الديمقراطية هي السبيل الوحيد لتحقيق أمنيات الشعب وطموحاته المشروعة في حياة إنسانية كريمة. ولذلك كانت ومازالت المطلب الرئيسي في أي ثورة ضد النظم الاستبدادية والشمولية. ومن ثم كانت الديمقراطية ومازالت محورا أساسيا وهدفا رئيسيا لثورة25 يناير2011 التي أطاحت بالنظام السابق الذي كان يمثل تحالف الاستبداد والفساد, والسلطة والثروة. وتتحقق الديمقراطية من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة, التي تتنافس فيها الأحزاب والقوي السياسية بطرح برامجها لحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية, وصولا الي تلبية الاحتياجات الاساسية للمواطنين, وتكون نتائج الانتخابات هي الحكم علي هذه الاحزاب وتلك البرامج. ومن هنا تأتي أهمية أول انتخابات برلمانية بعد ثورة25 يناير. وما يتعين الالتفات إليه في هذا السياق أن الديمقراطية التي تعلي من شأن الرأي والرأي الآخر, وتؤكد قيم الحوار وفضيلة التوافق الوطني علي الأهداف المنشودة, تؤدي ممارستها الي تهميش التطرف. وفي الوقت نفسه فإن تداول السلطة الذي يعد جوهر الديمقراطية والحكم الرشيد يفضي بالضرورة إلي تصحيح المسار الوطني. وليس أدل علي ذلك ما حدث في بلدان أوروبا الشرقية التي اجتاحتها عام1989 ثورات ديمقراطية اسقطت النظم الشمولية, ومهدت الطريق الي الانتخابات وتكريس مبدأ تداول السلطة وهو ما أدي الي الاستقرار السياسي وبناء اقتصادات تستهدف الوفاء باحتياجات الشعوب. وثمة نقطة أساسية تتميز بها ثورة25 يناير وهي التأكيد علي أهمية العدالة الاجتماعية, فهي الضمان الحقيقي للاستقرار السياسي وللتقدم الاقتصادي, وانطلاقا مما سبق ذكره, فإن الانتخابات البرلمانية هي الوسيلة الفعالة لتحقيق حكم الشعب وإعلاء ارادته في تحديد مسار الوطن.