وقف الناخبون التونسيون في صفوف طويلة اليوم الأحد، لاغتنام فرصة المشاركة في أولى انتخابات "الربيع العربي" التي من المتوقع أن تسفر عن حصول حزب النهضة الإسلامي على أكبر نصيب من السلطة. وستضع هذه الانتخابات، وهي أولى انتخابات حرة في تاريخ تونس، معيارًا ديمقراطيًا للدول العربية الأخرى، حيث أدت الانتفاضات إلى تغيير سياسي أو حاولت حكومات بها أن تسارع بإجراء إصلاحات لتجنب خطر الاضطرابات. وكانت تونس هي أولى محطات "الربيع العربي" قبل عشرة أشهر، عندما أدت احتجاجات حاشدة على الفقر والبطالة وقمع الحكومة إلى فرار الرئيس السابق زين العابدين بن علي إلى المملكة العربية السعودية. ووقف راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلامي، الذي من المرجح أن يحصل على أكبر نصيب من الأصوات، منتظرًا الإدلاء بصوته أمام مركز للاقتراع في حي المنزه 6 بالعاصمة التونسية. وقال الغنوشي الذي كان برفقة زوجته وابنتيه المحجبتين: إن اليوم هو يوم تاريخي، وإن تونس ولدت من جديد، وأضاف أن الربيع العربي ولد اليوم. ولم تشهد تونس مثل هذا المستوى من الرغبة في المشاركة في الانتخابات إبان عهد بن علي، عندما كان يظهر عدد محدود للغاية فقط، لأن المواطنين كانوا يعلمون أن النتيجة محددة سلفًا. وقال نور الدين، وهو شاب يقف خارج مركز للاقتراع في حي المرسى: "هذه لحظة عزة حقيقية.. إنه يوم تاريخي. تختمر لدي مشاعر كثيرة عندما أرى تونس تمر بمثل هذا اليوم. حتى في أحلامي لم أكن أتخيل أن الناس ستأتي بهذه الأعداد للتصويت".