الأخطر من الانفلات الأمني هو الانفلات الأخلاقي الذي أدي إلي تفشي ظواهر اجتماعية سلبية ومفجعة تتمثل في انعدام النخوة والسلبية واللامبالاة وإن كانت من موروثات النظام الفاشل إلا أنها تزايدات وتطورت إلي انفلات أخلاقي نخشي أن يصل بنا إلي فجيعة انهيار القيم الاخلاقية التي تعتبر أهم عناصر قوة الأمة في حاضرها ومستقبلها. والمجتمع يستمد قيمه الأخلاقية من الدين ثم من العادات والتقاليد الموروثة وبالتالي فإن الاهيار الأخلاقي الوشيك سببه الرئيسي هو تخلي وتقصير المؤسسات الدينية في أداء واجبها وهو الدعوة وشرح صحيح الدين ومحاربة المفاهيم المغلوطة واحياء علوم الدين الحنيف في صحيحه ومن مصدره المعاصر ونبعه الصافي( الأزهر الشريف) بوسطيته واعتداله. أما الدعاة الذين تركوا منابر الدعوة إلي منابر السياسة فلقد نسوا وتناسوا الأمانة التي سيحاسبهم الله عليها يوم القيامة بتركهم الأمة تتخبط وكادت تنحدر إلي الهاوية بسبب غياب الوعي الديني وصحيح القيم الأخلاقية المستمدة منه. أليس الدين المعاملة؟.. ألا يدعو الدين إلي المحافظة علي حقوق الجار ويحذر من المنكرات في المساجد والأسواق والشوارع؟.. ألم يعلمنا ديننا الحنيف أن إماطة الأذي عن الطريق صدقة؟.. أليس الدين هو الألفة والأخوة والتعاون وحسن الخلق.. أما علمتم أن رب العرش العظيم حينما أراد أن يمدح رسوله الكريم قال( وإنك لعلي خلق عظيم) حتي لا يسب صغيرنا كبيرنا ولا نتعالي علي بعضنا. هل بينتم للناس فضيلة العلم والتعلم والتعليم حتي لا يضرب المعلمون وتتحول مدارسنا إلي ساحات قتال ومشاحنات بين الطلبة وبين الطلبة والأساتذة..؟ هل علمتم الناس فضائل الإخلاص والصدق والصبر والرضا وآداب الكسب والمعاش.. هل علمتم الناس حق الذمي علي المسلم حتي لا تأكل نيران الفتنة الوطن الذي ليس لنا غيره, أم أن دروب السياسة والأحزاب والائتلافات والتحالفات الهتكم عن واجبكم المقدس. لمن ستتركون الدعوة؟ أليست السياسة هي المراوغة والخبرة المتراكمة والعلم والفن. اليس المجتمع الصالح أخلاقيا سيكون نتاجه اقتصادا صالحا وسياسة سليمة وعلما ينفع الناس وثقافة ترتقي بالمجتمع؟. د محمد يوسف شعيشع لواء أ. ح متقاعد الإسكندرية المنتزه