167 هي محصلة أحداث المقطم من حالات الإصابات يوم الجمعة الماضية يوم جمعة "رد الكرامة"، والتي دعا إليها نحو 20 حزبا وحركة سياسية وعدد من الشخصيات، النصيب الأكبر من الإصابات كان أمام مكتب مقر الجماعة بالمقطم والشكر الله والحمد لله أنه لا توجد حالات وفيات في تلك الأحداث! كما اندلعت أيضا اشتباكات في عدة محافظات بين المتظاهرين وشباب جماعة الإخوان المسلمين، ففي الإسكندرية, اقتحم بعض المتظاهرين مقر حزب الحرية والعدالة بمنطقة جليم وهشموا بعض محتوياته, في الوقت الذي قام فيه بعض الخارجين عن القانون بأعمال السرقة والنهب للمقر. وقد شهدت منطقة المقطم حالة من القلق والفوضى وسط غياب أمني ملحوظ عقب الاشتباكات, وانتشرت اللجان الشعبية من قاطني العقارات السكنية لحماية ممتلكاتهم, بينما قام عدد من البلطجية مسلحين بالأسلحة البيضاء والخرطوش والكلاب بمحاولة اقتحام الشقق والمحال التي أغلقت أبوابها وسط حالة من الذعر. في الوقت نفسه, تواترت أنباء عن قيام متظاهرين باحتجاز نحو200 من شباب الإخوان داخل مسجد بالقرب من ميدان النافورة إلا أن الأمن نجح بعد مفاوضات مطولة من إطلاق سراحهم وسط حراسة مشددة. وأكد خطيب الجمعة أن أعضاء الجماعة لا يسفكون دما ولا يلجئون إلي العنف، واتهم بعض القوي بمحاولة تضليل الشعب, معربا عن اندهاشه من هجومهم علي التيارات الإسلامية, علي الرغم من أن الله أنعم علي مصر بإسلام وسطي, وأضاف قائلا أتوقع هذا الهجوم من الأمريكان أو الأوروبيين أو الإسرائيليين وليس من بني بلدتنا, مؤكدا أنه لا ينتمي إلي فصيل إسلامي بعينه, مطالبا في الوقت نفسه كل التيارات الإسلامية بالوحدة. وكان أعداد كبيرة من أنصار جماعة الإخوان قد توافدوا إلي مقر الإرشاد بالمركز العام للجماعة بالمقطم، و قاموا بعمل سلسلة بشرية دائرية أمام مقر جماعة الإخوان مرددين الشعارات والأناشيد الدينية هاتفين الله أكبر الله أكبر. كما ردد المتظاهرون الهتافات ضد عدد من الرموز السياسية المعارضة بدعوي تورطهم في أعمال فساد وتحريض ضد الثوار, وقال الدكتور محمود عزت نائب المرشد في بيان له أن بقايا النظام السابق تريد تعطيل الإخوان عن استكمال مسيرة البناء. علي جانب آخر، رفع المتظاهرون بالتحرير في جمعة رد الكرامة شعارا علي المقطم رايحين شهداء بالملايين بالإضافة إلي ترديد شعارات وهتافات بسقوط الإخوان ومكتب الإرشاد. إذا مررنا ما بين السطور السالفة الذكر، سنجد أننا أصبحنا كمواطنين متفرقين ومقسمين ومشتتين، لا يوجد من يجمعنا.. فبالأمس كانت تجمعنا وتوحدنا قضايا بعينها، أيام سعد باشا زغلول، والزعيم جمال عبد الناصر، والراحل العظيم محمد أنور السادات، أما ما نحن فيه الآن لا يرقى حتى لمرتبة صراع الديوك.. كنا في الماضي نتكاتف لنطرد الفرنسيين، ولنحارب الإنجليز والإسرائيليين، أما الآن، فنحن نتكاتف على بعضنا البعض، بل ونتقاتل كما لو كنا مشرفين على حرب أهلية! وإذا مررنا بين السطور سنجد أن هناك مشكلة أصيلة..وأن المتسبب في تلك الأحداث هو سياسات جماعة الإخوان، فإذا لعبوا كما قلنا من خلال هذا المنبر مرارا، دور الأخ الأكبر، لاستطاعوا احتواء كافة الأطياف السياسية، لكنهم انشغلوا مع الأسف بتحقيق ذاتهم ونسوا المصلحة العليا للبلاد، تاركين الأبواب للفوضى والمندسين والبلطجية وأصحاب النفوس الضعيفة، أو أصحاب المصالح (بقايا النظام السابق) المستفيدة من بقاء الوضع على هذه الحال، فلا يلوموا إلا أنفسهم على كل العبث الذي أصبحنا فيه. وإذا كان خطيب الجمعة يتهم بعض القوى بمحاولة تضليل الشعب، فعليه أن يدرك أن الباب كان مواربا ولم يتم إيصاده بحكمة.. وكلامي لا يعني أنني أبرئ الطرف الآخر من أي مسئولية، إنما المسئولية الأكبر تقع على أولياء الأمور وليس على الصغار. الآن، وبعد أن تعالت الأصوات بشكل يومي بترك الإخوان حكم البلاد، وبعد أن خسر شباب جماعة الإخوان انتخابات الجامعة لأول مرة منذ عامين، فهذا يعد مؤشرا عليهم أن ينتبهوا إليه، كما أن عليهم أن يفعلوا شيئا للبلاد إذا كانوا حقا يريدون الصالح العام، وعليهم أن يثبتوا لنا حسن نواياهم.. ارحمونا يرحمكم من في السماء!!!!! [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن