في ميدان التحرير.. كان يوم الأحد3 مارس يوما تاريخيا لانتهاك حقوق الطفل ويوم مشهود علي انتهاء دولة القانون, بعد أن حمل لنا أبشع أشكال العنف والكثير من الاختراقات القانونية, وذلك بعد أن قام رجال الأمن المركزي بالقبض علي مجموعة من الأطفال وعددهم28 طفلا تتراوح أعمارهم مابين6 سنوات و17 سنة- بينهم طفلتان من بين71 متهما تم القبض عليهم في عملية إخلاء الميدان وإزالة العقبات المرورية, وهذا مايؤكده هاني هلال رئيس جمعية النهوض بأوضاع الطفولة وأمين عام الإئتلاف المصري لحقوق الطفل. وقد كانت الإتهامات الموجهة إلي هؤلاء الأطفال هي: تعطيل سير وسائل النقل العام البرية وتعريضها للخطر, والاشتراك مع آخر في التجمهر المكون من أكثر من خمسة أشخاص بقصد تخريب أملاك عامة, واستعمال القوة والعنف مع الموظفين العموميين- موظفي مجمع التحرير ومنعهم من أداء عملهم, وحيازة أسلحة نارية وذخيرة, واستعراض القوة والعنف واستخدامهما بقصد الترويع والتخويف للقوات والمواطنين لمنعهم من آداء عملهم, وعدم حمل بطاقات تحقيق شخصية لمن بلغ16 عاما- والانتماء إلي جماعات منشأة علي خلاف القانون, والشيء المؤسف انه من بين الأطفال الذين دخلوا الحجز الطفلة جنا3 سنوات والطفل محمد وعمره سنة واحدة وكانا برفقة أمهما ياسمين جمعة24 سنة. وقد تم القبض عليهم جميعا في ميدان التحرير, ووضعهم في الحجز بقسم قصر النيل وكأنهم مجرمان وجناة, ليشهدوا رحلة عذاب لن ينسوها طوال أعمارهم, أما بدر مصطفي أمين10 سنوات والذي كان بوجهه الطفولي البريء وضآلة جسمه الملحوظة نائما في ميدان التحرير-فالشارع هو بيته ينام ويصحي ويلعب فيه- فقد تم القبض عليه وهو يبحث عن لقمة في القمامة يأكلها, لذا فأول ماطلبه في أثناء التحقيقات هو أن ياكل الفراخ المقرمشة- من أحد المحلات المنتشرة في المنطقة- وأن يشرب مشروبا غازيا ويعود للنوم من جديد, والطفل علي ربيع14 الذي يعاني من الإعاقة هو الآخر تم القبض عليه مكان نومه في أحد الشوارع المجاورة للميدان, ويقول: لم أفعل شيئا فمكان سكني هو الشارع, ولكني سلمت نفسي للحكومة علشان مابعرفش أجري, والطفل طارق سليمان10 سنوات تم القبض عليه فجأة وتم جره من ياقة قميصه البالي أثناء قيامه بتوزيع الشاي علي الموجودين بالميدان, فأمه هي بائعة الشاي المعروفة هناك وعندما سألوه عن اسمها كي يتم القبض عليها هي الأخري بدا علي ملامحه الدهشة وقال: أمي هي إللي مخلفاني, أما عن الطفل علي منصور15 سنة وهو بائع فول فقد تم القبض عليه وسحله بعد أن أخذوا عربة الفول منه كحرز في القضية. ولأن هذه الوقائع تضر بالأطفال والطفولة وتنتهك جميع قوانين الطفل. الأطفال دروع بشرية! ولأن هذه الوقائع تضر بالأطفال والطفولة وتنتهك بشكل سافر جميع قوانين الطفل, فقد إستنكر الائتلاف المصري تعرض الطفل لتلك الانتهاكات في فاعليات المؤتمر الذي نظمه مؤخرآ في القاهرة المجلس القومي لحقوق الإنسان علي مدي يومين, وقد شجب استمرار مسلسل العنف الشديد المستخدم ضد الأطفال, وقد أصبح في أقبح صوره بعد أن شاع استغلالهم سياسيا. ويؤكد الإئتلاف المصري في بيان له أن من أبرز هذه الصور إستخدام رجال الداخلية للأطفال كدروع بشرية خلال الاشتباكات المستمرة مع عدد من المتظاهرين بشارع كورنيش النيل ووضعهم في الصفوف الأمامية لصد هجماتهم, وحث الأطفال علي إلقاء الحجارة والمولوتوف واستهداف المعارضين, وأن الداخلية لم تكتف بالقبض العشوائي علي الأطفال واحتجازهم في الأماكن غير المخصصة للاحتجاز بالمخالفة للقوانين من يوم28 فبراير وحتي الآن( تم تسليم14 طفلا فقط لأسرهم وتم إخلاء سبيل طفلين بكفالة1000 جنيه لكل منهما) وهو مايعد صورة جديدة من صور المتاجرة بالأطفال واستغلالهم في المشهد السياسي, لذا فإن الإئتلاف يشجب مثل هذه التصرفات الصادرة من وزارة الداخلية والتي تنقل البلاد إلي المزيد من حالات الفوضي وتؤكد غياب دولة القانون, ويناشد المسؤلين ووزارة الداخلية احترام قوانين الطفل وعدم انتهاك حقوق الأطفال.