تعود عجلة المباريات الرسمية للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم للدوران من جديد في السابعة من مساء اليوم, عندما يستضيف منتخب زيمبابوي باستاد برج العرب بالإسكندرية, في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة السابعة بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل.2014 يدير اللقاء- الذي تحضره الجماهير للمرة الاولي منذ احداث بورسعيد- طاقم حكام من السنغال بقيادة دياتا بدارا ويعاونه كل من جبريل كمارا وتوريه سيريني, والحكم الرابع جويه داوودا. المنتخب الوطني يدخل لقاء اليوم وهو متصدر المجموعة برصيد ست نقاط جمعها من فوزين متتاليين علي موزمبيق2- صفر, وغينيا3-2, وهو يأمل في مواصلة الحفاظ علي صدارة المجموعة بتحقيق الفوز الثالث علي التوالي ليرفع رصيده إلي تسع نقاط ليصل الفارق بذلك بينه وبين غينيا إلي خمس نقاط, دون أن يضع في اعتباره نتيجة التعادل السلبي الذي انتهت به مباراة موزمبيق وغينيا, والتي تعني أنه حتي لو خسر المنتخب لقاء اليوم أمام زيمبابوي فإن هذه الخسارة لن تفقده صدارة المجموعة, لكن يجب ملاحظة أن المنتخب خاض مباراتين علي أرضه وواحدة خارجها في النصف الأول من التصفيات, في حين سيخوض مباراة واحدة علي أرضه أمام غينيا وسيخرج لملاقاة موزمبيق وزيمبابوي ولايمكن لأحد توقع نتائج هذه المواجهات. المنتخب أحرز في التصفيات حتي الآن خمسة أهداف بمتوسط تهديف يبلغ2.5 هدف في المباراة الواحدة, كما تلقت شباكه هدفين, وهو بذلك يحتل المركز الرابع عشر من بين40 منتخبا مشاركا في التصفيات, وذلك حسب الإحصاءات التي يجريها الفيفا, لكن من المؤكد أن هذا التصنيف سيتحسن كثيرا بعد تحقيق فوز كبير الليلة, خاصة أن منتخب مصر هو واحد من ثلاثة منتخبات فقط لم تخسر أو تتعادل حتي الآن إلي جانب تونس في المجموعة الثانية والكونغو في الخامسة. وعلي الرغم من وجود فوارق فنية وتاريخية شاسعة بين المنتخبين, فإن الأمريكي بوب برادلي يأخذ الأمور علي محمل الجد علي اعتبار أن ارتكاب الأخطاء في رحلة البحث عن مكان في كأس العالم ممنوع تماما, ولذلك فقد حرص علي استدعاء قواه الضاربة كلها حتي لا يترك شيئا للصدفة.. كما خاض المنتخب مباراة ودية وحيدة أمام سوازيلاند انتهت بفوز ساحق قوامه عشرة أهداف, لكنه لا يعتبر مؤشرا علي ما يمكن أن يحدث الليلة, لأن الجهاز الفني للمنتخب تعمد اللعب مع منتخب ضعيف ليكسب لاعبيه جرعة من الثقة قبل مواجهة زيمبابوي, وأيضا حتي يحرم الفريق الضيف من التعرف علي ما يدور في كواليس منتخب مصر, لدرجة أن برادلي لعب أمام سوازيلاند بطريقة4-2-4, ومن المستحيل أن يلعب بهذه الطريقة في مباراة رسمية بتصفيات المونديال. لكن علي أي حال, فإن طريقة لعب المنتخب الوطني لا يمكن أن تشهد تغييرات كبيرة في مباراة يحتاج فيها المنتخب لتحقيق الفوز, وإنما من المتوقع أن يلعب المنتخب بإحدي الطرق المشتقة من4-4-2, وغالبا ما ستكون4-3-3 بوجود أربعة لاعبين في الخلف مع وجوب أن يتميز قلبا الدفاع بالسرعة لمواجهة شباب وحيوية منتخب زيمبابوي, كما أن الأقرب للواقعية أن يلعب المحمدي في اليمين وعبدالشافي في اليسار. أمام رباعي الدفاع يأتي دور ثلاثي الوسط علي أن يكون أحدهم ذا توجهات هجومية مع إجادته التصويب, والمرشحون للمشاركة في الوسط محمد النني وحسني عبدربه ومعهما عبدالله السعيد الذي يجيد التصويب وصناعة الهجمات وكثيرا ما ينضم للمهاجمين.. أما الهجوم فيبدو محمد صلاح من الأسماء التي ضمنت مكانها وكذلك محمد ناجي جدو, في حين ستكون هناك مفاضلة بين الدفع بمحمد أبوتريكة أو رأس حربة صريح لكن الدفع بتريكة هو الأقرب. لكن مهما يكن الاشتقاق الذي سيلجأ له برادلي أو التشكيل الذي سيبدأ به, فإن التركيز سينصب علي الاستحواذ علي الكرة لأطول فترة ممكنة, وحرمان المنافس من مجرد الاشتراك في اللعب ودفعه للجري طيلة الوقت خلف الكرة, في الوقت الذي تتفرغ فيه مجموعة الهجوم لاكتشاف الطريق نحو الشباك. أما منتخب زيمبابوي فيدخل المباراة وفي رصيده نقطة واحدة فقط جمعها من تعادل سلبي حققه خارج قواعده مع موزمبيق, لكنه تلقي هزيمة علي أرضه ووسط جماهيره من غينيا ليتذيل المجموعة وتتضاءل فرص مواصلته مشوار البحث عن بطاقة التاهل لكأس العالم, ولذلك فإن الفريق لا يحتمل هزيمة أخري تقضي علي ما تبقي له من آمال. مستوي كرة القدم في زيمبابوي ليس قويا, لكن المنتخب يتميز بوجود عدد كبير من اللاعبين المحترفين, فهناك لاعب محترف في المانيا وآخر في الدنمارك وثالث في بلجيكا إلي جانب ثمانية محترفين في جنوب إفريقيا, لكن المستوي العام للمهارات في الفريق ليس كبيرا باستثناء وجود لاعب مهاري في وسط الملعب وآخر في الجبهة اليسري, وماعدا ذلك فإن السلاح الذي يعتمد عليه كلاوس باجليس هو السرعة واللياقة البدنية العالية للاعبيه. ولأن السرعة واللياقة البدنية هما سلاح زيمبابوي, فمن المتوقع أن يحاول الفريق الضيف مضايقة منتخب مصر بتضييق المساحات أمام لاعبيه مع شن ضغط مستمر في ثلثي الملعب علي الأقل, حتي يفسد الهجمات قبل أن تصل لمنطقة الخطورة, وكل هذا علي أمل أن يعود الفريق لهراري بنقطة التعادل. وقد عاني المنتخب الزيمبابوي مشكلات عديدة في الأشهر الأخيرة بين اللاعبين المحترفين واتحاد الكرة, بسبب مطالبة المحترفين الكبار بالحصول علي مستحقاتهم ومكافآتهم المتأخرة لدي الاتحاد, لكن الأخير عجز عن تدبير المبالغ المطلوبة فلم ينضم المحترفون للمنتخب, الأمر الذي دفع باجليس للاعتماد علي لاعبين أصغر سنا وأقل خبرة.