال على انتخاب الأخوان فبصراحة شديدة على مدار العقود الماضية تحمل الأخوان الكثير من المعاناة من اعتقالات وسجن وتجميد أموال فطبيعى أن يعطى لمن كانوا أول من عارض النظام البائد وتحملوا المعاناة الفرصة ثم أن الأخوان لديهم نخبة من رجال المال والأعمال ونخبة تشتغل بالسياسة منذ عقود ولديهم حنكة فى التعامل بدليل نجاح تنظيمهم على مستوى العالم وواضح أن المصريين لم يصدقوا النظام البائد فى تشويه صورة الأخوان بأنهم متشددين وضد عمل المرأة ويريدون تحريم كل شئ وفرض النقاب وهذا منافى للحقيقة لأن الأخوان يعلنون دائما أن مرجعيتهم الفهم المعتدل الصحيح للدين وفتاوى الأزهر الشريف وهم أنفسهم يرشحون على قوائمهم سيدات فكيف سينكرون عليهن العمل وهم يعطون لهن الفرصة للمشاركة فى الحياة السياسية المهم أن المصريين يريدون أيضا من الأخوان تطبيق برامج اقتصادية وسياسية تتماشى مع الشريعة الإسلامية فمثلا المعاملات البنكية فى الإسلام لا يقصد بها عدم الحصول على أرباح أو فوائد على الأموال وإنما الحصول على فوائد أو أرباح متغيرة وليست ثابتة طبقا للمعدل الذى يربح به البنك بشرط أن تكون هناك رقابة من قبل البنك المركزى على معدل الربحية الحقيقى للبنوك ويلزمنا الإسلام بتطبيق الدولة للزكاة بأخذ ربع العشر على أموال المسلمين سنويا والتى كان يجمعها سيدنا محمد علية الصلاة والسلام من أموال المسلمين ومن بعدة جمعها الصحابة ومن الممكن أن يجمعها الان الرئيس المرتقب ويراقب على إنفاقها على الفقراء والمشاريع الاقتصادية بمصر مجلس الشعب القادم والمجتمع المدنى وهذا سيحد من نسبة الفقر الذى وصلت فى مصر لأكثر من 40% وأدت الى أنتشار البلطجية الذين يستفيد بهم أى نظام مستبد ويعدوا تهديد لأى ديمقراطية كما يمثلون تهديد لنا فى حياتنا وممتلكاتنا وخير مثال على تعارض القوانين مع شريعتنا هى الرغبة فى تطبيق نظام الضرائب العقارية التى تتعارض مع شريعة الله العادل الذى لا يكلفنا بدفع أموال على ما لا يدر علينا دخل ونسكن به فإذا كان شخص ما لا يملك أموال وورث شقة من والدية فهل ستطرده الدولة لتطبق قوانينها المخالفة للشرع أنا أرى ديننا شاملا لكل أمور حياتنا السياسية انطلاقا من القاعدة الشرعية التى تقضى بأن " أمركم شورى بينكم" وأرى الإسلام ينظم معاملاتنا المالية فى البنوك ويضع لنا نظام للتكافل الإجتماعى للحد من الفقر وبناء مصر اقتصاديا وزراعيا وصناعيا من خلال جمع أموال الزكاة كما يتصدى ديننا للأغنياء اللصوص ويدرأ المفاسد عن الأرض . [email protected] المزيد من مقالات نهى الشرنوبي