اندلعت الاشتباكات أمس في عدة محافظات بين المتظاهرين وشباب جماعة الإخوان المسلمين, وأسفرت عن إصابة نحو167 شخصا, جاء النصيب الأكبر منها امام مقر الجماعة بالمقطم. حيث امتدت الاشتباكات إلي نادي الشرق للتأمين الذي يبعد عن المقر بنحو800 مترا وتبادل الجانبان التراشق بالحجارة وزجاجات المولوتوف والأسلحة البيضاء, بينما سمع دوي طلقات نارية مجهولة المصدر. وقد شهدت منطقة المقطم حالة من القلق والفوضي وسط غياب أمني ملحوظ عقب الاشتباكات, وانتشرت اللجان الشعبية من قاطني العقارات السكنية لحماية ممتلكاتهم, بينما قام عدد من البلطجية مسلحين بالاسلحة البيضاء والخرطوش والكلاب بمحاولة اقتحام الشقق والمحال التي أغلقت أبوابها وسط حالة من الذعر. في الوقت نفسه, تواترت أنباء عن قيام متظاهرين باحتجاز نحو200 من شباب الإخوان داخل مسجد بالقرب من ميدان النافورة إلا أن الأمن نجح بعد مفاوضات مطولة من اطلاق سراحهم وسط حراسة مشددة وقد اضرم المتظاهرون النيران في4 اتوبيسات تابعة للجماعة فضلا عن سيارة بيجو كانت قد صطدمت ب3 من المتظاهرين. وفي الإسكندرية, اقتحم بعض المتظاهرين مقر حزب الحرية والعدالة بمنطقة جليم وهشموا بعض محتوياته, في الوقت الذي قام فيه بعض الخارجين عن القانون بأعمال السرقة والنهب للمقر, في الوقت نفسه حاول عدد قليل من المتظاهرين اقتحام مقر الحزب بالعصافرة إلا أن الأهالي تصدوا لمحاولاتهم. وكانت عدة مسيرات قد أنطلقت أمس باتجاه المقر العام لجماعة الاخوان المسلمين بالمقطم في جمعة رد الكرامة التي دعا اليها نحو20 حزبا وحزكة سياسية وعدد من الشخصيات.. وتحسبا لأية أعمال عنف أغلقت قوات الأمن المتمركزة في الشوارع المؤدية الي مقر الجماعة, وأغلقت كافة الأنشطة التجارية أبوابها ونزل سكان المقطم الي مداخل العمارات والمحال التجارية في صورة لجان شعبية لحمايتها من أية أعمال سلب ونهب, في الوقت الذي أدي فيه أنصار الجماعة صلاة الجمعة أمام المقر وشكل شباب الاخوان سلاسل بشرية حوله لمنع التعدي عليه ودارت مناوشات عقب الصلاة. وأكد خطيب الجماعة أن أعضاء الجماعة لايسفكون دما ولا يلجأون الي العنف. واتهم بعض القوي بمحاولة تضليل الشعب, معربا عن اندهاشه من هجومهم علي التيارات الإسلامية, علي الرغم من أن الله أنعم علي مصر باسلام وسطي, وأضاف قائلا أتوقع هذا الهجوم من الأمريكان أو الأوروبيين أو الإسرائيليين وليس من بني بلدتنا, مؤكدا انه لا ينتمي الي فصيل اسلامي بعينه, مطالبا في الوقت نفسه كل التيارات الإسلامية بالوحدة. وكان أعداد كبيرة من أنصار جماعة الاخوان قد توافدوا أمس الي مقر الارشاد بالمركز العام للجماعة بالمقطم. وقد تزايدت أعداد المتظاهرين المؤيدين للجماعة أمام مكتب الارشاد مع توافد العديد من المحافظات للمشاركة في جمعة رد الكرامة.من ناحية أخري, قام المتظاهرون بعمل سلسلة بشرية دائرية أمام مقر جماعة الاخوان مرددين الشعارات والاناشيد الدينية هاتفين الله أكبر الله أكبر. كما ردد المتظاهرون الهتافات ضد عدد من الرموز السياسية المعارضة بدعوي تورطهم في أعمال فساد وتحريض ضد الثوار, وقال الدكتور محمود عزت نائب المرشد في في بيان له أمس أن بقايا السابق تريد تعطيل الاخوان عن استكمال مسيرة البناء. وقطع عدد من المتظاهرين الطريق الصاعد الي المقطم وقاموا بتهشيم السيارات المشتبه في تبعيتها للاخوان, وكذلك معظم سيارات السيرفيس.. مما أحدث حالة هلع بين الاطفال والنساء وسكان المنطقة, ووقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين ومسيرة قادمة للاخوان المسلمين بمدخل المقطم وتم إطلاق الخرطوش والأعيرة النارية.. علي جانب آخر رفع متظاهرو التحرير أمس في جمعة رد الكرامة شعارا علي المقطم رايحين شهداء بالملايين بالاضافة الي ترديد شعارات وهتافات بسقوط الاخوان ومكتب الارشاد واعلنت المنصة عن تطوع سيارات الميكروباص برمسيس لتوصيل المتظاهرين الي المقطم, وكانت المنصة الرئيسية في الميدان تعلن أخبار ما يحدث عند مقرات جماعة الاخوان المسلمين حيث اعلنت المنصة احتراق مقرات الجماعة في المطرية, واشارت الي ان هناك حصارا لهذه المقرات غير الشرعية بموجب القانون علي حد وصفهم وذلك بمختلف محافظات مصر. وأعلن الدكتور محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف عن تأمين مظاهرة أمس أمام مكتب الإرشاد بالمقطم باستخدام30 سيارة إسعاف, مشيرا الي ان عدد الاصابات وصل الي167 جاء النصيب الأكبرمنها امام مكتب الارشاد بالمقطم نافيا حدوث حالات وفيات.
