شغل التواجد المكثف لاحزاب الاسلامية علي كل من الساحة المصرية والتونسية حيزا لايستهان به من شواغل كثير من المحللين السياسين سوآء في العالم العربي وعلي الصعيد الدولي, خاصة بعد فوز حزب النهضة في الانتخابات الاخيرة في تونس. حيث شغل هذا الامر موقع الصدارة في المشهد السياسي التونسي بعد ن شهد هذا الحزب فترة طويلة من الاقصاء سوآء في عهد بورقيبة او بن علي اللذين حرصا علي اتباع مااسموه بسياسة التدرج والاعتدال والحلول الوسط ومايعنيه ذلك من عدم تقبل الاتجاهات الاسلامية انذاك. ولعل مايسبغ مزيدا من الاهمية علي التجربة التونسية تلك الرؤية المقارنة التي تفرض نفسها بين مسار كل من الانتخابات التونسية والانتخابات المصرية القادمة خاصة وان كل من الواقع المصري والتونسي قد اتسما ببروز وتنامي قوة التوجهات الاسلامية بما يثير تساؤل حوال مأل ومسار الانتخابات في مصر و,مدي امكانية ان تتخذ هذه الاخيرة مسارا امنا علي نحو ماشهدته تونس في ظل تخوف الليبراليين المصريين من تصاعد مجموعة من الصعوبات والمشاكل التي قد تقف حجر عثرة في مواجهة تحول ديمقراطي حقيقي. فزذا ماألقينا الضوء علي التجربة التونسية لوجدنا انهااستطاعت ان تقطع شوطا لابأس به في ظل توافق القوي السياسية حول المعالم الرئيسية للتغيير بعد الثورة وبعد الانتخابات الاخيرة. لقد انحاز الشعب التونسي الي الممارسة الديمقراطية بقوة واصرار في اول تجربة حقيقية تتاح له, وقدم درسا في الوعي السياسي والممارسة السياسية سيظل دليلا علي نضج الشعب واحقيته الفعلية بمثل هذه المكتسبات الديمقراطية, لقد كان المواطن التونسي العازدي ورجل الشارع بليغا في تلقف اهمية اللحظة التاريخية الراهنة تجاه الحسم الانتخابي الديمقراطي حينما اقبل علي مكاتب الاقتراع رافضا الانسياق لف التمزق الايديولوجي والفئوي الذي كان قد انحدرت اليه اطياف عديدة من النخب والاحزاب والشخصيات الوطنية بعد14 يناير, فهل سوف تنجح الانتخابات المصرية في الاقتداد بمثل هذه التجربة التي نأت بشعب تونس عن السقوط في هوة الفوضي وعدم الاستقرار خاصة في ظل عمق الوعي السياسي للمواطن المصري علي مرالعصور. ولعل مما يذكر ان حزب النهضة قد فاز بأكبر عدد من الاصوات في الانتخابات التونسية, ولكنه لم يحصل علي الاغلبية الكافية تشكيل الحكومة بمفرده ولذلك تعهد بتشكيل حكومة تشمل كافة الاطياف السياسية بما يعكس عن رغبته في ارساء دعائم التعددية وعدم استثارة بالسلطة مع تعهده باحترام حقوق الانسان. وتصدر حزب النهضة لبقية الاحزاب كان متوقعا ولكن المفاجأة تبدد ت في حجم هذا التصدر ونسبته, ويمكن ارجاع هذا التصويت المكثف للنهضة الي عدة اسباب منها خطاب حزب النهضة فمنذ14 يناير توجهت النهضة الي طمأنة الجميع ولم تدخل في سجالات مع الحكومة ولم تطالب بحل التجمع والبوليس السياسي مماجعلها تستقطب(اضافة الي قواعدها التقليدية) وجوه من بقايا التجمع والمستقلين والليبراليين مماجعلها تخوض الانتخابات بأذرع وايادي متعددة. ولعل منابرز عوامل نجاح حزب النهضة التونسي يتمثل في تشتت القوي العلمانية و اليسار ية وهي الظاهرة التي يشهدها الي حد كبير الواقع السياسي المصري الحالي فقد دلت هذه القوي العملية الانتخابية مشتة وهو مااثر علي مردودها وصورتها لدي الناخب خصوصا وان بعض نخبها لجأت الي الخطاب الثوري التحريضي المبالغ فيه والبعض الاخر مس بعض المقدسات بطريقة مامما جعل شريحة واسعة من المجتمع تنظر اليهم بعين الريبة وعدم الرضا والتوجس. من جانب اخر يمكن القول انه من بين الاسباب الاخري التي جعلت حركة النهضة تتصدر الانتخابات بهذه الكثافة و طبيعة ادراكها للبعد الاخلاقي للعمل السياسي وتوظيفها للوازع الديني وضرورة محاربة الفساد لتحصد اصوات الناخبين. خلاصة القول, انه قد بات لزاما لي حركة النهضة التي تصدرت لنتائج وفازت بثقة اغلبية الناخبين الذين تحملوا عناء الانتظار والترقب لممارسة حقهم الانتخابي ان تدرك الاهمية التداريخية هذا الحدث وان يدرك زعماء هذه الحركة التي فرضت نفسها علي الساحة بد عقود من الحظر ان ترتقي الي مستوي هذه الثقة وان تكون في حجم طموحات وتطلعات ابناء هذا الشعب والا تخذل من زحفوا الي صناديق لاقتراع مراهنين علي ان تكون الديموقراطية هويتهم والسؤآل الذي يفرض نفسه بدرصد المشهد التونسي وفوز حزب النهضة ومع تشابه كل من الواقع التوسي والمصري فيما يتعلق بالصعود الملحوظ للتيارات لاسلامية يرتبط بالانتخابات المصرية القادمة فهل تتقبل القوي لاسلامية في مصور افكارا علي غرار توجهات حزب النهضة التي قادت الي تحقيق قدر من التوافق بين مختلف فئات الشعب الدتونسي واحترام قواعد اللعبة الديمقراطية ام انها سوف تنهج نهجا مغاييرا قد يمثل تهديدا للعملية الانتخابية برمتها ؟ هذا سوف ماتفصح عنه الاحداث القادمة!!! المزيد من مقالات د.هدى ميتكيس